سي إن إن أو Cable News Network هي شبكة إخبارية تلفزيونية رئيسية تم بثها لأول مرة عام 1980 بغرض إتاحة معلومات و بيانات إخبارية الى الجمهور عن آخر الأحداث الجارية حيث تعتبر هى صاحبة السبق فى فكرة التغطيات الإخبارية على مدار 24 ساعة سواء كانت محلية أو دولية و تعتبر أشهر شبكة إخبارية في الولايات المتحدة إن لم يكن العالم كله و تبث بشكل أساسي من مقرها الرئيسي في مركز CNN بمدينة أتلانتا فى ولاية جورجيا و تمتلك العديد من الاستوديوهات في مدينة نيويورك و واشنطن العاصمة بالاضافة الى مكاتب منتشرة فى عدد من العواصم العالمية و تتاح شبكة سي إن إن لأكثر من 1.5 مليار شخص في 212 دولة و إقليم و رغم تعرضها للإنتقاد أحيانا و إتهامها بالتحيز الا أنها نجحت بشكل كبير فى توصيل رسالتها الإعلامية فى إبقاء الجمهور على اطلاع بأخر الأحداث الجارية و التواصل مع جميع شعوب العالم .
و تتعامل شبكة سي إن إن بإحترافية فى تقديم المواد الإعلامية و الخبرية فعلى سبيل المثال خلال فترة الصباح يتم تقديم مواد خبرية عادية نظرا لأن المواطن الأمريكي يكون منشغلا فى أعماله لذلك يكتفى بعناوين الخبر فقط أما فى الفترة المسائية فتقدم الأخبار بشكل أعمق مصحوبة بمعلومات مرتبطة به لأن المشاهد يكون متفرغ تماما بالمتابعة اما فى أخر الأسبوع فيتم تقديم أخبار تهم المجتمع الأمريكى بشكل مركز مع عرض أفلام وثائقية من إنتاج الشبكة نفسها .
تاريخ شبكة سي إن إن
تأسست قناة سي إن إن عام 1979 على يد “تيد تيرنر” و “ريس شونفيلد” حيث كان الغرض من تأسيس الشبكة هو إتاحة المعلومات المتعلقة بآخر الأحداث الجارية باستمرار للجمهور و كان “شونفيلد” أول رئيس و مدير تنفيذي لها و هو من أنشأ و طور مفهوم الأخبار المتواصلة طوال 24 ساعة و أنطلقت رسميا في 1 يونيو عام 1980 بمقدمة إفتتاحية من قبل ” تيد تيرنر ” ثم كانت أول نشرة إخبارية لها من تقديم المذيعين ” ديف ووكر ” و ” لويس هارت ” الذان كانا متزوجين من بعضهما بالفعل و كان يعمل فى تلك الشبكة 200 موظف و على مدار السنوات المتعاقبة بدأت الشبكة فى توسيع نطاق وصولها للمشاهدين عبر الكابل و الأقمار الصناعية و 12 موقعًا على شبكة الإنترنت و شبكتين خاصتين فى أماكن محددة مثل شبكة مطار CNN بالإضافة الى اثنين من شبكات الراديو كما تمتلك 42 مكتبًا حول العالم و أكثر من 900 شركة تابعة ثم توسعت بشكل أكبر بعد إطلاقها للعديد من شبكات اللغات الإقليمية و الأجنبية حول العالم .
و رغم شهرة شبكة سي إن إن الحالية و ريادتها فى المجال الإخباري الا أنها واجهت صعوبات فى بدايتها حيث لم يلاحظها أحد إلى حد ما مقارنة بشبكات البث القائمة الا أنها بدأت فى الظهور بشكل أكبر من خلال خدمة الإبلاغ عن الأخبار العاجلة و يعتبر الكثيرين أن حرب الخليج الثانية التى اندلعت عام 1991 هى النقطة الفارقة فى تاريخ المحطة و سبب شهرتها بعد أن كانت تغطيها بكفاءة تامة نظرا لامتلاكها لمراسلين داخل بغداد ” برنارد شو و جون هوليمان وبيتر أرنيت ” و فى اول اوقات قصف قوات التحالف للعراق و بداية تحرير الكويت كانوا يغطون الاحداث بشكل مباشر من داخل العراق نفسها و برسائل حيه و نتيجة لذلك ارتفعت نسبة مشاهدة القناة لمليار مشاهد حول العالم و يرى البعض الأخر مثل ” تشارلز بيرباور ” مراسلها المخضرم في العاصمة “واشنطن” أن الإنطلاقة الحقيقية كانت قبل ذلك من خلال تغطية حادث انفجار مكوك الفضاء تشالنجر عام 1986 و إزدادت شهرة شبكة سي إن إن خلال هجمات 11 سبتمبر عام 2001 بعد أن كانت أول شبكة تنقل أخبار تلك الكارثة على أبراج مركز التجارة العالمي في مدينة “نيويورك” و كانت المذيعة “كارول لين” على الهواء في ذلك الوقت و أجرت مقابلة مباشرة عبر الهاتف مع “شون مورتاج” نائب رئيس الشبكة للشؤون المالية والإدارية الذي شهد الهجمات مباشرة و نقلهم للحظة اصطدام الطائرة الثانية بالبرج الأخر و تأكد الشعب الأمريكي من أن ذلك الحادث إرهابي و مدبر .
