عمل فني أنتج عام 1992 و من بطولة النجم أل باتشينو الذي حصل من خلاله علي جائزة أوسكار تقديرا لأدائه الرائع في ذلك الفيلم الذي ناقش عدد من الأفكار الرئيسية التي سيطرت علي الأحداث أبرزها كان مفهوم الإزدواجية التي يعيشها أبطاله المتمثلة في حياة الشاب تشارلي القادم من خلفية فقيرة و حياة أسرية محطمة و يري في مدرسته حياة مختلفة من أقران أثرياء و لديهم عائلات يقومون بحمايتهم عند الضرورة أما البطل الأخر فرانك سليد فتجد أنه يكون شاعريا و ساحرًا في لحظات ثم ينقلب بشكل مفاجئ ليكون فظًا تمامًا و رغم عدائية اللقاء الأول الذي جمعهم معا إلا أنه مع تطور الأحداث و معرفة كلا الشخصين لبعضهم البعض بشكل أكبر يكشف فيلم عطر امرأة فكرة رئيسية جديدة بأن كل واحد منهم يكمل الأخر من أجل سد نواقصه فالكولونيل فرانك الثري الضرير مبتعد عن عائلته و عن الأجواء الأسرية و تشارلي الفقير صاحب البصر ليس لديه عائلة يلجأ إليها للحصول على الدعم و المشورة لذلك تطورت العلاقة بينهم بشكل إيجابي و أصبحت بمثابة الأب و إبنه بعد أن صار كل واحد منهم داعما للأخر من أجل إجتياز مشاكله كما يلاحظ من وسط أحداث فيلم عطر إمرأة أن فكرة الشعور بالعجز تولد اليأس داخل الإنسان و تدفعه إلي إتخاذ قرارات قد تكون غير محمودة لذلك فيناشد الفيلم مشاهديه علي ضرورة دعم هؤلاء الأشخاص و إقناعهم بأن العجز من الممكن أن يكون نقطة قوة و ليس ضعف و بالإمكان التعايش به بشكل طبيعي مثل الأفراد الأخرين و هو الامر الذي سيكون له صدي إيجابي علي ذلك الشخص اليائس و هو ما أظهره أل باتشينو في أدائه من تغيرات نفسية و سلوكية منذ بداية ظهوره داخل الفيلم و حتي نهايته .
قصة فيلم عطر إمرأة
ملحوظة * قد تحتوي التفاصيل على حرق بعض من الأحداث و النهاية فإذا لم تكن قد شاهدت الفيلم بعد فيمكنك تجاوز تلك الفقرة .
يدور أحداث فيلم ” عطر امرأة ” بالطالب “تشارلي سيمز” ( كريس أودونيل ) الذي حصل علي منحة دراسية في “بيرد” و هي مدرسة داخلية في “نيو إنجلاند” حيث تستأجره امرأة لرعاية عمها الكولونيل المتقاعد في الجيش “فرانك سليد” ( أل باتشينو ) خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الشكر و يوافق “تشارلي” حتى يتمكن من شراء تذكرة طائرة للعودة إلى منزله بولاية “أوريجون” في عيد الميلاد و عند لقائهم الأول يكتشف أن “فرانك” أعمى و كان محارب قديم في حرب فيتنام و مدمنًا على شرب الكحول و كان لقاء إتسم بالعدائية من قبل ” فرانك ” و بعد ذلك و أثناء وجود “تشارلي” في المدرسة مع طالب آخر “جورج ويليس جونيور” ( فيليب سيمور هوفمان ) يشهدان قيام ثلاثة من زملائهم في الفصل بتنظيم مقلب لإهانة مدير المدرسة السيد “تراسك” و الذي بعد أن وقع ضحية لها صدر إلي علمه بأن الطالبين شهدا تلك الواقعة و يعرفان من قام بها لذلك قام بالضغط عليهما لتسمية الجناة دون جدوي و يعرض على “تشارلي” بشكل خاص رشوة بخطاب توصية للإنضمام لجامعة هارفارد شريطة إخباره عن من فعل ذلك و نتيجة لرفض ” تشارلي ” يحدد “تراسك ” إجتماعًا للجنة الإنضباط بالمدرسة في يوم الاثنين بعد عطلة نهاية الأسبوع في عيد الشكر .
