تتيح العديد من المهن في كثير من الدول فرصة للعاملين لديها بالحصول علي فترة عمل إضافية يأخذون في مقابلها أجر إضافي و هو نظام يستفيد منه كلا الطرفين أولهم المؤسسة من ناحية زيادة إنتاجيتها و بالتالي إرتفاع في معدل أرباحها و من ناحية أخري للعاملين الذين يقومون بتحسين دخلهم و لكن يبدو أن أحد الأشخاص في الولايات المتحدة قد حاول إستغلال ذلك النظام و لكن بشكل مثير للغرابة بعد أن دأب علي تعمد إشعال الحرائق بنفسه لضمان إستدعائه كرجل إطفاء من أجل مكافحتها و بالتالي زيادة في أجره و لولا إنتباه السلطات إلي ما يفعله و قيامهم بإعتقاله لكانت قد إزدادت الحرائق في المدينة و بدون أي مبرر .
بدأت القصة عام 2016 حين قال المدعي العام الأمريكي بولاية كاليفورنيا ” بنيامين فاجنر ” أن رجل إطفاء يدعي “بنيامين كونيا” و يبلغ من العمر 33 عامًا قد أعترف بإشعاله العشرات من الحرائق في محاولة منه لكسب أجر العمل الإضافي و إثارة إعجاب أقرانه و ما هو دفع السلطات لإلقاء القبض عليه و تقديمه للمحاكمة التي أصدرت قرارها بمعاقبته بالسجن لمدة خمس سنوات و ذلك بتهمة الحرق العمد بالإضافة إلي تغريمه مبلغ 246.862 دولارًا أمريكيًا كتعويض لشركة ” كال فاير ” لمكافحة الحرائق .
و وفقًا لوثائق المحكمة فقد أعترف “بينيامين كونيا” الذي كان يعمل رجل إطفاء موسمي في شركة ” كال فاير ” بإشعاله ما لا يقل عن 30 حريقًا في الأراضي البرية خلال صيف 2006 و 2007 و قد أدي ذلك إلي إضرام النيران في أراضٍ فيدرالية و أشار “كونيا” إلى أن دافعه لإشعال تلك الحرائق كان للتغلب على الملل و كسب أجر العمل الإضافي مقابل مكافحته تلك الحرائق بالإضافة إلي إثارة إعجاب أقرانه كما أعترف بأنه مذنب في تهمة أضرامه النيران بشكل متعمد في 6 يوليو عام 2007 داخل أحد المناجم و هو ما تسبب في حرق ما يقرب من 80 فدانًا بما في ذلك الأراضي المملوكة للحكومة الفيدرالية و أكد في إعترافاته أنه كان يقوم بإستخدام جهاز حارق لإشعال النيران .
و نظرا لكثرة تلك الحرائق و الأدلة التي أشارت إلي أنها كانت متعمدة قام مكتب مكافحة الكحول و التبغ و الأسلحة النارية و المتفجرات بإجراء تحقيقات شاملة بالتعاون مع شركة ” كال فاير ” و التي أنتهت بأعتقال ” بينيامين كونيا ” و تقديمه إلي المحاكمة .
أقرأ أيضا : براين ويلز رجل توصيل البيتزا الذى تورط فى أعقد عملية سطو على بنك داخل الولايات المتحدة
و قال المدعي العام الأمريكي “فاجنر” أن الحكم الصادر اليوم ضده هو نتيجة عادلة تُخرج مُشعل الحريق المتسلسل من الشوارع لأنه أشعل عددًا كبيرًا من الحرائق مع تجاهل صارخ للخطر الذي كان يسببه للحياة و الممتلكات كما عبر زملائه عن إستيائهم مما فعله حيث قال ” جيل سنايدر ” و هو رجل إطفاء كان زميل له في نفس الشركة أنه لم يكن لدى “كونيا” أي إعتبار لسلامة زملائه عندما أشعل النيران مما يجعلهم عرضة لخطر جسيم أثناء جهود إخماد الحرائق لذلك فيعتبر ذلك الحكم رادعا لكل من يفكر في إجراء ذلك السلوك .