بعد عرض فيلم “تيتانيك” و تحقيقه لنجاحات كبيرة سواء كانت على المستوى الفنى أو التجارى بتحقيقه إيرادات قياسيه ظن الكثير من المشاهدين أن شخصية “جاك داوسون” التى قام بتجسيدها الفنان “ليوناردو دى كابريو” حقيقية نظرا لوجود شاهد قبر فى مقبرة هاليفاكس بنوفا سكوشيا فى كندا تحمل اسم “جى داوسون” و هو المكان الذى يخلد ذكرى غرقى تلك الباخرة و لكن الحقيقة عكس ذلك حيث أنها كانت شخصية خيالية أبتكرها المخرج ” جيمس كاميرون ” لفيلمه الا ان ذلك لا يمنع أنه خلال كتابته و إشرافه على تلك التحفة السينمائيه كان يهتم كثيرا بالتفاصيل و اذا كان ” جاك ” شخصية خياليه فتوجد شخصيات أخرى حقيقيه ظهرت خلال أحداث الفيلم و لكل واحدة منهم قصة إنسانية خلال تلك المأساه و سنستعرض فى هذه المقاله تلك الشخصيات و نتعرف على قصتها و نقارنها بنظيرتها التى أدت شخصيتها فى ذلك العمل السينمائى .
مارجريت براون
في فيلم “تيتانيك” لعبت الممثلة “كاثي بيتس” دور “مارجريت براون” التى أعطت لـ ” جاك داوسون ” بدلة ابنها لتناول العشاء فى الدرجة الأولى و عند غرق الباخرة كانت “مارجريت” في قارب النجاة رقم 6 مع والدة “روز” و قالت إنه لا يزال هناك متسعًا كبيرًا في قارب النجاة و أنه يجب عليهم العودة للبحث عن ناجين أخرين و في النهاية يخبرها المسؤول عن التموين “روبرت هيتشنز” أن أي ناجٍ جديد سوف يغمر قارب النجاة.
واقعيا تُعرف “مارجريت براون” الحقيقية باسم “مولي براون” التى أشتهرت بإسم غير القابلة للغرق لأفعالها ليلة 15 من أبريل عام 1912 و هى الليلة المشئومة بغرق الباخرة حيث انتهى بها الأمر كما بالفيلم في قارب النجاة رقم 6 و شجعت الأخرين على الذهاب للبحث عن ناجين و قوبلت نداءاتها بمعارضة من “هيتشنز” الذى أعتقد أن قارب النجاة سيغرق و بمجرد أن أنقذت الباخرة “كارباثيا” قارب النجاة الخاص بها ساعدت في مواساة الركاب الآخرين و وزعت البطاطين و الإمدادات الإضافية على الناجين و بعد وصول “كارباثيا” إلى ميناء “نيويورك” ساهمت “مارجريت” في إنشاء لجنة الناجين من كارثة تيتانيك و جمعت لهم ما يقرب من 10 ألاف دولار .
كابتن إدوراد سميث
كانت الباخرة المنكوبة تحت قيادة القبطان “إدوارد سميث” البالغ من العمر 62 عامًا و كان يتمتع بخبرة تصل الى 40 عامًا فى ذلك المجال و طوال حياته المهنية لم يكن الكابتن “سميث” متورطًا في أي حادث الا أنه في عام 1911 تولى قيادة أكبر سفينة تم بناؤها على الإطلاق و هي RMS Olympic و مع ذلك و في 20 سبتمبر من نفس العام اصطدمت تلك السفينه التى كانت تحت قيادته ببارجة حربية تدعى HMS Hawke حيث تعرضت كلا السفينتين لأضرار بالغة و رغم ذلك الخطأ تولى ذلك القبطان قيادة “تيتانيك ” .
