قد تقوم إحدي شركات الإنتاج بصناعة فيلم سينمائي و ترصد له ميزانية ضخمة و لكن لسوء الحظ لا يحرز نجاحا ملموسا في شباك التزاكر و مع ذلك قد يترك ورائه أثرا عظيما يقوم بتعويض ذلك الإخفاق و يحقق نجاحا ضخما يستمر لفترة طويلة من الزمن لدرجة أنه قد لا يتم تذكر الفيلم سوي من خلال ذلك الأثر و هو ما حدث مع الفيلم الموسيقي الأمريكي بوباي الذي أنتج عام 1980 و قام ببطولته الفنان الشهير روبين ويليامز و رغم عدم تحقيقه نجاح جماهيري كبير إلا أن الموقع الذي عرف بإسم قرية بوباي و الذي تم تشييده في دولة مالطا و شهد تصوير أغلب مشاهد الفيلم أصبح من أشهر مناطق الجذب السياحي فى تلك البلد و يقبل عليه الكثير من الزائرين حتي وقتنا الحالي لمشاهدة المنازل و المحلات و الديكورات ذات الألوان الزاهية و التى عمل فيها طاقم الإنتاج لتصوير مغامرات تلك الشخصية الشهيرة .
و تقع ” قرية بوباي ” في خليج ” أنكور ” المطل علي ساحل البحر الأبيض المتوسط شمال غرب مالطا و بدء العمل في إنشائها في يونيو عام 1979 علي يد 165 شخصا و أستغرق بنائها 7 أشهر و هو وقتا كان أطول من تصوير الفيلم الفعلي و تتكون من تسعة عشر مبنى خشبيًا و من أجل تأسيسها تم إستيراد جذوع الأشجار من “هولندا” و الألواح الخشبية من “كندا” بالإضافة إلي إستخدام ثمانية أطنان من المسامير و و 2.5 متر مكعب من الطلاء مع تشييد حاجز أمواج بطول 75 مترًا حول خليج أنكور لحماية المجموعات أثناء تصوير المشاهد و بعد ذلك تم وضع ديكورات ساهمت بشكل كبير في إحياء قصة ذلك البحار الذي يعتبر واحد من أبرز الشخصيات الكرتونية في التاريخ ثم بدأ تصوير الفيلم في يناير عام 1980 و بعد الإنتهاء منه لم يتم هدم الموقع و لكن علي العكس تم الحفاظ عليه و توسيعه بحيث يتم إستخدامه طوال أيام الإسبوع كمنطقة جذب سياحي و متنزه ترفيهي و مكان مثالي لقضاء يوم ساحر تجعل زيارتك لذلك المكان بمثابة مغامرة شيقة .
و في داخل ” قرية بوباي ” التي يمكن التوجه إليها بإستخدام السيارات أو الحافلات يستطيع الزوار الدخول إلى المنازل الخشبية المختلفة الموجودة داخل الموقع لمشاهدة الأثاث و الأدوات الأصلية التي تم إستخدامها أثناء تصوير الفيلم الذي قام ببطولته ” روبين ويليامز ” الذي جسد شخصية ” بوباي ” و ” شيللي دوفال ” في دور ” زيتونة ” و تم تزيين منزل ” بوباي ” تحديدا بشكل يجعلك تشعر كما لو أنك شخص يعيش داخل سلسلة الرسوم المتحركة كما ستلتقي أيضًا بشخصيات متنوعة كانوا يشاركون تلك الشخصية الشهيرة في الأحداث و إذا تعبت من التجول و شعرت بالجوع فيمكنك تناول الطعام في مطعم موجود داخلها و بعد الإنتهاء من زيارتك و قبل مغادرتك ” قرية بوباي ” التي لا تمتلك بنية تحتية حقيقية تؤهلها لإستضافة الزوار للإقامة فيها تستطيع شراء هدايا تذكارية خاصة بتلك الشخصيات المحبوبة من أحد المحلات التجارية الموجودة في الحديقة .
و من الملاحظ أنه داخل ” قرية بوباي ” لا يقتصر الأمر علي الزيارة و المشاهدة فقط و لكن يمكنك الإندماج في عالمه بشكل أكثر فعالية من خلال متابعتك لفيلم وثائقي مدته 15 دقيقة يكون محتواه حول فيلم ” بوباي ” الأصلي و بعدها إذا كان لديك ميول فنية أو تمثيلية فيمكنك المشاركة في إعادة إنتاج و تصوير الفيلم داخل الموقع من خلال أن تكون واحدا من فريق التمثيل حيث يتم السماح لك بتصوير بعض من مشاهد ذلك الفيلم بعد إرتداء الأزياء الخاصة به و إقامة عدد من البروفات للقيام بأداء الشخصية التي أخترتها ثم يتم تصوير المشهد و بعدها يمكنك شراء فيلم ” بوباي ” الخاص بك و الذي تظهر فيه كأحد أبطاله و ذلك لعرضه أمام عائلتك أو أصدقائك .
أقرأ أيضا : تعرف على فيلم الفايكنج أحد أكثر الأفلام دموية بعد مقتل 27 فردا من طاقم تصويره
و بجانب الأنشطة السابقة فتعد زيارة ” قرية بوباي ” فرصة مثالية أيضا للإستمتاع بواحدة من أفضل مواقع الغوص في الجزيرة و هو خليج أنكور الذي يجذب بمياهه النقية الصافية آلاف الغواصين القادمين من جميع أنحاء العالم بالإضافة إلي قيام عدد من الشركات السياحية بتنظيم رحلات بحرية مميزة بالقارب مدتها 15 دقيقة حول ذلك الخليج و التي من خلالها يستطيع السائحين من إلتقاط أفضل الصور لتلك القرية من البحر و الإستمتاع بمناظر الساحل المالطي شريطة أن تكون الظروف الجوية مناسبة لذلك .