تعد أكثر أفلام الرعب شهرة هي الي تحمل عبارة أنه مبني علي أحداث حقيقية لذلك كان الفيلم السينمائي الذي أقتبس عن جريمة مروعة وقعت في منزل أميتفيل بمدينة نيويورك فى نوفمبر عام 1974 هي الأكثر اهتماما من قبل الجمهور و ذلك بعد قيام شاب يدعي رونالد ديفيو جونيور بالتسلل إلي داخل منزله و هو حاملا بندقية قام بها بقتل والديه و أربعة من إخوته أثناء نومهم ثم أدعى لاحقًا أنه كان يوجد أصواتًا في رأسه هي من حثته علي القيام بذلك و هو أمر لقي صدي لدي الكثيرين خاصة مع عدم وجود أي تفسيرات لدي السلطات حول بعض من تفاصيل تلك الجريمة إضافة إلي مزاعم رددتها إحدي الأسر التي سكنت منزل أميتفيل عقب المذبحة مباشرة ثم فرت منه بدعوي وجود عدد من الظواهر الخارقة للطبيعة الموجودة فيه لذلك كان من الطبيعي أن يهتم العديد من الكتاب بذلك المنزل في أعمالهم الروائية و السينمائية بالإضافة إلي وصول أعداد كبيرة من السائحين لزيارته .
و قبل الخوض في حادث منزل أميتفيل من الضروري التعرف علي أفراد تلك الأسرة الذين أصبحوا ضحايا لاحقا حيث كانوا يعيشون حياة سعيدة في منطقة ” لونج أيلاند ” أوائل السبعينيات داخل منزل فخم يحتوي علي مسبح و رصيف قارب داخل المنزل و كان الأب “رونالد ديفيو الأب” يعمل في إدارة وكالة لبيع السيارات و هي وظيفة لم تكن تكفي بالتأكيد أن تدعم أسلوب حياة الأسرة المرفه و لكن كانت تأتي الكثير من الأموال من قبل والد الزوجة “لويز” الذي كان يساعدهم ماديا و أشترى لهم منزل أميتفيل بعد أن كانوا يعيشون في شقة صغيرة ببروكلين و بعد إنتقالهم كان تعاملهم مع من حولهم جيدا جدا حتي أن أحد جيرانهم قد وصفهم بأنهم عائلة لطيفة و طبيعية و قالت أخري أن تلك الأسرة كانت تودها بعد أن فقدت زوجها و بدا من الواضح لها أنهم محبين للناس و لكن فى واقع الأمر كان ما يظهر في العلن مختلف تمامًا عن ما يحدث خلف الأبواب المغلقة .
و بحسب ما ورد كان الأب رجلاً مسيئاً و عنيفاً و في أغلب الأحيان كان يصب جام غضبه و إحباطه على إبنه الأكبر “رونالد ديفيو جونيور” الذي كافح قدر إمكانه لإيجاد أي أرضية مشتركة مع والده كما أنه كان يتعرض للتنمر أيضًا داخل المدرسة بسبب زيادة وزنه و بحلول سنوات المراهقة فقد معظم هذا الوزن من خلال تعاطيه المخدرات جنبًا إلى جنب مع إدمانه الكحوليات و أستمر هو و والده في الشجار بشكل متواصل حتي أنه في إحدي المرات أستل مسدس و صوبه نحو أبيه و على الرغم من أنه كان يعمل في وكالته إلا أنه نادرًا ما كان يحضر للعمل و إذا حضر كان يغادر مبكرًا و بشكل عام كان يقضي معظم وقته في تعاطي المخدرات و الشرب و الدخول في شجار مع والديه و مع ذلك لم يتوقع أحد أن تؤدي مشاكل “رونالد ديفيو جونيور” إلى إرتكاب جرائم القتل المروعة في منزل أميتفيل .
و في منتصف ليلة 13 نوفمبر عام 1974 قام الشاب “رونالد ديفيو جونيور” البالغ من العمر 23 عامًا بحمل بندقية من عيار 0.35 و قام بإستخدامها في قتل ستة من أفراد أسرته أثناء نومهم و كان الضحايا هم الأم “لويز” و الأب “رونالد ديفيو ” و أشقاءه ” دون ” (18 عاما ) و “أليسون” ( 13 عامًا ) و “مارك” ( 12 عامًا ) و “جون ماثيو” (9 أعوام ) ثم بعد إنتهاءه من قتلهم ذهب للإستحمام و أرتدى ملابسه و قام بجمع أي أدلة قد تدينه بما في ذلك البندقية و ألقاهم جميعا في مصرف للأمطار أثناء طريقه إلى العمل ثم تظاهر بالجهل أمام العمال عن سبب عدم حضور والده و عبثا حاول الإتصال بهم أمامهم و مع مرور اليوم قرر ترك العمل و قضاء فترة ما بعد الظهيرة مع أصدقائه و الحرص على أن يذكر لهم جميعًا أنه لا يمكنه الإتصال بأسرته لسبب ما ثم بعدها بدء فى الإستعداد لمرحلة إكتشاف جثث أسرته .