و فى تلك الرحله المنكوبه كان من المفترض أن تكون هى رحلة “سميث” الأخيرة قبل التقاعد و على الرغم من أن مشغلي راديو “تيتانيك” يتلقون تحذيرات منتظمة بشأن الجبال الجليدية من السفن الأخرى إلا أن “سميث” لم يصدر أى أوامر لتخفيض السرعه و يوجد العديد من التقارير المتضاربة حول وصف اللحظات الأخيرة لسميث قبل غرق السفينة حيث ذكرت بعض الصحف أنه أطلق النار على نفسه بمسدس بينما كانت السفينة تغرق بينما زعم شهود آخرون أنهم شاهدوا “سميث” يغوص في البحر معها و قال بعض الناس إن موجة أطاحت به بينما قال آخرون إنه وصل إلى قارب نجاة مقلوب لكنه لم يستطيع التمسك به و سقط مرة أخرى في البحر و رغم كل تلك الروايات الا أنه من الصعب التكهن بايهم الأصح أو كيف واجه “إدوارد سميث” نهايته حيث لم يتم الوصول الى جثمانه أبدًا.
توماس أندروز
لعب الممثل “فيكتور جاربر” دور صانع السفن البريطاني “توماس أندروز” في فيلم “تايتانيك” حيث كان من خلال أحداثه صديقًا لروز حتى أنه ذهب إلى حد إخبارها أن السفينة محكوم عليها بالغرق بعد أن اصطدمت بجبل الجليد كما نراه أيضا فى الفيلم و هو يعطي سترة النجاة الخاصة به إلى “روز” في غرفة التدخين و كانت آخر مرة نرى فيها “أندروز” في الفيلم هو عندما كان ينظر إلى الساعة في غرفة التدخين التى أشارت الى 2:10 صباحًا.
على أرض الواقع كان كان “توماس أندروز” الحقيقي هو المصمم الرئيسي للباخرة و دعا مالكيها إلى ضرورة وجود المزيد من قوارب النجاة على متنها من أجل تحسين تدابير السلامة الا ان ذلك لم يحدث و ساهم فى ضخامة الكارثه حيث أنه اذا كان تم الاستماع الى دعوته لكان هناك ما يكفي من قوارب النجاة على متن السفينة قد تستوعب الجميع و كما ورد في الفيلم فقد شوهد “أندروز” لآخر مرة في غرفة التدخين و مع ذلك زعمت تقارير أخرى أنه كان على سطح السفينة يلقي الكراسي الخشبيه لمن كانوا في الماء ليتعلقوا بها و لم يتم العثور على جثة توماس أندروز.
تشارلز جوغين
لم يكن “تشارلز جوغين” شخصية محورية في فيلم “تيتانيك” و لكن تعد قصته مميزة رغم ذلك فعندما كانت السفينة عمودية كان “جوغين” على الجانب الآخر من السور مع “روز وجاك” حيث تلاقت أعين “تشارلز ” مع ” روز ” أثناء غرق السفينة في الماء .
و على أرض الواقع كان ” تشارلز جوغين” الحقيقي واحدا من الناجين و يرجح أنه كان الخباز الرئيسي للسفينه في ليلة الغرق حيث كان في غرفته يشرب الويسكي و عندما صدر أمر الإخلاء وصل الى سطح السفينة و ساعد في وضع النساء والأطفال على متن قوارب النجاة ثم عاد إلى غرفته و شرب أكبر قدر ممكن من الويسكي و استعد للأسوأ ثم عاد إلى سطح السفينة مرة أخرى حيث بدأ في إلقاء الكراسي الخشبية في الماء على أمل مساعدة الناس الموجودين فيها و على غرار تصوير الفيلم تمسك “تشارلز جوغين” بالفعل بقضبان “تيتانيك” بينما كانت تعلق رأسياً في الهواء و بعد غرق السفينة ظل فى الماء لمدة ساعتين حتى تم انقاذه من قبل الباخرة ” كابرثيا “و نجا ” تشارلز ” لأنه كان آخر شخص غادر “تيتانيك ” مما يعني أنه قضى وقتًا أقل في الماء البارد المتجمد و مع ذلك فإن السبب الرئيسي الذي جعله قادرًا على البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة في المياه الجليدية هو الكحول الذي تناوله قبل دخول الماء مما منحه إحساسًا زائفًا بالدفء.
