عقب إنهيار مؤسسات الدولة فى الصومال أصبح شعبها يواجه الكثير من المشاكل بعد أن دخلت البلاد فى حالة من الفوضي نتيجة إندلاع حرب أهلية قضت على الأخضر و اليابس و أصبحت الكلمة العليا فيها لأمراء الحرب التى أدت سياساتهم إلي معاناة البلاد من مخاطر الأوبئة و المجاعات و أصبحت مستباحة للتدخلات الأجنبية و الأممية و فى تلك الصورة التى حصلت على جائزة الصحافه الدولية عام 1993 نستطيع القول أنها تجسد ملخص الحالة المتردية التى وصلت إليها البلاد و التى يظهر فيها صبي صومالي يجرى بإتجاه قافلة وصلت للتو محملة بالمساعدات الإنسانية لأحدى القري التى تعتبر مركز مجاعة ضخمة و خلفه يتمركز جندي فرنسي تابع للأمم المتحدة و هو يراقب و يؤمن عملية وصول تلك القافلة .
التاريخ : 17 ديسمبر عام 1992 .
المصور : الفرنسى ” جويل روبين ” – مصور وكالة فرانس بريس .
التفاصيل : تبدء قصة الصورة بخلفية تاريخية بدأت مع دخول “الصومال” فى حالة من الحرب الأهلية و الفوضى التى خلفت ورائها أعداد كبيرة من الضحايا بالإضافة إلى تفشى المجاعات بين الألاف من مواطنيها الأمر الذى أدى حدوث تكتل دولي أطلق من خلاله ” عملية إستعادة الأمل ” و هى عملية عسكرية بقيادة “الولايات المتحدة ” و بمشاركة العديد من الدول المتحالفة معها و بدأت فى ديسمبر عام 1992 و حظيت برعاية اممية و كان الهدف منها هو محاولة تهدئة الأوضاع فى “الصومال” من أجل تأمين الطرق لإيصال قوافل من المساعدات الإنسانية إلى عشرات الآلاف من الصوماليين الذين كانوا يتضورون جوعا بسبب إستمرار الصراعات فيها و منها تلك القافلة الخاصة بتلك الصورة التى وصلت إلي إحدي القري التى تبعد مسافة 25 كيلومترًا عن “بيدوا” مركز المجاعة فى البلاد حيث كان متواجد فى ذلك الوقت المصور الفرنسي الذى نجح فى إلتقاط تلك الصورة المعبرة عن المشهد الذي تمر به البلاد .
أقرأ أيضا : صورة الفتاة الأفغانية شربات جولا التى وصفت بموناليزا العالم الأول فى العالم الثالث
و من ناحيته علق المصور على صورته التى إلتقطتها و حصل بها على جائزة الصحافة الدولية و قال بأنه كان موجودا فى “بيدوا” تحت أشعة الشمس الحارقة حيث يعتبر تلك المنطقة من وجهة نظره أخر أماكن الأرض نتيجة أنها لا تمتلك أى شئ سوي ثكنات عسكرية و جنود مكلفين بحماية قوافل الإغاثة و المواطنين و بينما هو يتمشي وسط حشائش السافانا تمكن من إلتقاط تلك الصورة التى شعر أنها تظهر أمل صبي صومالي فى العيش و فور إلتقاطها مر بجانبه ذلك الطفل الذى أبتسم له دون أن يعرفه و الذي يقول عنه المصور بأنه مدين له بشكر كبير على وجوده فى تلك الصورة التى بسببها حصل على الجائزة .