يعد سباق الماراثون احدى اللعبات الشهيرة فى اى دورة للالعاب الأوليمبيه حيث يعتبر مسك الختام لأى بطوله و فور الانتهاء منه تبدء مراسم حفل أختتام الأولمبياد و رغم المسابقات التى نظمت على مدار الدورات المتتاليه الا ان ماراثون واحدا منهم يعد هو الأكثر شهره و الذى نظم عام 1904 فى اولمبياد مدينة “سانت لويس” بالولايات المتحدة الامريكيه نظرا لغرابته و للاحداث الطريفه التى واكبته .
كانت اولمبياد مدينة “سانت لويس” و التى نظمت عام 1904 تعد هى فى حد ذاتها مميزة فلأول مرة كانت تنظم خارج حدود القارة الأوربيه و فى الولايات المتحدة لأول مرة فى تاريخها حيث شارك فيها عدد محدود من الرياضيين نتيجة التوترات التي سببتها الحرب الروسية اليابانية و التى أدت الى صعوبة وصول اللاعبين اليها و نتيجة لذلك لم يكن كبار الرياضيين في العالم فى ذلك التوقيت مشاركين في تلك الاولمبياد .
و رغم صعوبة مسابقات المارثون فى وقتنا الراهن الا انها تعد أبسط بكثير من تلك المسابقات التى كانت تنظم قديما بل و تعد بمثابة نزهة في الحديقة حيث كان أقل من نصف الرياضيين المشاركين فى ذلك التوقيت هم من كانوا يستطيعون انهاء ذلك السباق لصعوبته حيث بدء ماراثون “سانت لويس” فى احد ايام شهر اغسطس فى تمام الساعة الثالثة عصرا و فى طقس حار للغاية تجاوز 32 درجة و بمشاركة عدد قليل من العدائيين المعروفين بخوضهم ماراثون بوسطن أو سباقات الماراثون الأولمبية السابقة بينما الباقيين كانوا من الهواه ابرزهم هو الامريكى “فريد لورز” و الذى كان يجرى كل تدريباته في الليل نظرا لأنه لديه وظيفة نهارية كعامل بناء و عشرة يونانيين لم يسبق لهم أن شاركوا في سباقات الماراثون من قبل ورجلان من قبيلة تسوانا بجنوب إفريقيا كانا في سانت لويس كجزء من معرض جنوب إفريقيا العالمي و الذى كان ينظم فى ذلك التوقيت حيث وصلا إلى خط البداية للمشاركة و كان احدهم حافى القدمين و اخر من كوبا يدعى “فيليكس كاربخال” الذي جمع الأموال للقدوم إلى الولايات المتحدة من خلال إظهار براعته في الجري في جميع أنحاء كوبا ليشق طريقه الى “سانت لويس” للمشاركة فى الماراثون حيث اضطر إلى قطع سرواله ليجعلها تبدو وكأنها شورت رياضي نظرا لعدم امتلاكه ملابس أخرى ليرتديها .
و بدء السباق و جرى العدائيين فى رحلة شاقة للوصول الى خط النهايه على بعد 40 كيلومترا حيث استطاع العداء الامريكى ” فريد لورز ” الوصول الى نهايته و بدء الترحيب به و اعلانه كفائز و قد التقطت صورته مع “أليس روزفلت” ابنة رئيس الولايات المتحدة آنذاك “ثيودور روزفلت ” كتكريما له وكان على وشك الحصول على الميدالية الذهبية الا ان احد شهود العيان قد تقدم بإفادة أشار فيها إلى أن “لورز” قد شوهد وهو يركب سيارة عند الميل التاسع في السباق حيث كان قد انسحب الا انه عاد إلى لاستكمال الماراثون و هو راكبا السيارة و ملوحا للمتفرجين والعدائين على حد سواء أثناء الركوب و لسوء حظه قد تعطلت السيارة فى الميل التاسع عشر فأضطر الى استكمال السباق عدوا مرة اخرى حتى وصل الى خط النهايه و بمواجهة ” لورز ” بذلك اعترف على الفور بما فعله وقال إنه كان يمزح فقط حيث كان فى المقابل هو معاقبته بشكل فورى و سحب الجائزة مع حرمانه من المشاركه فى أى ماراثون لمدة عام .
أقرأ أيضا : من بينها صيد الحمام و شد الحبل .. ألعاب غريبه لن تصدق أنها كانت مدرجة فى بطولات الألعاب الاوليمبيه
و بمجرد سحب الجائزة من “لورز ” تم منحها للمتسابق الذى تلاه الا و هو ” توماس هيكس ” الذى كان فى أشد المعاناه خلال اخر عشرة أميال من الماراثون حيث كان يعانى من أعراض الهلوسه بعد اكله عدة بيضات و شربه للبراندى و تناوله جرعات من مادة الإستركنين السامه كمادة منشطة و عند وصوله الى خط النهايه لم تعد قدميه تسعفانه لاستكمال السباق حيث قام مساعدوه بحمله و ايصاله الى ذلك الخط بعد قطعه مسافة ضخمة استغرقت 3 ساعات و 28 دقيقة و 53 ثانية أما العداء الكوبى ” فيليكس كاربخال ” فقد حل فى المركز الرابع حيث كان يشعر هو الأخر بالتسمم بعد تناوله لثمرات تفاح فاسدة اما العدائيين الجنوب افريقيين فقد حصلا على المركزين التاسع والثاني عشر على التوالي و كان سبب تأخرهم هو مطاردة الكلاب الضالة لهم خلال عدوهم فى الماراثون .
و انتهى الماراثون بنجاح 14 عداءا من استكماله للنهايه من مجموع 32 شاركوا فيه منذ بدايته حيث كان سباقا مرهقا و شعر الكثير من الناس أنه يتجاوز حدود القدرات البشرية لدرجة ان رئيس اللجنة المنظمة للبطوله ” جيمس سوليفان ” كان معارضا لادراج تلك اللعبه فى بطولة الألعاب الأولمبية قائلا ” لا يمكننى الدفاع عن تلك اللعبه الا اننى لا استطيع منعها نظرا الى انها تعد تاريخيه فى تلك البطولات ” .