كثير منا يقرأ عن حقب زمنية تاريخية محددة و بعد الإطلاع على تفاصيلها قد يتمنون العيش فيها و لكن فى كل الاحوال كان الأمر يظل مجرد أمنية و لكن هل من الممكن أن تتحول في يوم من الأيام إلي حقيقة و هو سؤال قد يجيب عنه البعض ساخرين بأنه ممكنا حال وجدت ألة للزمن قد تعيدك إلي تلك الحقبة كما هو موجود في روايات الخيال العلمي و لكن يبدو أن زوجين أمريكيين و هم جابرييل و سارة كريسمان كان لهما حل أخر بعيدا عن ألة الزمن و ذلك من خلال تحويل واقعهم و معيشتهم بالكامل لأن تكون في العصر الفيكتوري الذي كان في القرن التاسع عشر أثناء حكم الملكة فيكتوريا حتي و إن كان كل ما حولهم محاط بتطورات القرن الـ 21 .
بدأت القصة في “الولايات المتحدة” بالزوجين ” جابرييل (43) و سارة (41) ” و الذان كانا طالبين فى كلية “إيفرجرين ستيت ” بولاية “واشنطن” حيث نشأت بينهم قصة حب رومانسية من خلال إهتماماتهم المشتركة من حب الكتب و اللغة و التاريخ و خاصة التي إنحصرت في فترة العصر الفيكتورى حيث أرادا أن يتعرفا على المزيد من تلك الحقبة و بشكل أكثر عمقا و لذلك بعد زواجهما أتفق الثنائي على إدارة حياتهما قدر الإمكان كما لو كانا يعيشان في الفترة المحصورة بين ثمانينيات و تسعينيات القرن التاسع عشر في كافة تفاصيلها مثل الملابس حيث يرتدى “جابريل” المعاطف و السترات و ربطات العنق القصيرة و القبعات العلوية أما “سارة” فتلبس المشدات و التنورات القديمة و تقوم بتطريز ملابسها بنفسها على نمط تلك الحقبة كما يستخدم الإثنان وسائل النقل التي كانت متاحة فى ذلك التوقيت مثل الدراجات و تقوم ” سارة ” بإستعمال أدوات التجميل التي كانت معروفة فى ذلك الوقت و تقوم بغسل شعرها بالصابون القشتالى بإستخدام وعاء عتيق و إبريق و تصففه كل صباح بالإضافة الى قيامها بإعداد الطعام و وصفاته على الطريقة الفيكتورية إعتمادا على كتب الطبخ و المجلات النسائية القديمة و الصادرة فى ذلك التوقيت .
و يقول الزوجان أن سبب إقدامهم على تلك الخطوة الغريبة هو محاولة إعداد بحثًا أكاديميًا بشكل أكثر عمقا عن العصر الفيكتوري بالإضافة إلي مساعدتهم على تقديم التوعية التاريخية للأفراد من جميع الأعمار على معرفة التفاصيل اليومية لتلك الحقبة الزمنية حيث قام الزوجين و من أجل تحقيق تلك الغاية بشراء منزل يرجع تاريخه إلي عام 1888 فى منطقة “بورت تاونسند” التاريخيه بولاية واشنطن و هو منزل يشبه المتحف لإحتوائه على عناصر قديمة مثل الأثاث و الإكسسوارات التي تضفي على المكان مزيدًا من الأصالة مثل موقد من الحطب و مدفأة تعمل بالكيروسين و رغم عدم وجود ثلاجة كهربائية إلا أنه يوجد لديهم صندوق ثلجى للتبريد كما يحتوي المنزل علي بعض من المصابيح الكهربائية التي تم تصميمها علي يد المخترعين ” نيكولا تسلا ” و ” توماس أديسون ” إضافة إلي مصابيح أخري من الزيت و التي من خلالها يقوم الزوجين بقراءة الكتب و المجلات القديمة تحت اضوائها حيث يفضل “جابريل ” الإطلاع على مجلات ركوب الدراجات القديمة بينما تستمتع “سارة” بقراءة إصدارات تسعينيات القرن التاسع عشر من مجلة “كوزموبوليتان” و هى مجلة عائلية ذات إهتمام عام بدأ اصدارها عام 1886 بالاضافة الى تأليفها كتب خاصة بذلك العصر و لها العديد من المؤلفات التى تباع عبر الانترنت .
و بجانب العيش فى المنزل ذات الطابع الفيكتوري يقوم الزوجان بالعديد من الأنشطة خارجه و هم بذلك الوضع حيث تقول ” سارة ” بأنها تركب دراجة ترجع الى ثمانينيات القرن التاسع عشر أما زوجها فهو يمتلك ثلاثة دراجات حيث يقومون بالتجول بهم فى رحلات إلي المناطق التاريخية الموجودة فى المكان بالإضافة الى ممارستهم المشي لمسافات طويلة و هم بتلك الملابس و رغم الحياة الهادئة التي تتسم بها تلك المرحلة التاريخية إلا أنهم أحيانا قد يواجهون صعوبات خلال رحلات تجولهم حيث يحدق فيهم المارة بإستغراب بل أن البعض منهم قد يحاول مضايقتهم بالسخرية اللاذعة و أحيانا يوجهون إليهم الإتهامات إلي أنهم يفعلون ذلك من أجل جذب الإنتباه و هو ما ينفوه و يصرون بأن ما يفعلونه لمجرد الإستمتاع بجمال العصر الفيكتوري فقط .
أقرأ أيضا : بوني و كلايد .. أشهر قصة حب فى عالم الجريمة
و رغم أن الزوجان مندمجان تماما فى تفاصيل العصر الفيكتوري لدرجة أن الزوجة ” سارة ” لا تمتلك هاتفا محمولا أو رخصة قيادة إلا أنهم يعترفون بصعوبة الإبتعاد تماما عن التكنولوجيا و ذلك نظرا إلي أن الإختراعات القديمة أصبحت غير متاحة فى وقتنا الراهن مثل التلغراف الذى عف عليه الزمن لذلك فلا يوجد أمامهم أى بديل أخر له سوى إستخدام النظير الحديث له و هو الإنترنت حيث أن لديهم موقعا خاصا بهم و صفحة على موقع الفيسبوك و يقومون بتحديثها بإنتظام كما أن الزوج ” جابرييل ” لديه سيارة يستخدمها عند الحاجه فقط .