ما هو قصر الإليزيه

يعد قصر الإليزيه Palais de l’Élysée واحدًا من أبرز المعالم السياسية و التاريخية في فرنسا بإعتباره المقر الرسمي لرئيس الجمهورية الفرنسية و مركز صناعة القرار داخل البلاد و إشتُق إسمه من حقول الإليزيه و هو مكان المباركين في الميثولوجيا اليونانية و يرجع تاريخه إلي أوائل القرن الثامن عشر حين تم تشييده عام 1722 لصالح لويس هنري دي لا تور دوفيرجن و هو نبيل و ضابط في الجيش الفرنسي و كان يُعرف في البداية بإسم فندق إفرو ثم شهد بعد ذلك العديد من التغيرات الكبيرة علي مر العصور من حيث تصميمه و هندسته المعمارية و الوظائف التي شغلها حتي أصبح عام 1848 هو المقر الرسمي للرئيس الفرنسي و يتميز قصر الإليزيه بوجوده بموقع إستراتيجي في قلب مدينة باريس بالقرب من شارع الشانزليزيه الشهير و هو ما يعزز مكانته كرمز للسلطة و الرقي .

ما هو قصر الإليزيه

تم بناء قصر الإليزيه في الأصل لصالح ” لويس هنري دي لا تور دورفيرن ” و هو أحد النبلاء الفرنسيين الذين شغلوا منصب حاكم إيل دو فرانس و كان القصر يعرف بإسم “فندق إيفرو” و يتميز بطرازه الكلاسيكي الفرنسي حيث صممه المهندس المعماري ” أرمان كلود موليه ” ليكون قصرًا أنيقًا محاطًا بحدائق واسعة و خلال القرن الثامن عشر إنتقل ملكيته إلي ” مدام دي بومبادور ” إحدي أشهر عشيقات الملك ” لويس الخامس عشر ” و التي قامت بإجراء بعض من التعديلات عليه و بعد وفاتها آل القصر إلي التاج الملكي قبل أن يتم بيعه لاحقًا لمصرفي فرنسي ثري يُدعي ” نيكولا بوجون ” الذي حوله إلي معرض فني يضم مجموعة من أبرز اللوحات الفنية في ذلك العصر .

معلومات عن قصر الإليزيه

و مع بداية الثورة الفرنسية تعرض قصر الإليزيه لموجة من التغييرات حيث تمت مصادرته و تحويل حدائقه إلي أماكن ترفيهية عامة و أصبحت بعض أجزائه تُستخدم كبيوت للقمار إلا أنه سرعان ما استعاد مكانته عندما أشتراه ” جواكيم مورات ” زوج شقيقة ” نابليون بونابرت ” الذي أعاد ترميمه و جعله أكثر فخامة ليليق بطموحات الإمبراطورية الفرنسية و في عام 1808 أصبح القصر ملكًا رسميًا لنابليون الذي استخدمه كمقر لإقامته و بعد هزيمته في معركة واترلو عام 1815 وقع وثيقة تنازله عن العرش داخل القصر مما جعل المكان شاهدًا علي واحدة من أكثر اللحظات التاريخية أهمية في تاريخ ” فرنسا ” .

ما تاريخ قصر الإليزيه

و بحلول عام 1848 أصبح القصر مقرًا رسميًا للرئاسة الفرنسية خلال الجمهورية الثانية و منذ ذلك الحين شهد العديد من التعديلات و التجديدات التي أجراها مختلف الرؤساء الذين تعاقبوا علي السلطة فعلي سبيل المثال قام ” لويس نابليون بونابرت ” الذي أصبح لاحقًا ” الإمبراطور نابليون الثالث ” بتكليف المهندس ” جوزيف يوجين لاكروا ” بإجراء تعديلات معمارية ضخمة جعلت القصر أكثر إنسجامًا مع الطراز الإمبراطوري و بعد إعلان الجمهورية الثالثة عام 1873 تم تأكيد إستخدامه كمقر دائم لرئيس الجمهورية و منذ ذلك الوقت أصبح القصر شاهدًا علي أهم القرارات السياسية و الإجتماعات الدبلوماسية التي تحدد مصير البلاد .

و يتميز قصر الإليزيه بأسلوبه المعماري الكلاسيكي الفاخر حيث يحتوي علي واجهة رائعة و حدائق جميلة تعكس الطابع الأرستقراطي الفرنسي و يتكون القصر من عدة قاعات رسمية أهمها :

  1. قاعة الشرف: و هي المدخل الرئيسي الذي يستقبل فيه الرئيس الزوار الرسميين و رؤساء الدول .
  2. الصالون الفضي : و سُمي بهذا الإسم بسبب الزخارف الفضية الفاخرة و هو المكان الذي وقع فيه ” نابليون ” تنازله عن العرش عام 1815 .
  3. قاعة الإحتفالات: و تُستخدم للمناسبات الرسمية الكبري مثل حفلات العشاء الرئاسية و المراسيم الدبلوماسية.
  4. حدائق الإليزيه: و تعد واحدة من أجمل الحدائق الرئاسية حيث تُستخدم لإقامة حفلات إستقبال رسمية في بعض المناسبات الوطنية .
الصالون الفضي

و إلي جانب كونه مقرًا رئاسيًا شهد قصر الإليزيه العديد من الأحداث الغريبة و المثيرة علي مدار تاريخه فمثلاً في عام 1917 قفز قرد من إحدي حدائق باريس إلي داخل القصر و حاول إختطاف زوجة الرئيس ” ريمون بوانكاريه ” قبل أن يتم التصدي له من قبل الحراس أما خلال الحرب العالمية الثانية فقد أُغلق عام 1940 و ظل مهجورًا حتى عام 1946 حين عاد إليه الرئيس ” فنسنت أوريول ” ليعيد إليه دوره السياسي و منذ تولي ” شارل ديجول ” الرئاسة عام 1959 تم إدخال العديد من التعديلات علي القصر حيث تم شراء فندق ماريجني ليكون مقرًا لإقامة الضيوف الأجانب بجانب تحديث بعض الغرف و إضافة أنظمة أمان متطورة أما بالنسبة للرئيس ” فرانسوا ميتران ” فقد كان يفضل البقاء في منزله الخاص بدلاً من الإقامة فيه بينما عاش ” جاك شيراك ” و زوجته داخل القصر طوال فترة ولايته و حتي اللحظة لا يزال قصر الإليزيه مستمر في لعب دوره المحوري كأحد أهم المقرات السياسية في العالم .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *