كثيرة هى أفلام الرعب التى تتمحور قصصها حول الأفراد الملعونين لأسباب مختلفه و يكون هدف أبطال العمل داخل الفيلم هو الوصول الى طرق لإبطال تلك اللعنات و ذلك داخل قالب درامى مثير و التى تنتهى غالبا بانتهاء أحداث الفيلم و لكن هل من الممكن أن تنقلب تلك الدراما و تصبح حقيقة ؟ , الإجابة قد نجدها فى عمل سينمائى أنتج على ثلاثة أجزاء تحمل اسم روح شريرة Poltergeist لأنه يعتبر لعنة فى حد ذاته نظرا لتعرض العديد من نجومه الى حوادث مؤسفة بعد تصويره وصلت الى وفاة بعضهم بشكل مأساوى لتكثر الأقاويل داخل هوليوود بأن ذلك العمل السينمائى هو المتسبب فى ذلك نتيجة أمور غريبة تخللت كواليسه أبرزها استخدام هياكل عظمية بشريه ترجع الى موتى حقيقيين لتصوير بعض من المشاهد و هو الأمر الذى اعتبره البعض تدنيسا لحرمات الموتى و سببا كافيا لاصابة كل من فى ذلك الفيلم بلعنات حقيقية .
و يعتبر فيلم “روح شريرة” Poltergeist تحفة من روائع سينما الرعب الأمريكية و هو من اخراج ” توبى هوبر ” و انتاج ” ستيفن سبيلبرج ” و تدور قصته حول عائلة من الطبقة المتوسطة تدعى ” فريلنج ” يقودها رب أسرة يدعى ” كريج ” و التى تنقلب حياته رأسا على عقب بسبب حدوث بعض من الظواهر الخارقة للطبيعة داخل المنزل الذى يقطن فيه هو و أسرته فى ” كالفورنيا ” و ذلك نتيجة وجود مجموعة من الأشباح التى تقيم فى خزانة ملابس موجودة داخل غرفة إبنته ” كارول أن ” و الخاضعين لروح شيطانية يطلق عليها إسم ” الوحش ” و بالتقصى عن السبب يكتشفون أن المنزل يقع فوق مقبرة تعود لأميركيين أصليين حيث تحاول الأسرة التخلص من تلك اللعنة التى أصابت المنزل و أيضا إبنتهم ” كارول أن ” بسبب تدنيس تلك المقبرة و انتهاك حرمات الموتى و خلال تلك المحاولات يتعرضون للارهاب و الايذاء من تلك الأرواح الشريرة منها مشاهد يظهر فيها هياكل عظمية بشرية حقيقية الى أن تنتهى احداث الفيلم بنجاحهم فى التخلص من تلك الأرواح .
و صدر الجزء الأول من فيلم “روح شريرة” Poltergeist عام 1982 و حقق نجاحا جماهيريا كبيرا دفع صانعيه للتحمس الى إصدار اجزاء أخرى منه و رغم ذلك النجاح الا أنه صاحبه مجموعة من المأسى التى لحقت بأبطاله منها موت بعض من ممثليه أثناء و بعد وقت قصير من تصويره حيث كانت اثنان من تلك الوفيات حدثت بشكل مأساوى و غير متوقع و هو الأمر الذى دفع العديد إلى التكهن أن ذلك الفيلم هو السبب فى ذلك حيث بدأت أول مأساة فى نفس عام اصدار الفيلم بوفاة الممثلة الشابة ” دومينيك دان ” عن عمر يناهز 22 عاما و التى قامت بلعب دور “دانا ” الأخت الكبرى لعائلة “فريلنج ” و ذلك بسبب انفصالها عن صديقها الذى كان مسيئا لها ليأتى لاحقًا إلى منزلها للضغط عليها للعودة اليه مرة أخرى و نتيجة رفضها طلبه و احتداد الجدال بينهم قام صديقها السابق بخنقها بيديه لتفقد الوعى و تدخل فى غيبوبة أدت فى النهاية الى وفاتها و يلقى القبض على صديقها و يقضى أربعة سنوات بداخل السجن لارتكابه تلك الجريمة و بعد مرور ست سنوات و فى عام 1988 تلحق بها ممثلة أخرى و هى الطفلة “هيذر أورورك” عن عمر ناهز 12 عاما و التي لعبت بإقتدار دور الطفلة “كارول آن” حيث تم تشخيص اصابتها بالتهابات فى الأمعاء فى وقت مبكر من حياتها و لكن تبين لاحقا أن هذا كان تشخيصا خاطئا نظرا الى أن ” هيذر أورورك ” كانت تعانى من انسداد في الأمعاء تسبب في حدوث صدمة لها و نتيجة عدم علاجها على الفور أدى ذلك الى حدوث تسمم فى مجرى الدم تتوفى على أثره فورا .