و مع حلول المساء ركض “رونالد ديفيو الإبن ” إلى حانة قريبة و هو يصرخ طالبًا المساعدة و أخبر مرتاديها أن شخصًا ما أطلق النار على أسرته و توسلهم للعودة معه إلى منزله و هناك شاهد الجموع مشاهد مروعة حيث تم العثور على أفراد أسرة ” ديفيو ” و هو مستلقين علي أسرتهم و مصابين بجروح قاتلة جراء الطلقات النارية حيث تم إطلاق النار على كل من الأب و الأم مرتين و الأبناء لمرة واحدة ثم وصلت الشرطة إلى مكان الحادث و وجدت “رونالد ديفيو جونيور” و هو في حالة صدمة و أدعى في البداية أنه يعتقد أن أسرته قد استُهدفت من قبل أفراد عصابة و في البداية بدا الأمر وكأن رجال الشرطة قد صدقوه حتى أنهم أخذوه إلى أحد مراكزهم لحمايته لكنهم سرعان ما لاحظوا وجود تصدعات في قصته حيث أنه كان قد أكد بوجوده في العمل طوال الصباح و مع أصدقائه في فترة ما بعد الظهيرة و بالتالي لم يكن بإمكانه قتل عائلته لكن الشرطة سرعان ما قررت أن الجثث قد تم إطلاق النار عليها في وقت ما من منتصف الليل أي قبل وقت طويل من ذهابه إلى العمل و بمزيد من تضييق الخناق عليه أعترف في اليوم التالي بإرتكابه الجريمة و قال للشرطة “بمجرد أن بدأت لم أستطع التوقف و كل شئ كان قد أنتهي بسرعة “.
و تم إلقاء القبض علي ” رونالد ديفيو الإبن ” و تقديمه إلي المحاكمة الجنائية في أكتوبر عام 1975 و التي لقيت جلساتها إهتماما إعلاميا كبيرا بسبب الوحشية المطلقة أثناء إرتكابها بالإضافة إلي التفاصيل الغير عادية التي قام بسردها محامي الدفاع الذي زعم أن الجاني مصاب بالجنون و قد قام بقتل أسرته كنوع من الدفاع عن النفس بسبب الأصوات الشيطانية التي كانت موجودة في رأسه لكن هيئة المحكمة لم تأخذ بتلك الأسباب و حكمت بإدانته في ست تهم أبرزها القتل و يعاقب بستة أحكام متتالية بالسجن المؤبد و لكن رغم إنتهاء القضية قانونيا إلا أن قصة جريمة القتل في منزل أميتيفيل لم تنته بعد لسبب واحد أنه كانت لا تزال هناك ألغاز تحيط بها حيث لم يكن لدي السلطات أي فكرة حول كيف مات جميع الضحايا الستة أثناء نومهم دون حدوث أي صراع و الشيء الآخر الذي حيرهم هو أنه لم يسمع أي من الجيران أصوات طلقات نارية على الرغم من حقيقة أن ذلك الشاب لم يستخدم أي كاتم صوت للبندقية و رغم أنه أدعى بقيامه بتخدير عشاء عائلته إلا أن الخبراء لاحظوا أن وقتًا طويلاً قد مضى بين الوجبة و وفاة الأسرة.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للتساؤل هو دافع القاتل نفسه فعلي الرغم من أنه من الواضح وجود عدد من المشاكل مع والده إلا أنه كان لا يوجد أي دافع لقتل باقي أفراد الأسرة و خاصة إخوته الصغار و يزداد الأمر غموضا بعد إنتقال أسرة جديدة إلي منزل أميتفيل في ديسمبر عام 1975 للإقامة به حيث ظل “جورج لوتز” و زوجته “كاثي” و أطفالهم الثلاثة في المنزل لمدة 28 يومًا فقط قبل أن يفر هو و من معه و هم في حالة من الرعب بدعوى أن المنزل كان مسكون بأرواح الضحايا المتوفين و زعموا أنه كان هناك وحل أخضر ينساب من الجدران إلى النوافذ التي تحطمت فجأة أمامهم كما زعموا أيضا أنهم كانوا يرتفعون في الفراش بدون أي سبب حيث بدت إدعاءاتهم و كأنها شيء مستوحى من أفلام الرعب و بدأت وسائل الإعلام في الإهتمام بتلك المزاعم و تناولها عبر برامجهم و لكن كان من الواضح أنهم لم يكونوا الوحيدين الذين أهتموا بذلك .
أقرأ أيضا : ماذا حدث لإليسا لام ؟ .. قصة أغرب حادث شهده المجتمع الأمريكي عبر تاريخه
فمع مرور عامين مما حدث لأسرة لوتز و في عام 1977 نشر المؤلف “جاي أنسون” رواية حملت عنوان ” رعب منزل أميتفيل ” إستنادًا إلى مزاعم تلك الأسرة عن وجود نشاط خارق يحدث في المنزل و في عام 1979 تم إصدار فيلم سينمائي يحمل نفس الإسم و حقق نجاحا كبيرا و دفع عدد من المختصين في الأمور الماورائية في محاولة البحث عن أي نشاط خارق داخل ذلك المنزل و بدء العديد من السياح بالتوافد لزيارته علي أمل رؤية أي من تلك المزاعم أما بالنسبة للجاني نفسه ” رونالد ديفيو الإبن ” فقد ظل في السجن حتى يوم وفاته عام 2021 عن عمر يناهز 69 عامًا .