و خلال وجود ” تشارلي ” مع فرانك ” يصطحبه بشكل غير متوقع في رحلة إلى مدينة “نيويورك” حيث يقيمون في فندق “والدورف أستوريا” و أثناء العشاء في “أوك رووم” يصرح له “فرانك” عن نيته بالإنتحار في عيد الشكر و بعد ذلك يقومون بزيارة غير مدعوة إلى منزل شقيق “فرانك” حيث يتم الكشف عن سبب عماه بأنه كان في حالة سكر و تلاعب بقنابل حية ليتباهى بنفسه أمام مجموعة من الضباط الأصغر سنًا و أنفجرت واحدة في وجهه و ينتهي العشاء بمواجهة حادة بين ” فرانك ” و إبن أخيه الذي قام بإستفزازه و خلال عودتهم إلي الفندق يخبره “تشارلي” عن مشكلته في المدرسة و ينصحه “فرانك” بذكر الحقيقة و الذهاب إلى هارفارد محذراً إياه من أن صديقه “جورج” سيخضع على الأرجح لضغط “تراسك” لذا يجب عليه التصرف و الحصول على فائدة قبل إعتراف “جورج” و أثناء وجودهم في مطعم يلاحظ “فرانك” “دونا” و هي امرأة شابة تنتظر موعد و يدعوها إلى حلبة الرقص حيث قاموا بأداء رقصة التانجو (“بور أونا كابيزا”).
و في صباح اليوم التالي لم يكن “فرانك” مهتمًا بإقتراحات “تشارلي” لأنشطة ذلك اليوم حتى أقترح عليه إختبار قيادة سيارة فيراري جديدة و يتحدث “فرانك” مع البائع المتردد في السماح لهم بأخذ السيارة لتجربتها و يوافق و يقوم ” تشارلي ” بقيادتها و بمجرد وصولهم إلى منتصف الطريق يصاب “فرانك” بالإكتئاب مرة أخرى و يسمح له “تشارلي” بالقيادة و يبتهج “فرانك” حتى يوقفه ضابط شرطة ليتحدث “فرانك” معه و يسمح له بالذهاب دون يعرف أنه أعمى و بعد عودة السيارة يصبح “فرانك” يائسًا و يسير بمفرده في الشارع بـ “بارك أفينيو” و يتجنب بصعوبة الإصطدام بعدة سيارات و عندما يعودون إلى الفندق يقوم “فرانك” بإرسال ” تشارلي ” لشراء السيجار و لكن عند مغادرته المكان سرعان ما يشك في الأمر و يعود ليجد “فرانك” مرتديًا زيه العسكري و يستعد للإنتحار بمسدس خدمته و يتقاتلون من أجل حصول ” تشارلي ” علي المسدس و بعد أن يهدء الجميع يتراجع “فرانك” بعد أن يتم إقناعه بأن لديه الكثير ليعيش من أجله و يجب أن يواجه ظروفه بشجاعة.
و في صباح يوم الاثنين يخضع “تشارلي” و “جورج” لتحقيق رسمي من قبل اللجنة التأديبية مع حضور باقي أعضاء الهيئة الطلابية و يصل “فرانك” بشكل غير متوقع و يجلس مع “تشارلي” بينما يجلس والد “جورج” مع إبنه و يضغط عليه للتعريف بأسماء الجناة الثلاثة ليزعم “جورج” أن لم يري شئ متأكدا منه لضعف بصره و يضيف أن ” تشارلي ” هو من شاهد ما حدث لذلك يوصي “تراسك” بطرده من المدرسة إلي أن يقوم ” فرانك ” بتغيير رأيه السابق و يلقي خطابًا عاطفيًا مدافعًا عن “تشارلي” و يكشف فيه عن الرشوة التي تلقاها من المدير و يحث اللجنة على تقدير نزاهة “تشارلي” و تقوم اللجنة برفض إعتراف “جورج” بتسمية الجناة و الذين يتم التعرف عليهم و يضعوهم تحت المراقبة و يتم إعفاء ” تشارلي ” من الإدانة و بعد إنتهاء الإجتماع و بينما كان يرافق ” فرانك ” إلي سيارته تشيد أستاذة العلوم السياسية “كريستين داونز” التي كانت أحد أعضاء اللجنة التأديبية بفرانك على خطابه و يغازلها “فرانك” و يثير إعجابها بإخبارها بإسم عطرها و بعد ذلك يصفها بدقة لتشارلي بما في ذلك طولها و لون شعرها و يدعو “فرانك” “تشارلي” للبقاء معه في عيد الميلاد و يحيي أطفال ابنة أخته بسعادة.
