يوجد فى عالمنا بعض من الظواهر الخارقة المرتبطة بالأطفال و التى لا يوجد لها أى تفسير مقنع و تشكل تحديا كبيرا للعلماء من أجل محاولة فك غموضها و لعل أبرزها هى رواياتهم عن حياة ماضية كانوا يعيشوها فى مكان مختلف و بصحبة أفراد أخرين و يوجد بالفعل حالات مسجلة لتلك الظاهرة الغريبة مثل جيمس لينيجار و هو صبى من الولايات المتحدة روى لمن حوله بأن عاش من قبل كطيار مقاتل مرحلة خلال الحرب العالمية الثانية اما الحالة الأخرى التى تعتبر الأكثر غرابة هى لطفلة عاشت فى الهند تدعى شانتي ديفي و التى روت لوالديها قصة حياتها الماضية فى أحدى البلدات المجاورة برفقة أشخاص أخرين و بشكل مفصل و العجيب أن جميع المعلومات التى ذكرتها تلك الفتاة كانت دقيقة للغاية و صحيحة بشكل أدهش من يعيشون معها بالاضافة الى الأشخاص الأخرين الذين تم الإشارة إليهم .
ولدت ” شانتي ديفي ” في 11 ديسمبر عام 1926 بمدينة ” دلهي ” الهندية و بدا أنها طفلة طبيعية تمامًا و لكن مع بداية ثلاثينيات القرن الماضى و عند بلوغها سن الرابعة من عمرها بدأت بإخبار والديها بتفاصيل محددة عن حياة سابقة كانت تعيشها في بلدة اسمها ” ماثورا ” تقع على بعد 120 كيلومتر من مكان ولادتها و هو مكان لم تزره من قبل و لكنها كانت تعيش فيه كإمرأة اسمها “لوجدي” توفيت بعد فترة وجيزة من إنجابها لولد في شهر أكتوبر عام 1925 و أضافت خلال قصتها تفاصيل غريبة عن آلام المخاض و العمليات الجراحية التي خضعت لها و هى أمور من الصعب على أى طفل فى ذلك السن إستيعابها مهما بلغ إبداعه فى خلق أحداث كما تحدثت عن الوجبات التى كانت تستمتع بها في أيامها الخوالي و تخبر والدتها عن الملابس التي كانت ترتديها بالاضافة الى وصف المحلات التجارية و الشوارع في تلك البلدة كما بدأت تتحدث عن زوجها الذى كان يعمل تاجر و رفضت الكشف عن اسمه حتى بلغت التاسعة من عمرها لكنها أخبرت والديها أنه كان عادلاً و لديه شامة على خده الأيسر و يرتدي نظارة قراءة .
و على الرغم من دقة التفاصيل التى روتها ” شانتي ديفي ” الا ان والديها رفضوا تصديق تلك الذكريات و أعتبروها مجرد ثرثرة طفولية و لكن عندما كشفت الطفلة عن هوية زوجها و هو “بانديت كيدارناث تشوبي” و يشار إليه أحيانًا باسم “كيدار ناث” قرر صديق للعائلة التأكد من صحة تلك المعلومة و أرسل رسالة إلى تاجر يدعى ” كيدار ناث ” في تلك البلدة و يخبره بذكريات ” شانتي ديفي ” غير العادية و لدهشة الصديق رد عليه “ناث” مؤكدًا صحة كل تلك التفاصيل و وافق على الحضور مع أحد أقاربه إلى منزل الطفلة و عند حضورهم و لمحاولة اختبارها تم إدخال قريبه أولا أمام “شانتي ديفي” و تقديمه كزوجها الا انها لم تنخدع و قالت أنه ابن عم زوجها و صدم الجميع من اجابتها الدقيقه ثم دخل “ناث” و طفله الذي أنجبته “لوجدي” و كان يبلغ من العمر الآن عشر سنوات و عند رؤيتهم ورد أن “ديفي” انفجرت في البكاء .
و طلب ” ناث ” التحدث مع ” شانتي ديفي ” بمفرده و بعدها قال و عيناه غارقة فى الدموع أن كل إجابة قدمتها على أسئلته كانت دقيقة تمامًا و كان الأمر كما و لو أنه يتحدث مع زوجته المتوفاة , ثم قضت “شانتي” عدة أيام مع “كيدار ناث” و ابنه قبل أن يضطروا للعودة إلى “ماثورا” و بسبب حزنها لرحيلهما ناشدت والديها للسماح لها برحلة إلى منزلها السابق و قالت أنها تستطيع أن تقودهم مباشرة إلى منزلها القديم و ربما لإقناعهم أكثر أوضحت أن لديها صندوقًا من النقود مدفونًا هناك و رضخ الوالدين لطلبها و قرروا الذهاب الى البلدة و فى تلك الأثناء جذبت تلك القصة إنتباه “المهاتما غاندي” الذى أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في تلك القضية المذهلة و في نوفمبر عام 1935 انضم عشرات الباحثين إلى ” شانتي ديفي ” و والديها في رحلة استغرقت ثلاث ساعات بالقطار إلى بلدة “ماثورا” .