و مع بداية أنتشار شبكة الانترنت عالميا انطلق موقع الشبكة CNN.com في 30 أغسطس عام 1995 ثم أطلقت قناتين إخباريتين متخصصتين واحدة منهم فى المجال الرياضى الا انه تم إغلاقهم بعد سنوات قليلة و في عام 2006 و استجابة للنمو الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي و المحتوى الذي ينشئه المستخدمين أطلقت شبكة سي إن إن مبادرتين و هم CNN Exchange و CNN iReport بهدف دعم التدوين و ابراز مفهوم صحافة المواطن داخل نطاق علامة CNN التجارية و اعتبارًا من عام 2006 احتلت الشبكة المرتبة الثانية في التصنيف العالمي فيما يتعلق بالتغطية الإخبارية الدولية بعد شبكة BBC و التى كان لها الأفضلية بسبب إستخدامها المراسلين المحليين في العديد من مراكز جمع الأخبار .
مكاتب شبكة سي إن إن
داخل الولايات المتحدة
- أتلانتا .. ولاية جورجيا و هو المقر الرئيسي .
- بوسطن .. ولاية ماساتشوستس .
- شيكاغو .. ولاية إلينوي .
- دالاس .. ولاية تكساس .
- لوس انجلوس .. ولاية كاليفورنيا .
- ميامي .. ولاية فلوريدا .
- نيو اورليانز .. ولاية لويزيانا .
- مدينة نيويورك .. مقر الشركة الأم “تايم وورنر” .
- سان فرانسيسكو .. ولاية كاليفورنيا .
- سياتل .. ولاية واشنطن .
- واشنطن العاصمة .
حول العالم
- عمان .. الأردن (مكتب صغير) .
- أثينا .. اليونان (مكتب صغير) .
- بغداد .. العراق .
- بانكوك .. تايلاند .
- برلين .. ألمانيا .
- بكين .. الصين .
- بيروت .. لبنان .
- بوغوتا .. كولومبيا (مكتب صغير) .
- بروكسل .. بلجيكا (مكتب صغير) .
- بوينس آيرس .. الأرجنتين .
- القاهرة .. مصر .
- دبى .. الامارات العربية المتحدة .
- فرانكفورت .. ألمانيا (مكتب صغير) .
- هافانا .. كوبا .
- هونج كونج .. الصين (المقر الإقليمي الآسيوي) .
- إسلام اباد .. باكستان .
- اسطنبول .. تركيا .
- جاكرتا .. أندونيسيا .
- القدس .. فلسطين .
- جوهانسبرج .. جنوب أفريقيا .
- لاجوس .. نيجيريا .
- لندن .. المملكة المتحدة (المقر الإقليمي الأوروبي) .
- مدريد .. اسبانيا .
- مانيلا .. الفلبين (مكتب صغير) .
- مكسيكو سيتي .. المكسيك .
- موسكو .. روسيا .
- نيروبي .. كينيا (مكتب صغير) .
- نيودلهي .. الهند .
- روما .. إيطاليا .
- ريو دي جانيرو .. البرازيل (مكتب صغير) .
- ساو باولو .. البرازيل (مكتب صغير) .
- سيول .. كوريا الجنوبية .
- طوكيو .. اليابان .
النقد و إتهامات التحيز الى شبكة سي إن إن
رغم تغطيات شبكة سي إن إن المتميزة الا أنها لم تكن محصنة ضد النقد في إنتاجها لبرامجها الإخبارية حيث تم توجيه أصابع الاتهام اليها بتحيزها الى أطراف على حساب أطراف أخرى مما يجعلها تخرج من نطاق الحيادية فى نشر الأخبار حيث أتهمت من قبل المحافظين الذين زعموا أن لديها تحيز ليبرالي خاصة خلال الانتخابات الرئاسية الامريكية التى اتخذت فيها خط بجانب المرشحة ” هيلارى كلينتون ” على حساب ” دونالد ترامب ” و الطريف أنها لاقت أيضا إنتقادات من قبل الليبراليين أنفسهم بسبب إتهامها بأن لديها تحيز متحفظ كما تعرضت شبكة سي إن إن لانتقادات لأنها تقوم بمنع عرض المشاهد التى تؤذى الحس الإنساني لذلك تجنبت نشر المشاهد و الصور العنيفة للأحداث خلال حرب العراق .