و نتيجة حالتى الوفاة المأساويتين تلك بدء البعض فى الهمس بأن فيلم “روح شريرة” Poltergeist قد يكون السبب الرئيسى فى ذلك خاصة و انه قبل ثلاث سنوات من وفاة ” هيذر أورورك ” و فى عام 1985 توفى الممثل ” جوليان بيك ” لذي لعب فيه دور الواعظ الشرير “كين” فى الجزء الثانى من الفيلم عن عمر ناهز 60 عاما حيث كان يعانى من مرض السرطان خلال تصويره و توفى قبل صدور الجزء الثانى و بعد عامين يلحق به الممثل “ويل سامبسون” عن عمر 53 عاما و الذي لعب دور الشامان الأمريكي الأصلي “تايلور” حيث عانى من حالة تنكسية تسمى تصلب الجلد بشكل جعله يفقد الوزن بسرعة و يصاب بسوء التغذية و هو ما أثر عليه بالسلب خلال خضوعه لعملية زرع قلب و رئة له ليتوفي بعد الجراحة على الفور و رغم أن وفاتهم قد تعتبر طبيعيه الا أن البعض قد ربط ذلك بأحداث الفيلم .
أقرأ أيضا : كانيبال هولوكوست .. الفيلم الذى منع عرضه فى خمسون دوله و ألقى القبض على مخرجه بتهمة قتل ممثليه
و بجانب الوفيات الا أن بعض من طاقم فيلم “روح شريرة” Poltergeist لم يسلم هو الأخر من الحوادث أبرزها تعرض الممثل “ريتشارد لوسون” الذي لعب دور “رايان” فى الجزء الأول الى حادث عام 1992 كاد أن يودى بحياته بعد أن أستقل طائرة متجها الى “كليفلاند ” حيث أفاد العديد من الركاب على متن تلك الطائرة بأنهم شعروا بعدم الارتياح قبل الرحلة حيث تحطمت فى أحد الخلجان بعد فشل عملية اقلاعها و أدى ذلك الى مقتل 27 من ركابها و الذى كان من المفترض أن يكون ” ريتشارد لوسون ” من بينهم الا أنه تم تغيير مقعده الى مكان أخر فى اللحظات الأخيرة قبل الاقلاع كما أن الممثل “أوليفر روبينز” الذي لعب دور الطفل الأوسط “روبي” كاد أن يلقى حتفه هو الأخر بعد تعرضه للاختناق خلال تصويره لمشهد فى أحد الأفلام حيث شارف على الموت بالفعل و بدء فى الصراع لالتقاط انفاسه و ظن أعضاء فريق العمل أنه كان يمثل و لم ينتبهوا إلا بعد أن بدأ يتحول وجهه إلى اللون الأزرق اما الممثلة “جوبيث ويليامز” التي لعبت دور الأم و ظهرت فى المشهد الشهير مع الهياكل العظمية البشرية الحقيقية فقد أبلغت عن حوادث غريبة حدثت لها خلال تصوير الفيلم حيث قالت أنها كانت غالبًا ما تعود إلى المنزل بعد يوم من التصوير لتجد كل الصور في منزلها مائلة و بعد تقويمها كانت تعود في اليوم التالي لتجدهم جميعًا مائلين مرة أخرى حتى كاتب الفيلم ” جيمس كاهان ” و رغم عدم وجوده خلال الانتاج الا أنه لم يسلم من تلك الحوادث الغريبه حيث قال أنه أثناء كتابته لاحداث الفيلم ضرب البرق المبنى الذى يقطن فيه و انقطعت الأضواء فى الوقت الذى ظلت فيه ألعاب الفيديو في منزله مضاءة و بدأت اللعب بشكل تلقائى .
و رغم عدم اقتناع البعض بتلك الشواهد و نتيجة لنجاح تلك السلسلة تجاريا فقد تقرر انتاج نسخة جديدة منه عام 2015 و التى واجهت بعض من الأمور الغريبة هى أيضا حيث صرح مخرج العمل ” جيل كينان ” أن الفيلم خلال انتاجه قد عانى من أعطال فى المعدات بدون أى أسباب خلال وجودها فى احدى الاماكن كما أفاد أن المنزل الذي أقام فيه أثناء التصوير كانت تطارده فيه امرأة ترتدي فستانًا أسود و شكر الله انه انتهى من تصويره و عاد الى منزله سالما .