جون جاكوب أستور
كان يعد “جون جاكوب أستور” أغنى راكب على متن “تيتانيك” حيث كان في البداية متشككًا في ضرورة ركوب قارب نجاة قائلاً “نحن هنا أكثر أمانًا من ذلك القارب الصغير.” و مع ذلك و بحلول الساعة 1:45 صباحًا كان قد غير رأيه و ساعد زوجته التى كانت حاملا على ركوب قارب النجاة رقم 4 و سأل عما إذا كان من الممكن أن ينضم إليها في قارب النجاة لأنها كانت في “حالة حساسة” الا انه لم يستطيع و في النهاية مات فى تلك الكارثة و تم انتشال جثته في 22 من أبريل عام 1912.
الكونتيسه روث
لعبت الممثله “روشيل روز ” دور “الكونتيسة روث” و رغم أنه كان دورًا ثانويًا خلال أحداث الفيلم الا أنها على أرض الواقع كانت بطلة خلال تلك الكارثه حيث وجدت الكونتيسة نفسها في قارب النجاة رقم 8 وانتهى بها الأمر بالمساعدة في قيادة ذلك القارب حيث تسلمت الدفه و تمكنت من الابتعاد عن الباخرة الغارقة كما أنها ساعدت في التجديف بقارب النجاة الخاص بها إلى الباخرة “كارباثيا” و فعلت كل ذلك و هى تحاول تهدئة الآخرين لمحاولة الحفاظ على الروح المعنوية عالية.
كولونيل أرشيبالد جرايس الرابع
خلال أحداث الفيلم رأينا آخر مرة الكولونيل “أرشيبالد جرايس” و هو يعرض مرافقة “روز” للعثور على المزيد من قوارب النجاة و في مشهد محذوف من الفيلم علمنا أن جرايس قد نجا من غرق “تيتانيك” و شوهد على متن الباخرة “كارباثيا” .
و بالفعل كما هو الحال في ذلك المشهد المحذوف فإن الكولونيل الحقيقي “أرشيبالد جرايسي الرابع” نجا من الغرق رغم اختفاء قوارب النجاه حيث شق طريقه إلى مؤخرة السفينة و عندما غرقت تم سحبه لأسفل تحت الماء معها الا أنه تمكن من العودة إلى سطح المحيط. ثم سبح ليمسك بعوامة تطفو به الى أعلى و تحافظ على توازنه في المياه العميقة مع حوالي 30 رجلاً آخر و بحلول الوقت الذي وصلت فيه “كارباثيا” كان جرايس يعاني من انخفاض درجة حرارة الجسم و لسوء الحظ لم يتعاف أبدًا وتوفي في 4 من ديسمبر عام 1912.
جوزيف بروس إسماى
يمكن القول أن “جوزيف بروس إسماى ” كان أحد الأشرار في الفيلم حيث نراه يشجع الكابتن “سميث” على تسريع السفينة للوصول إلى نيويورك قبل الموعد المحدد و أثناء غرقها قفز الى قارب النجاه حيث لاحظه الضابط الأول “ويليام مردوخ” أنه يفعل ذلك لكنه لم يعلق و تم تصويره على أنه جبان لتركه السفينة بينما هلك الكثير من حوله.
في الواقع نجا “جوزيف بروس إسماي” من غرق السفينة “تايتانيك” و صُنف جبانًا لبقية حياته حيث كان “إسماى” رئيس مجلس الإدارة و العضو المنتدب للشركة المالكة للسفينة “تيتانيك” و كان من الطبيعي أن يرافق سفينته خلال رحلتها الأولى و كان هو المسئول عن تخفيض عدد قوارب النجاة على تيتانيك من 48 إلى 16 و أثناء غرق السفينة كان لديه مكان في قارب النجاه ولكن هناك روايات أخرى تتحدث عن قيامه بمساعدة مئات النساء و الأطفال بوضعهم في قوارب النجاة قبل أن ينقذ نفسه و لكن على أى حال وصمته وسائل الاعلام بالجبن لبقية حياته و أضطر إلى دفع آلاف الجنيهات كتعويضات للضحايا أو ذويهم .
