تعتبر أكثر اللحظات العصيبة فى تاريخ أى دولة هى إغتيال رئيسها لأنها تصيب تلك البلد بالإرتباك نتيجة حدوث هزة فى التسلسل القيادي بها و يصبح من الضرورة إعادة ترتيب الأوراق بأقصى سرعة لمحاولة تجنب أى مشكلات سياسية أو دستورية حتى و إن كانت بشكل غير تقليدي كما يظهر فى تلك الصورة أثناء التنصيب الاستثنائى لرئيس الولايات المتحدة “ليندون جونسون” و هو على متن الطائرة الرئاسيه Air Force One في أعقاب إغتيال الرئيس جون كينيدي في وقت سابق من ذلك اليوم و التى تعتبر واحدة من أشهر الصور فى التاريخ الأمريكي .
التاريخ : 22 نوفمبر سنة 1963 .
المصور : الأمريكى ” سيسيل ويليام ستوتون ” – مصور البيت الأبيض .
التفاصيل : ترجع خلفية الصورة إلى حادث إغتيال الرئيس “جون كينيدي” بمدينة “دالاس” فى ولاية “تكساس” حيث كان ” ليندون جونسون ” نائب الرئيس وقتها واحدا من مرافقى الموكب و أثناء إطلاق النار ألقى أحد عملاء الخدمة السرية بنفسه عليه لحمايته و بعدها انتقل الموكب الى مستشفى ” بارك لاند ميموريال ” حيث صدرت تقارير انه اصيب هو الاخر إلا أن زوجته خرجت الى الإعلام لتنفى تلك الأنباء وقتها طلب طاقم حراسته الخاص العودة إلى واشنطن تحسبا لوجود خطط اخرى لإغتياله إلا أنه أراد الإنتظار فى المستشفى لمعرفة مصير الرئيس و حين علم بوفاة “كينيدى” غادر بعد 20 دقيقه متجها الى الطائرة الرئاسيه Air Force one و أنتظر فيها حتى تأتى ” جاكلين كينيدى ” و برفقتها جثمان زوجها الراحل و أتصل “ليندون جونسون” بالمحامي العام “روبرت كينيدي ” الذي نصحه بضرورة أداء اليمين الرئاسية قبل مغادرة الطائرة مدينة “دالاس” .
و لتنفيذ ذلك المطلب تم استدعاء القاضية الاتحادية “سارة هيوز ” إلى الطائرة على عجل لإدارة اليمين حيث كانت هى المرة الأولي التى تدير فيها امرأة اليمين الرئاسية لمنصب الرئيس و بدلاً من ادائه اليمين على الكتاب المقدس كما هو معتاد أدى ” ليندون جونسون ” اليمين الدستورية على أحد الكتب الخاصه بتعاليم الاحتفال بالقداس و الذى عثر عليه على طاولة جانبية في غرفة نوم بالطائرة و أثناء القسم كان بجواره السيدة “كينيدي” و السيدة “جونسون” و بعد أداء اليمين قبل زوجته على جبهتها ثم أخذت زوجته يد “جاكي كينيدي” التى كانت ملابسها ملطخة بالدماء و أخبرتها “إن الأمة كلها تنعي زوجك ” .
و تم إلتقاط تلك الصورة بناء على اقتراح من المصور “سيسيل ستوتون ” الذى كان المصور الوحيد على متن الطائرة فعلى الرغم من انه كان يؤمن انها احتفالية لا طعم لها الا أنه كان من الضرورى إلتقاط صورة لتلك اللحظة لانها تاريخية و يجب أن نحصل عليها على حد قوله و أضاف انه كان هناك عالمين واحدا خارج الطائرة و واحدا بداخلها و كلاهما لا يعرف الا القليل عن الأخر و أنا كنت واحدا من القلائل الذين مروا بينهم و ليس ذلك فقط و لكن من حسن حظه أنه يمتلك سجل كامل بها .