و بحسب رواية أحد المحققين فبمجرد الخروج من محطة السكة الحديد تم وضع ” شانتي ديفي ” في المقعد الأمامي لاحدى العربات التى تقدمت العربات الأخرى حيث تم اتخاذ احتياطات لازمة لعدم السماح لأى فرد سواها بقيادة الطريق و تم توجيه السائق لاتباع الطريق الذي تشير إليه الفتاة فقط دون الاهتمام بالمكان الذي سيذهب إليه و الغريب أن ” شانتي ديفي ” لم يكن لديها أى مشكلة في توجيه المجموعة إلى ما زعمت أنه منزلها السابق و على طول الطريق كانت تقول ملاحظات على عدد من الشوارع و المباني التي لم تكن موجودة خلال حياتها السابقة و أكد السائق المرافق صحة هذه الملاحظات و حتى بعد وصولها و أثناء استكشاف المنزل مع “كيدار ناث” تساءلت عضوة اللجنة عن الكنز المدفون الذي ذكرته لترد ” شانتي ” بالركض على الفور إلى الطابق العلوي و تتوجه مباشرة إلى ركن من الغرفة و تعلن أن الصندوق كان مخبأ تحت لوح الأرضية التى فتحها ” ناث ” و وجد بالفعل خزانة صغيرة و كانت فارغة .
و صدمت ” شانتي ديفي ” و بدأت تبحث داخل الحفرة و هى واثقة من وجود المال بها الى أن اعترف ” ناث ” بأنه أخذ النقود بعد وفاة زوجته ثم استمرت جولة لم شمل الفتاة لتذهب الى منزل والديها السابقين و كتب أحد المحققين بأنها لم تتعرف على المكان فحسب بل تمكنت أيضًا من التعرف على والدها و والدتها في حشد كبير مكون من أكثر من 50 شخصًا حيث عانقت الفتاة والديها اللذان بكيا بمرارة عند رؤيتها و على الرغم من رغبتها في البقاء وقت أطول في “ماثورا” إلا أن والدي “ديفي” الحاليين و المحققين سرعان ما عادوا إلى “دلهي” أما اللجنة فلم تستطيع أن تضع في تقريرها أي تفسير منطقي لما شاهدوه .
و بجانب مع حدث لم تكتفى ” شانتي ديفي ” على تذكر حياتها من قبل فقط و لكن كان لديها أيضًا تفسيرًا للحياة الآخرة ففي عامي 1936 و 1939 نقلت تجربتها في الموت إلى المشككين و المنومين المغناطيسيين على حد سواء و زعمت أنها شعرت وقت وفاتها بدوار و غطت في ظلام دامس قبل أن يكشف وميض من الضوء أمامها أربعة رجال يرتدون ملابس داخلية صفراء و قالت ذات مرة أثناء التنويم المغناطيسي أن هؤلاء الأربعة كانوا كما و لو أنهم في سن المراهقة و كان مظهرهم و لباسهم مشرقين للغاية و وضعوها في كأس و حملوها و أضافت أنها رأت الإله الهندوسي “كريشنا” يُظهر لكل شخص سجلاً عن أنشطته الجيدة و السيئة على الأرض و يخبرهم بما سيحدث لاحقا و بعد ذلك نُقلت إلى سلم ذهبي يمكن أن ترى منه نهرًا نظيفًا و نقيًا مثل الحليب و رأت الأرواح هناك و بدت مثل النيران في المصابيح و هى نقطة شكك العديد فيها نظرا الى ان رؤيتها كانت منحازة الى ديانتها كما أن فكرة تناسخ الأرواح مرفوضة تماما لدى العديد من الديانات الأخرى .
أقرأ أيضا : أطفال وولبيت الخضر الذين ظهروا فى قرية إنجليزية بشكل غامض حاملين معهم قصة أكثر غموضا
و بعد سنوات أجرت ” شانتي ديفي ” مقابلة صحفية عام 1958 حيث كانت وقتها تبلغ من العمر 32 عامًا و لم تتزوج قط بل كانت تعيش حياة روحية هادئة في “دلهي” و قالت أنها تخطط لتشكيل منظمة مكرسة لفكرة أن نعيش حياتنا وفقًا لإملاءات أصواتنا الداخلية و عاشت باقى حياتها على ذلك النمط الى ان توفيت عام 1987 عن عمر يناهز 61 عامًا تاركة ورائها لغزا لم يستطيع أحد حله أو فك غموضه حتى الأن .