خلقت السينما للإرتقاء بذوق الناس فمن خلال أفلامها خاصة اذا كانت درامية قد تستطيع الخروج برسالة سامية او تشبع رغباتك فى حب المغامرة حال مشاهدتك للأفلام الأكشن أو الإثارة أو حتى تدغدغ مشاعرك اذا كان الفيلم رومانسيا و مع غزارة الأفلام المنتجة ربما قد طال بعض منها العديد من الإنتقادات لتسببها فى نشر مفاهيم لا تتماشي مع قيم المجتمع أو قوانينه أو لإلهام المشاهدين بتصرفات قد تمثل خطورة على أرواحهم كما حدث مع فيلم البرنامج The Program الذى رغم محتواه الهادف الا أنه أحتوى على أحد المشاهد الخطيرة التى تسببت فى وفاة و إصابة عدد من المراهقين بعد تقليده و هو الأمر الذى دفع الشركة المنتجة الى حذف ذلك المشهد نهائيا من أى إصدار لذلك الفيلم .
انتج فيلم البرنامج عام 1993 و هو مصنف رياضي و يتحدث عن عالم منافسات كرة القدم الجامعية داخل ” الولايات المتحدة ” و من بطولة الفنانين “جيمس كان” الذى كان يقوم بدور مدرب الفريق و “هال بيري” و “أومار إيبس” و ” كريج شيفر ” كأعضاء فيه و رغم إنتاجه الضعيف و إيراداته التى لم تتجاوز 23 مليون دولار و عدم الإهتمام به كثيرا فى ذلك العام خاصة بعد صدور عدد من الأفلام السينمائية القوية أبرزها “حديقة الديناصورات” للمخرج العالمى “ستيفن سبيلبرج” الا أنه تصدر لاحقا عناوين الصحف و لكن فى قسم الحوادث و ليس الفنون و أصبح مادة للجدال و كل ذلك بسبب مشهد واحد فقط .
و تدور تفاصيل ذلك المشهد من فيلم ” البرنامج ” حين يقرر نجم وسط فريق ” تيمبروولفز ” (الذي يلعبه شيفر) الاستلقاء على الخط الفاصل في منتصف أحد الطرق السريعة بينما تتأرجح السيارات ذهابا و إيابا من حوله و يصاب زملائه المرافقين له بالصدمة في البداية من ذلك التصرف لكنهم بعد ذلك يقولون أنها فكرة رائعة و يقومون بفعل نفس الشئ لإظهار مدى جرأتهم فى ذلك المكان و رغم ذكر ذلك المشهد الا أنك لن تستطيع مشاهدته أبدا على التلفزيون عند عرضه أو فى أقراص الديفيدى و البلوراى بسبب تصرفات عدد قليل من المراهقين الذين تأثروا بذلك المشهد بعد شهر من إصدار هذا الفيلم حيث أفادت جريدة النيويورك تايمز بمقتل “مايكل شينجليديكر جونيور” 18 عامًا من ولاية “بنسلفانيا” بعد أن صدمته شاحنة صغيرة هو و صديقه “دين بارتليت” 17 عاما الذى أصيب بجروح خطيرة بينما كانا مستلقيين على طريق سريع مكون من حارتين كما أصيب “مايكل ماسياس” 17 عامًا من ولاية ” نيوجيرسي ” بجروح خطيرة هو الأخر عندما صدمته سيارة حينما كان يرقد هو الاخر في وسط طريق سريع و هو الامر الذى دفع الرأى العام الى إنتقاد صناع الفيلم لوضعهم أفكار فيه قد تمثل خطورة على أرواح الناس خاصة المراهقين .
أقرأ أيضا : كيف قام فيلم الصخرة The Rock بتوريط بريطانيا فى غزو العراق
و من ناحيتها دافعت شركة ” تاتش ستون ” المملوكة لشركة “ديزني” و التي قامت بإصدار الفيلم عن نفسها في البداية حيث قالت أن ذلك المشهد الذى صور فى فيلم البرنامج يوضح فى تفاصيله أنه تم من خلال مراهق يقوم بفعل خطير و غير مسئول لأنه كان مضطربا و مخمورا بشدة و نحن لا ندافع بأي حال من الأحوال عن هذا النوع من السلوك و بأنهم قرأوا عن تلك الحوادث الأليمة و يعربون عن تعاطفهم مع العائلات المكلومة لذلك فقد قررت إعادة النظر و بالتشاور مع مخرج الفيلم ” ديفيد وارد ” بإزالة ذلك المشهد من جميع مقاطع الفيلم حتى أنه كانت قد صدرت شائعات بأن السلبيات او النيجاتيف الأصلى لذلك المشهد قد تم احراقه الا انها لم تكن صحيحة نظرا لأنه بعد 20 عامًا لا يزال المشهد موجودًا على موقع يوتبوب .