في عالم التصوير الرياضي توجد صور متميزة قامت بتوثيق لحظات هامة و هو ما جعل الكثيرين ينظرون إليها بإعتبارها جزء هاما من تاريخ الحدث و من ضمن تلك الصور واحدة جمعت بين لاعبي الملاكمة محمد علي كلاي و كليفلاند ويليامز أثناء مباراة بينهما قام المصور الأمريكي نيل ليفر بإلتقاطها من إرتفاع شاهق داخل ملعب هيوستن أسترو دوم و نظرا لمحتواها و تفاصيلها المميزة تم إعتبارها واحدة من أفضل الصور في التاريخ الرياضي بعد أن أظهرت لحظة سقوط ويليامز علي الأرض بعد تسديد ضربة قاضية من منافسه الذي وقف منتصرًا في وضعية تُعبر عن عظمته و ثقته بنفسه .
التاريخ : 14 نوفمبر عام 1966 .
المصور : الأمريكي ” نيل ليفر ” – مجلة سبورتس إليوستريتد .
التفاصيل : بدأت قصة الصورة بمباراة ملاكمة جمعت بين اللاعبين ” محمد علي كلاي ” و ” كليفلاند ويليامز ” في ملعب هيوستن أسترو دوم بولاية تكساس في ” الولايات المتحدة ” علي لقب الوزن الثقيل و منذ بدايتها هيمن ” كلاي ” علي مجرياتها إعتمادا علي سرعته و مهارته الكبيرة إلي أن إنتهت بفوزه بالضربة الفنية القاضية في الجولة الثالثة ليعزز بذلك مكانته كبطل عالمي في ذلك الوزن .
و في تلك الأثناء كان المصور ” نيل ليفر ” و هو أحد المصورين المحترفين الذين تمتعوا بخبرة واسعة في ذلك المجال يريد أن يلتقط تلك اللحظة المميزة من زاوية غير معتادة لذلك قام بتركيب كاميرا علي إرتفاع 24 مترًا فوق الحلبة و ربطها بنظام تحكم عن بُعد بهدف إلتقاط مشهد من أعلي يعكس قوة ” محمد علي كلاي ” و سيطرته داخل الحلبة حيث كان هذا القرار خطوة جريئة لأنه إعتمد علي تقدير دقيق للتوقيت المناسب في إلتقاط الصورة مما أتاح له تخليد هذه اللحظة الفريدة التي تجسد قوة الرياضي و شجاعته .
و يري الكثيرين أن تلك الصورة تعبر عن معاني أكثر من مجرد لحظة رياضية فهي تحكي عن التحضير و الدقة في العمل و كيفية إنتقاء الزاوية و التوقيت المناسبين لإلتقاط لحظة سوف تُخلد إلي الأبد حيث كان ” نيل ليفر ” حريصًا علي أن يعكس في هذه الصورة القوة الممزوجة بالروح الرياضية كما أن أهميتها أيضا ترجع إلي تأثيرها علي الأجيال اللاحقة من المصورين بعد أن أصبحت مثالًا علي كيفية تحول الرياضة إلي فن بفضل المهارة و البراعة في التصوير لذلك ليس بالغريب أن يحتفظ بها ” نيل ليفر ” في منزله بإعتبارها أيقونة لمسيرته المهنية الطويلة .
إقرأ أيضا : صورة مواجهة اللاعب الأرجنتيني مارادونا بمفرده لستة لاعبين من المنتخب البلجيكي
و يعد ” كليفلاند ويليامز ” أحد أبرز الملاكمين في عصره لكنه عاني من ظروف قاسية أثرت علي مسيرته الرياضية ففي عام 1965 تعرض لحادث إطلاق نار من قبل ضابط شرطة خلال إحدي المواجهات حيث أصيب بجروح خطيرة في البطن نتج عنها تلف كبير في كليته مع فقدان جزء من الأمعاء الدقيقة و أضرار عصبية دائمة في ساقه اليسرى و مع كل هذه المعاناة الجسدية لم يحمل ” ويليامز ” أي ضغينة تجاه ضابط الشرطة و استمر في التدريب للعودة مجددا إلي الحلبة و رغم معاناته من أضرار جسدية كبيرة حين واجه ” محمد علي كلاي ” في تلك المباراة إلا أن عزيمته لم تتأثر و رغم خسارته فيها لكنها أصبحت جزء من إرثه الرياضي و بعدها حاول إستعادة مسيرته إلا أنه لم يتمكن من الفوز ضد الملاكمين الكبار و إكتفى بالإنتصار علي بعض الملاكمين الأقل شهرة حتي إنتهت مسيرته الرياضية نهائيًا عام 1972 بعد عدة خسائر قاسية و رغم ذلك إلي أنه كان ينظر إليه كأحد أفضل الملاكمين علي مر العصور .