تعتبر الذاكرة بالنسبة إلي البشر إحدي نعم الله التي من عليه بها لأنها تقوم بتخزين جميع المواقف التي واجهها خلال حياته و التي منها يكتسب الخبرات اللازمة للتكيف مع البيئة من حوله كما أنها حافظة لماضي الإنسان و تجاربه السابقة التي تعينه علي معايشة الحاضر و التخطيط للمستقبل و بالتأكيد لن يشعر أحد بمدي أهميتها إلا حين يفقدها مثل الفتاة رايلي هورنر البالغة من العمر 16 عاما و تعيش بولاية إلينوي في الولايات المتحدة و التي تمر بحالة مرضية نادرة جدا تسببت في حيرة كبيرة للأطباء تتمثل في فقدانها الذاكرة كل ساعتين لتنسي جميع الأحداث التي مرت عليها و الأغرب أنها تعود لتبدء من زمن إفتراضي بتاريخ 11 يونيو عام 2019 .
و بدأت مشكلة ” رايلي هورنر ” خلال حفل راقص كانت تحضره في يوم 11 يونيو عام 2019 و نتيجه لخطأ منها أثناء الرقص تمت إصابتها فى رأسها بقدم أحد أصدقائها و سقطت على الأرض مغشيا عليها و تم نقلها علي الفور إلي المستشفي و بعد أن أفاقت تم التصريح لها بالخروج مع تأكيد من الأطباء علي أنها بخير حيث كان تشخيص حالتها في البداية على أنه إرتجاج فى المخ و لكن مع ظهور تلك الأعراض الغريبة و التي ظهرت بشكل نوبات بدأوا فى فحصها بشكل مكثف حيث أكتشفوا أن الجزء الأيسر من دماغها قد تضرر جزئيًا لكنهم لم يجدوا أي نزيف في الدماغ أو أي علامة جسدية أخرى قد تكون سببا فى تلك النوبات التى تتسبب لها في فقدان الذاكرة كل ساعتين و أصبح أمرا محيرا أمامهم .
و خلال الفحوصات ظهر للأطباء أن “رايلي هورنر” لا تتذكر أي شئ سوى أخر ما حدث لها خلال الحفل حيث تقول أنه إذا عرفت شيئا ما بالأمس فقد أنتهى تمامًا بالنسبة إليها في اليوم و هو ما يجعلها دائما مضطرة إلي إعادة معرفته مرة أخرى قبل حتى أن تفكر فيما سوف تعرفه اليوم بالإضافة إلي أنه يوجد تقويم ميلادي بغرفتها و كلما تنظر إليه و تجد أن الشهر ليس بيونيو تشعر بالدهشة لأنه خلال تلك الفترة مر الكثير من الأحداث عليها و لكن لا تعرفها لذلك عندما يتحدث الناس عنها يكون الأمر مربكًا للغاية بالنسبة لها .
و على الرغم من أن ” رايلي هورنر ” قادرة على الذهاب إلي المدرسة إعتمادا على ذاكرتها القديمة إلا أنها لا تتذكر أي دروس قد تتلقاها و لا تعرف مكان خزانتها التي تضع فيها حاجتها المدرسية مما يضطرها إلي حمل كل أشيائها معها و يزداد الأمر صعوبة فى منزلها حيث تنسى كل الأنشطة و التفاعلات الأسرية مع أهلها و هو الأمر الذى يسبب لها إحباطا كبيرا و يساهم فى تدهور حالتها خاصة أنها تبدو غير قابلة للعلاج حيث يشير الأطباء أن الذين يستمرون أكثر من ستة أشهر بتلك الحالة قد يؤدي ذلك إلي حدوث ضرر دائم لهم مما يزيد من تفاقم الأمر و حتي الآن لم يتم العثور على أي شخص آخر لديه نفس الحاله حول العالم و بالتالي لا أحد يعرف الأسباب و لا حتى العلاج .
و يعتبر أكثر المتضررين لما حدث للفتاة هو والدتها ” سارة هورنر ” التي تراها فى تلك الحالة يوميا حيث تقول أن إبنتها فى بعض الأحيان تتسائل في حيرة عن السبب في وجود ثلوج أمامها و هم في شهر يونيو بالإضافة إلي أن أخيها قد توفى و كل يوم يخبرون ” رايلي هورنر ” بوفاة خالها إلا أنها كل ساعتين تنسي ذلك الخبر و تعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة و تضيف أنها كأم بدأت تشعر باليأس لأن إبنتها بتلك الحالة لن تستطيع الحصول على عمل أو أن تكون بمفردها أو حتى يكون لها صديق او زوج أو إمكانية إنجاب الأطفال و تطلق المناشدات لطلب المساعدة حيث تنشر تحديثات عن حالة الفتاة على صفحتها الخاصة و صفحة أخرى مخصصه لمساعدة ” رايلي هورنر ” على موقع الفيسبوك و الذي فيه تتلقى الدعم و المساندة من الناس .
أقرأ أيضا : جو كاميرون المرأة الأسكتلندية التى لا تشعر بالألم مطلقا .
و لعل قد يكون هناك بصيصا من الأمل حيث قام مجموعة من الأطباء في ولاية “يوتا” بتقديم علاجًا فريدًا لأعراض الإرتجاج طويلة الأمد أو متلازمة ما بعد الإرتجاج قد يساهم فى علاج ” رايلي هورنر ” و نحن على أمل فى إنتظار سماع الأخبار السارة .