بنيامين جوجنهايم
كانت آخر مرة رأينا فيها “بنيامين جوجنهايم” في فيلم “تيتانيك” أثناء غرق السفينه و هو يجلس على كرسي و يشرب كأسًا من البراندي و بالفعل تتطابق الروايات الحقيقيه للحظات الأخيرة لجوجنهايم بتلك التي تم تصويرها في الفيلم فبعد أن اصطدمت السفينة بجبل الجليد ارتدى “جوجنهايم” أرقى ملابس السهرة كما فعل خادمه السيد “جيجليو” و سُمع لاحقًا أنه يقول “لقد لبسنا أفضل ما لدينا و مستعدون للنزول مثل السادة ” حيث يكرر الممثل “مايكل إنسين” و الذى قام بتجسيد تلك الشخصيه هذه العبارة و على الرغم من وفاته داخل السفينة الا أنه شوهد آخر مرة على سطحها وهو يتابع انزال قوارب النجاة .
إيدا وإيسيدور شتراوس
خلال أحداث الفيلم قدم المخرج “جيمس كاميرون” أحد أكثر المشاهد المأساوية و هو يصور زوجين مسنين في السرير بينما تندفع المياه تحتهما حيث قام المخرج بتوظيف ذلك المشهد إشارة منه الى الزوجين “إيدا وإيسيدور شتراوس”.
كان على أرض الواقع “إيسيدور شتراوس” أحد التجار الأثرياء و كان الزوجان من ركاب الدرجة الأولى على متن “تيتانيك ” و أثناء غرقها و بينما كان يتم وضع النساء والأطفال في قوارب النجاة أتيحت لإيدا فرصة لإنقاذ نفسها حيث ركبت أحد قوارب النجاة معتقدة أن زوجها سيتبعها.و على الرغم من أن الضابط عرض على “إيسيدور” مكانًا على ذلك القارب إلا أنه رفض قائلا بأنه لن يدخل اى قارب نجاة حتى يرى كل امرأة و طفل على متن هذه السفينة في قارب نجاة و في النهاية تخلت “إيدا” عن مكانها و قالت لإيسيدور أينما ستذهب سوف أذهب معك و تم العثور على جثة “إيسيدور” في وقت لاحق و لكن لم يتم العثور على جثة “إيدا” أبدا .
أقرأ أيضا : 14 خطأ علميا فى فيلم جاذبيه لا يحدثون على أرض الواقع
والاس هنري هارتلي
ربما واحد من المشاهد الشهيرة فى الفيلم هى الفرقة التى كانت تعزف حتى النهاية حيث كان “والاس هنري هارتلي” عازف الكمان و قائد الفرقة الموسيقيه فى الباخرة هو من كان المسئول عن ضمان عزف فرقته حتى النهاية حيث تقول الروايات أنه بعد إصطدام “تيتانيك” بالجبل الجليدي بدأ “هارتلي” و زملاؤه الموسيقيون في تشغيل الموسيقى للمساعدة في الحفاظ على هدوء الركاب أثناء تحميل قوارب النجاة و على الرغم من أنه من غير المعروف تمامًا طبيعة الأغنية الأخيرة التي عزفها “هارتلي” إلا أنه من المرجح على نطاق واسع أنها أغنية “Nearer My God To Thee” و التى كانت موجودة خلال مشهد ظهورهم فى الفيلم .
الضابط الخامس هارولد لوي
في أحداث الفيلم كان الضابط الخامس “هارولد لوي” هو الوحيد الذي عاد لإنقاذ الناجين من حطام السفينة و هو الذي أنقذ “روز” من المياه المتجمدة في المشاهد الأخيرة من الفيلم حيث كان ” هارولد لوي ” الحقيقى يبلغ من العمر 29 عامًا فقط عندما غرقت “تيتانيك” و كما في الفيلم كان الوحيد الذي عاد و أنقذ الناس و في المجموع أنقذ لوي أربعة رجال من الماء لكن ثلاثة منهم فقط نجوا.