كثيرا ما نسمع عن طرائف و نكات حول سرقة سيارة رئيس مكافحة سرقة السيارات و يضحك عليها الجميع لطرافتها و نظن ان الأمر من الصعب أن يكون حقيقيا الى أن جاء عام 2008 حين نشرت وسائل الإعلام فى الولايات المتحدة أخبار تتحدث عن إختطاف شخص أمريكي يدعي فيليكس باتيستا فى المكسيك و رغم كثرة حوادث الإختطاف التى تمتلئ بها صفحات الحوادث الا أن تلك الحالة كانت إستثنائية نظرا لطبيعة عمل ذلك الشخص بإعتباره خبيرا فى مكافحة جرائم الخطف و محاضرا داخل العديد من المؤسسات الأمنية و ما زاد من غموض الأمر هو عدم وجود أى أدلة تشير الى مكان إختفاءه .
و ” فيليكس باتيستا ” أمريكى من أصل كوبي عمل ظابطا فى الجيش و التحق لفترة فى الاستخبارات العسكرية و بعدها تقاعد عن العمل و نظرا لخبراته الأمنية التى جعلته واحدا من أفضل الخبراء فى مكافحة جرائم الخطف تم تعيينه فى إحدى الشركات الأمنية فى مدينة ” هيوستن ” بولاية تكساس حيث ساهم فى حل اكثر من 100 قضية خطف مقابل الحصول على فدية أغلبها كان فى المكسيك التى تعانى بشدة من ذلك النوع من الجرائم لدرجة قيام المواطنين بتنظيم تظاهرات شارك فيها عشرات الألاف من الأشخاص من ذوى المخطوفين للضغط على الحكومة لاتخاذ خطوات جادة لمكافحتها .
و نظرا لشهرة ” فيليكس باتيستا ” و كفائته فى مكافحة ذلك النوع من الجرائم كان يتم دعوته لالقاء محاضرات و اعطاء نصائح للحماية من الإختطاف و شرح كيفية التعامل مع الأمر حال تم اختطافك بالاضافة الى نصائح لأسرة المخطوف عن كيفية التفاوض و التعامل اذا تم اختطاف احد من ذويهم مع شرح أساليب تخفيض مبلغ الفدية المطلوبة من قبل الخاطفين الى الثلث تقريبا حتى أنه شارك فى العديد من العمليات الميدانية و عاش لفترة مع أسر المخطوفين حتى إطلاق سراح ذويهم و لنجاحه فى ذلك الامر كان منزله مليئ بالهدايا التذكارية من اقارب المخطوفين التى الذين تم الافراج عنهم نظير مساعدته تقديرا لمجهوداته .
و فى يوم 10 ديسمبر عام 2008 كان “فيليكس” متواجدا فى مدينة “كواهيولا” بشمال المكسيك فى زيارة عمل حيث كان يلقى بعض من المحاضرات حول كيفية مكافحة الاختطاف و اثناء وجوده فى تلك الفترة تم خطف واحدا من اصدقائه و هو ” بيلار فالديز ” الذى كان يعمل رئيس امن لاحدى المؤسسات الصناعيه من قبل احد العصابات المكسيكيه فما كان منه سوى محاولة العمل كمفاوض لتأمين اطلاق سراحه و اثناء وجوده فى احد المطاعم جائته مكالمة هاتفية من صديقه المخطوف يخبره انه قد تم إطلاق سراحه و أنه سيرسل سيارة اليه لتقله فما كان من ” فيليكس باتيستا ” سوى ترك هاتفه و بطاقات الائتمان و حاسوبه و جميع مستنداته داخل المطعم وخرج لانتظار تلك السيارة و اثناء خروجه فوجئ باحاطته باربعة افراد كانوا بنتظرونه و أجبروه على ركوب سيارة جيب انطلقت الى مكان مجهول و بعد ساعة تم إطلاق سراح الضحية المختطفة و منذ ذلك الحين انقطعت اخباره و لم يعلن أي شخص مسؤوليته عن ذلك الاختطاف .
أقرأ أيضا : بعد إدانته بفرنسا و تبرئته فى ألمانيا .. أب فرنسي يقوم بإختطاف قاتل إبنته من موطنه و تسليمه لمحكمة فرنسيه
من ناحيتها ابلغت الشركة التى يعمل فيها ” فيليكس باتيستا ” السلطات المكسيكيه و مكتب التحقيقات الفيدرالى اللذان بدأوا فى التحرك و علق حاكم المدينه ” هومبرتو موريرا ” التى تعانى مدينته من تلك الظاهره قائلا ” انها واحده من عمليات الاختطاف الكثيرة التى تحدث فى البلاد و مثل كل هذه العمليات هى أمر مؤسف ” و بدأت عمليات بحث مكثفة عنه وصلت الى حد رصد الـ FBI مكافئه قدرها ربع مليون دولار لمن يدلى بأى معلومات قد تقودهم اليه و لكن دون اى نتيجه تذكر و يتردد بعض من الاقاويل انه بعد شهر من الاختطاف ابلغت السلطات المكسيكيه نظيرتها الامريكيه ان احدى العصابات قتلت “فيليكس باتيستا ” بعد عدة أيام من اختطافه و وصل الامر الى اذابة جثته لاخفاء اى ادله تخصه كمجرد رسالة تحذير من تلك العصابات بأنهم لن يتسامحوا مع اى شخص قد يجعل عملهم صعبا الا انه لا يوجد اى تأكيد رسمى لتلك الاقاويل حتى الان .