صورة تبرز رئيس الولايات المتحدة الأسبق باراك أوباما داخل إحدى غرف إجتماعات البيت الأبيض و المعرفة بإسم غرفة الموقف بصحبة فريقه للأمن القومي أثناء تلقيهم تحديثات حية و مباشرة خلال سير عملية نبتون سبير التي أنتهت بمقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة و نالت شهرة ضخمة بعد الإعلان عن نبأ تصفيته و اعتبارها من قبل البعض بأنها واحدة من أهم الصور المتعلقة بالتاريخ الأمريكي .
التاريخ : 1 مايو 2011 .
المصور : بيت سوزا – مصور البيت الأبيض .
التفاصيل : بعد تعرض “الولايات المتحدة” الى هجمات 11 سبتمبر التى أسفرت مقتل الألاف من المدنيين و انهيار برجي التجارة العالمي و تدمير أجزاء من وزارة الدفاع الأمريكية أصبح زعيم تنظيم القاعدة ” أسامة بن لادن ” أحد أبرز المطلوبين لدى السلطات الأمريكية سواء كان حيا أو ميتا و لمحاولة الوصول اليه رصدت مبالغ مالية ضخمة وصلت الى ملايين الدولارات كمكافاءة لمن يدلي بأى معلومات قد تشير الى مكان إختباءه و بعد مرور عشرة أعوام على الهجمات توصلت المخابرات المركزية الأمريكية CIA الى مكان إختباءه داخل أحد المجمعات فى ” باكستان ” و صدرت التعليمات بتصفيته و فى 1 مايو عام 2011 يوم تنفيذ العملية التى عرفت بإسم ” نبتون سبير ” كان الجنرال في سلاح الجو “براد ويب” مساعد القائد العام لقيادة العمليات الخاصة المشتركة داخل البيت الأبيض و يجلس على الطاولة لمتابعتها ثم دخل الغرفة “مايكل ليتر” مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب الا أنه لم يظهر في الصورة و تبعه وزير الدفاع “روبرت جيتس” و وزيرة الخارجية “هيلاري كلينتون” و نائب الرئيس “جو بايدن” و آخرين و سرعان ما دخل الرئيس غرفة الموقف و علق قائلاً “أريد أن أشاهد هذا” ثم جلس بجوار الجنرال “ويب” و وفقًا للصحفي “بيتر بيرجن” كانت المجموعة تشاهد بثًا مباشرًا من طائرة بدون طيار تحلق في سماء المنطقة و أثناء وجود الجمع تم التقاط الصورة في الساعة 4:05 مساءً بالتوقيت المحلي في واشنطن و التي كانت 12:35 صباحًا بالتوقيت المحلي في “أفغانستان” .
و بعد إعلان نبأ تصفية ” أسامة بن لادن ” و نشر الصورة فى وسائل الاعلام حظيت بدعاية كبيرة و نالت إشادات عديدة حيث وصفتها شبكة سي إن إن بأنها صورة للأجيال و أجرت مقارنات مع صور مشهورة أخرى لرؤساء أمريكيين مثل “ديوي يهزم ترومان” كما قال المصور السابق للبيت الأبيض “إريك دريبر” إن الصورة التقطت لحظة حاسمة في التاريخ بشكل جيد للغاية كما كانت الصورة أيضًا محور تعليق من قبل المؤرخين و محللي لغة الجسد .
و من ناحيته قال المصور ” بيت سوزا ” ملتقط صورة ” غرفة الموقف ” أنه تم تصوير الكثير من الصور التي تظهر الرئيس و نائب الرئيس و فريق الأمن القومي و هم يراقبون مهمة تصفية “أسامة بن لادن” مشيرا الى أن ” غرفة الموقف ” أو غرفة عمليات البيت الأبيض هي في الواقع تتألف من عدة غرف اجتماعات مختلفة و في معظم الأوقات يعقد الرئيس اجتماعاته في غرفة الاجتماعات الكبيرة و لكن لمراقبة هذه المهمة انتقلت المجموعة إلى غرفة الاجتماعات الأصغر كثيرًا و اختار الرئيس الجلوس بجوار الجنرال “ويب” الذي كان مسؤولاً عن الاتصالات الجارية و نظرا لوجود عدد قليل جدًا من الكراسي فقد وقف آخرين في الجزء الخلفي من الغرفة و انا كنت محشورًا في زاوية الغرفة التي لا يوجد بها مكان للتحرك و خلال المهمة نفسها التقطت ما يقرب من 100 صورة كلها تقريبًا من نفس البقعة الضيقة في الزاوية كما كان هناك وثيقة سرية أمام ” هيلاري كلينتون ” تم حجبها عند النشر .
أما بالنسبة الى أبطال صورة ” غرفة الموقف ” فقد قال عنها الرئيس “أوباما” لاحقًا إنه يعتقد أن الصورة قد التقطت في الوقت الذي أُبلغ فيه شاغروا الغرفة أن إحدى مروحيات الغارة قد تحطمت مضيفا بأن ذلك الوقت ربما كان أطول 40 دقيقة في حياته باستثناء حالة إصابة ابنته ساشا بالتهاب السحايا و هى رضيعة أما ” هيلارى كلينتون ” فقد قالت انهم لم يتمكنوا من رؤية أو سماع أي شيء عندما دخلت الغرفة و لم يكن هناك اى اتصال لذلك كان الجميع خلال تلك الفترة الزمنية يركزون بشكل خاص على مجرد محاولة الحفاظ على الهدوء و الاستعداد لما سيحدث بعدها حيث كانت تلك اللحظات أكثر 38 دقيقة شدة في حياتها مضيفة أنها لم تكن على علم بالمصور الموجود في الغرفة لأنها كانت تركز بشدة على الموقف اما تصرفها بوضع يدها اليمنى على فمها في قلق واضح بشأن نتيجة المداهمة فقد قالت أنها كانت تعاني من حساسية الربيع و من المحتمل أنها كانت تعمل على قمع السعال . و قال “جون برينان” مساعد الرئيس لشؤون الأمن الداخلي و مكافحة الإرهاب إن الدقائق مرت ساعات و أيام بينما أشار “جيمس كلابر” مدير الاستخبارات الوطنية أن التوتر في المكان كان ملموسًا .