أبطال العمل
أل باتشينو | فرانك سليد | |
كريس أودونيل | تشارلي سيمز | |
جيمس ريبورن | تراسك | |
جابرييل أنور | دونا | |
فيليب سيمور هوفمان | جورج ويليس |
جوائز فيلم عطر امرأة
حصل فيلم عطر امرأة علي 6 جوائز أبرزها جائزة أوسكار أفضل ممثل ( أل باتشينو ) و جولدن جلوب لأفضل ممثل و أفضل فيلم و أفضل مخرج بالإضافة إلي 11 ترشيح منهم 3 للأوسكار .
ما وراء الكاميرا
- لأداء دوره بكفاءة حصل (آل باتشينو) علي مساعدة من مدرسة للمكفوفين و قال أنه جعل نفسه يبدو أعمى من خلال عدم السماح لعينيه بالتركيز على أي شيء.
- تدرب (آل باتشينو) و (جابرييل أنور) على رقصة التانجو لمدة أسبوعين و أستغرق المشهد 3 أيام للتصوير.
- المشهد في الشارع حيث يسقط الكولونيل “سليد” فوق سلة القمامة كان في الواقع غير مخطط له .
- غالبًا ما يظل (آل باتشينو) في وضع غير طبيعي من حيث إستخدامه لعصاه من أجل المشي مع عدم النظر إلى أي شخص أبدًا عندما يتحدث إليه.
- رفض (آل باتشينو) العمل في فيلم عطر امرأة منذ البداية و تم ترشيح (جاك نيكلسون) و (هاريسون فورد) و (داستن هوفمان) و (جوي بيسكي) لذلك الدور و لكن بناءً على نصيحة من وكيله وافق (باتشينو) على مضض .
- تم تصوير جميع مشاهد الفندق تقريبًا في الليل لتجنب تعطيل أعمال الفندق.
- قام (فيليب سيمور هوفمان) ” جورج ” بإختبار أداء دوره خمس مرات قبل أن يتم إختياره حيث كان يعمل أدوار متفرقة في الأفلام و التلفزيون و قال (هوفمان) أن فيلم عطر امرأة غير كل شيء في حياته المهنية .
- تم إختبار (ليوناردو دي كابريو) لأداء دور “تشارلي” .
- كان الخيار الأول للقيام بدور الكولونيل “فرانك سليد” هو (جاك نيكلسون) .
- وفقًا لـ (كريس أودونيل) فأنه عندما سُمح للإنتاج بالتصوير في فندق “بلازا” بـ “مانهاتن” وافقوا على السماح لمالك الفندق آنذاك (دونالد ترامب) مع زوجته المستقبلية (مارلا مابلز) بالظهور في مشهد داخل الفيلم و هو عندما تسقط سيارة (آل باتشينو) و (كريس أودونيل) عند مدخل الفندق خلفهما مباشرة يخرج “ترامب و مابلز” من سيارة أخرى و لكن تم قطع مشهد (ترامب) في النهاية.
- تم أظهار مشاهد مدرسة “بيرد” كما لو أنها داخلية للذكور فقط و لكن في واقع الأمر فإن مدرسة “إيما ويلارد” التى تم تصوير المشاهد بها هي واحدة من أقدم المدارس الداخلية النسائية في البلاد.
- تبرأ المخرج (مارتن بريست) من نسخة فيلم عطر امرأة المعروضة على شركات الطيران و التلفزيون لأن ترتيب المشاهد غير جيد .
- تم إختبار كل من (بن أفليك) و (مات ديمون) و (بريندان فريزر) و (كول هاوزر) و (راندال باتينكوف) و (أنتوني راب) لدور “تشارلي سيمز” .