و من بين الانتقادات التي وجهت إلى شبكة سي إن إن و كذلك القنوات الإخبارية الأمريكية الكبرى الأخرى هو إتخاذهم نهجًا متساهلًا مع إدارة الرئيس “بوش” بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 حيث دافعت “رينا جولدن” نائب الرئيس التنفيذي و المدير العام للمنصة الدولية بانه بالفعل قامت وسائل الإعلام بتقييد نفسها ليس بسبب ضغوط حكومية و لكن بسبب ضغوط الرأى العام لذلك أحترمت اتجاهه .
و واجهت الشبكة أزمة في يناير عام 2006 حين تم حظرها في “إيران” كتعبير عن الإدانة لها عندما أخطأت شبكة سي إن إن في ترجمة البث المباشر للرئيس “محمود أحمدي نجاد” حيث نقلت الشبكة بأنه قال أن استخدام الأسلحة النووية حق لإيران و بحسب بيان صادر عن الحكومة الإيرانية فإن الرئيس قال أن لإيران الحق في الطاقة النووية و مضى يقول أمة لديها حضارة لا تحتاج إلى أسلحة نووية و أمتنا لا تحتاجها الا أنه تم رفع الحظر في اليوم التالي بعد أن أصدرت الشبكة اعتذارًا رسميًا عن سوء الترجمة و فى نفس العام أيضا تعرضت الى أزمة جديدة و لكن تلك المرة من السكرتير الصحفي للبيت الأبيض “توني سنو” حين قامت المقاومة العراقية بتصوير بعض من هجماتهم على الجنود الأمريكيين و حصلت شبكة سي إن إن على تلك الأشرطة و أعادت بثها في ” الولايات المتحدة ” قبل أسابيع من موعد الانتخابات الوطنية و هو ما اعتبرته الإدارة الأمريكية تعمد توجيه للرأى العام نحو خط معين و لصالح مرشح بعينه حيث قال السكرتير الصحفى أن الشبكة تعرض صوراً للقناصين و هم يضربون الأمريكيين و أستخدامها بذلك الشكل تعتبر أداة دعاية لهم لأنها تخلق انطباعًا بأن الأمريكيين يتم مهاجمتهم فقط و أن المقاومة العراقية تستطيع مجاراتهم بينما فى الواقع أن القوات الأمريكية تقتل و تصيب أعداد كبيرة منهم و هو ما دفع النائب الأمريكي “دنكان هانتر” لمطالبة ” البنتاجون ” بإزالة مراسلي تلك الشبكة بسبب نشرها أفلام دعائية تصور مقتل الجنود الأمريكيين على يد المقاومة العراقية .
مكانة و تأثير شبكة سي إن إن
على الرغم من الانتقادات العديدة التى توجه الى شبكة سي إن إن الا أنها تعتبر هى الرائدة فى مجال الإعلام الخبري و المعيار الغربي في عرض الأخبار الدولية بعملها على مدار الساعة و عرض أحداث جارية تحدث فى أى وقت من اليوم بدلاً من الاضطرار إلى انتظار الأخبار المسائية كما كان الحال سابقًا في عهد نشرات الأخبار على شبكات تلفزيونية أخرى و هو ما جعل الكثير من المشاهدين يهتمون بمتابعتها لتصبح من أهم الشبكات تأثيرا على الرأى العام الأمريكي حتى أنه صدر مصطلح يعرف بإسم “تأثير سي إن إن” و هي نظرية في العلوم السياسية و الدراسات الإعلامية تفترض أن تلك الشبكة لها تأثير كبير على سلوك السياسة الخارجية للدول في أواخر فترة الحرب الباردة و أن سي إن إن ومنافسيها اللاحقين في الصناعة كان لهم تأثير كبير و مماثل في حقبة ما بعد الحرب الباردة و بينما كان للصحافة الحرة دورا فى التأثير كسلطة رابعة على صنع السياسات في الديمقراطيات الا أن البعض يقول أن “تأثير سي إن إن ” أعمق و أسرع و يختلف بشكل جذرى عما كان فى السابق حيث يحصل العديد من قادة العالم على أخبارهم باللغة الإنجليزية من شبكة سي إن إن الدولية و يتفاعلون مع الأحداث الفورية بناءً على تقاريرها بدلاً من الاعتماد بشكل أساسي على التواصل عبر القنوات الدبلوماسية .