كثيرا ما يشجع المثقفين عامة الناس على القراءة لزيادة وعيهم و مداركهم و قد يقدمون لهم نصائح للإقبال على أنواع معينة منها لثراء محتواها و معلوماتها المفيدة و فى نفس الوقت أيضا ينصحون بالإبتعاد عن أنواع أخرى منها بدعوي أنها قد تكون سامة و هو تعبير مجازي يعنى أن الموجود فى طيات صفحاتها يحتوي على العديد من الأفكار المتطرفة أو المثيرة للجدل و لكن من بين جميع تلك الكتب يوجد كتاب واحد فقط يحمل عنوان (ظلال من جدران الموت) تجعل تلك الكلمة واقعية تماما لأنه بمجرد لمس أوراقه فأنت معرض لخطر الإصابة بالتسمم و الوفاة لذلك فهو يعتبر أخطر كتاب فى العالم و عند التعامل معه فلا يتم ذلك الا فى وسط إجرائات وقائية صارمة لضمان سلامة من يتصفحه .
ظهر كتاب ” ظلال من جدران الموت ” لأول مرة عام 1874 من قبل الدكتور “روبرت إم كيدزي” جراح الاتحاد أثناء الحرب الأهلية الأمريكية و أستاذ الكيمياء لاحقا في كلية الزراعة بجامعة ولاية ميتشيجن و هو كتاب ذات أبعاد 56 × 76 سنتيمترا و مكون من 100 صفحة أو نحو ذلك منها 86 صفحة تحتوى على 65% من عينات ورق الحائط التى كانت متداولة بكثافة داخل منازل “الولايات المتحدة” فى ذلك الوقت و المصطبغة بمادة الزرنيخ المعروفة بسميتها و قدرتها على قتل أي شخص يقوم بتناولها الا أنه لم يتخيل لأحد بإمكانيتها القتل حتى عند استخدامها كعنصر فعال فى جعل ألوان ورق الحائط أكثر حيوية و هو الأمر الذى دفع “كيدزي” بطباعة ذلك الكتاب كتطبيق عملى و تحذير من خطورة تلك الممارسة و رفع مستوى وعى الناس من خلال إثبات وجهة نظره بأن مادة الزرنيخ الموجودة فى طيات صفحاته سوف تكون سامة و قاتلة مع مرور الوقت و بالمثل ستكون أيضا الموجودة على ورق الحائط التى سوف ينتهى بها الأمر بوجودها فى الهواء و الطعام و على أيدى الناس بشكل سوف يؤدى الى مرضهم بشكل غامض و طويل الامد سيحير المريض و الأطباء و فى بعض الأحيان وفاتهم .
و بعد أن انتهى ” كيدزى ” من إصدار عدة نسخ من كتاب ” ظلال من جدران الموت ” قام بتسليمهم الى المكتبات مع تحذير صارم لأمنائها بعدم السماح للأطفال بلمسه و احتوت كل نسخة منه على كلمات قليلة و مجرد صفحة عنوان و مقدمة قصيرة و ملاحظة من مجلس الصحة تشرح الغرض منه مع وضع اقتباسًا من سفر اللاويين التوراتي الذى يقول : “و إذا كان الطاعون في جدران المنزل مع وجود خطوط مجوفة مخضرة أو حمراء فإن الكاهن سيتسبب في كشط المنزل من الداخل حوله ثم سيسكبون التراب الذي كشطوه خارج المدينة في مكان غير نظيف ” .
و مع مرور الوقت بدأت تظهر صحة نظرية ” كيدزى ” و أصبحت صفحات كتاب ” ظلال من جدران الموت ” ملوثة بالسم لذلك تم تدميره فى معظم المكتبات التى حصلت على نسخة منه بإعتبارها خطيرة على الجمهور و أصبح من أصل 100 نسخة أصلية من هذا الكتاب المرعب لا يزال هناك أربع نسخ فقط حتى اليوم منهم اثنان في ولاية ” ميتشيجن ” واحدة فى جامعة الولاية موضوعة على رف متواضع في قسم المجموعات الخاصة بالمكتبة و موجودة في صندوق أخضر و كل صفحة منه مغلفة بشكل فردي بالبلاستيك بحيث يمكن للباحثين و الفضوليين التعامل معها دون خوف أما النسخة الأخرى فموجودة فى جامعة ميتشيجان أما الثالثة فموجودة في كلية الطب بجامعة “هارفارد” و الرابعة في المكتبة الوطنية للطب التي قامت بمسحه ضوئيًا و إتاحته على شبكة الإنترنت و التى لم تكن مهمة سهلة حيث قام العمال أثناء اجراء تلك العملية بإرتداء ملابس واقية و داخل غرفة خاصة تستخدم فى مختبرات الكيمياء لامتصاص الغازات الخطرة .
أقرأ أيضا : كنز فورست فين الذى دفع بعضهم حياته للبحث عنه و الوصول إليه
و يعتبر التعامل مع نسخ كتاب ” ظلال من جدران الموت ” و حتى تخزينه أمرًا صعبًا فقبل تغليف كل صفحة منه بغشاء بلاستيكي فى النسخة الموجودة فى جامعة ولاية ميتشيجن قبل عام 1998 لم يكن بالإمكان لمسها إلا من قبل الأشخاص الذين يرتدون قفازات خاصة و كان على الناس أن يحرصوا على عدم لمس أي شيء آخر أثناء ارتداء القفازات ناهيك عن لعق أصابعهم لتقليب الصفحة و على الرغم من أن غرض الدكتور “كيدزى ” من إنشاء ذلك الكتاب هو رفع مستوى الوعي حول ورق الحائط المليء بالزرنيخ الا انه قد تسبب مرة فى تسميم سيدة قامت بفحصه و لكن كان يُنظر للأمر على نطاق واسع بأنه وسيلة فعالة للإعلان عن مخاطر العيش في منزل مليء بالزخارف المميتة .