- روى (آل باتشينو) في أحد اللقائات التلفزيونية كيف أنه مر بلحظة محرجة أثناء وجوده في مصعد مزدحم بعد فوزه بأول جائزة أوسكار حيث لم يكن (باتشينو) يعرف أن رأس تمثاله الصغير كان يضغط على مؤخرة ممثلة معروفة و عندما إستدارت سرعان ما أوضح لها (باتشينو) أنه تمثال أوسكار و ليس هو المسؤول عن عدم إرتياحها.
- بالإضافة إلى فوزه بجائزة أوسكار أفضل ممثل تم ترشيح (آل باتشينو) لجائزة أفضل ممثل مساعد بنفس العام عن دوره في فيلم Glengarry Glen Ross (1992) .
- الفيلم مقتبس من رواية (جيوفاني أربينو) “Il buio e il miele” و لكته يتشارك فقط مع القصة الأساسية و هى الشاب الذي يرافق ضابط سابق مصاب بالعمي و ذات كاريزما و قوي الإرادة .
- وفقًا لـ (آل باتشينو) فإن إستخدامه للفظ “هوو واه” مستوحى من مستشار عسكري تم تخصيصه للفيلم و الذي كان عليه أن يعلمه كيفية تجميع سلاحه و تفكيكه في أقل من 45 ثانية مع إغلاق عينيه (لكونه أعمى في الدور) و قال أن الأمر أستغرق وقتًا طويلاً لتعلمه و كلما كان عمله جيدًا كان المستشار يصرخ ، “هوو واه !.
- عادة فرانك الغريبة في الصراخ “هوو واه!” هو إسم معركة قتالية فعلية لجيش “الولايات المتحدة” و لكن ينطقها بشكل خاطئ .
- طلب الممثل (كريس روك) إجراء إختبار لأداء دور “تشارلي” و لكن تم رفضه.
- قام إثنان من مصممي الرقصات بتصميم مشهد الرقص بين “دونا” و العقيد “سليد”.
- قيل أن (سيلفستر ستالون) رفض دور “فرانك سليد” .
- خلال خطاب “فرانك سليد” في لجنة التأديب في بيرد قال “عندما ينكسر الغصن .. يسقط المهد” و هي إشارة إلى الأسطورة الإغريقية لزيوس الذي أخفته أمه “ريا” عندما كان طفلاً في مهد معلق من غصن شجرة لإنقاذه من والده “كرونوس” سيد أوليمبوس و الذي تم إخطاره من خلال نبوءة أن أحد أبنائه سيقتله يومًا ما عندما يبلغ مما تسبب في أن “كرونوس” أكل أطفاله الأوائل “هيستيا و ديميتر و هيرا و هاديس و بوسيدون” عقب ولادتهم و بعد بلوغ ” زيوس ” أدرك النبوءة و قتل “كرونوس” و تحول إلى سيد “أوليمبوس” الجديد.
- في مقابلة عام 1998 سُئل (روبرت دوفال) عن المشهد الذي رقص فيه (آل باتشينو) التانجو ليجيب (دوفال) الذي كان شغوفا برقص التانجو في الحياة الواقعية أن “آل فعلها بشكل جيد بالنسبة لرجل أعمى”.
- تم استبدال المصور السينمائي (ميكائيل سالومون) بـ (دونالد إي ثورين) بعد عشرة أيام من التصوير.
- السيارة التي قام “سليد” و “تشارلي” بإختبار قيادتها هي سيارة فيراري مونديال تي كابريوليه عام 1989.
- للعب الدور بإقتدار كان أحيانا يقوم (آل باتشينو) بتركيز عينيه مما يؤدي إلى حدوث تشويش في الرؤية و تركه أعمى بشكل مؤقت .
- أفيد أنه من أجل جعل (كريس أودونيل) يبكي خلال مشهد إقتراب الكولونيل ” سليد ” من الإنتحار كان على (آل باتشينو) أن ينحيه جانباً و يصرخ في وجهه .
بوكس أوفيس
بلغت تكلفة الفيلم 31 مليون دولار و حقق أرباح تجاوزت 134 مليون دولار أمريكي .