كثيرا ما نقرأ فى صفحات الحوادث فى أغلب الصحف العالمية بشكل يومى عن حالات الخيانة الزوجيه المقترنة بارتكاب جرائم أو احتواء تفاصيلها على قصص مأساوية و لكن توجد حادثة خيانة واحدة لم تكن حديث الناس بذلك الوقت فى الولايات المتحدة فقط و لكن سجلت تاريخيا كواحدة من أغرب قصص الخيانة التى شهدتها ساحات القضاء و لا يزال يتكلم عنها الناس حتى اللحظة و بطلتها امرأة أمريكية من أصول ألمانية تدعى ” دوللي أوستريتش ” و التى لم تكتفى بخيانة زوجها فقط و لكن سمحت بإقامة عشيقها داخل منزل الزوجية فى مكان سرى لا يستطيع أحد الوصول اليه خلال وجود الزوج فى المنزل لفترة أمتدت لأكثر من عشرة سنوات .
تبدأ قصتنا بإمرأة أمريكية من أصول ألمانية تدعى ” دوللي أوستريتش ” و هى ربة منزل جميلة و جذابة في أوائل الثلاثينيات من عمرها و متزوجة من ” فريد أوستريتش ” مالك مصنع منسوجات في مدينة “ميلووكي” بولاية ” ويسكونسن ” و كان رجل اعمال ناجحًا للغاية لذلك فأغلب أوقاته كانت ممتدة فى العمل لساعات طويله لذلك كان مشغولا دائما أو فى أفضل الأحوال مخمورا و هو أمر لم يكن يفى باحتياجات زوجته بضرورة وجوده بجانبها و في أحد أيام الخريف الدافئة من عام 1913 اكتشفت أن ماكينة الخياطة الخاصة بها لا تعمل و اتصلت بزوجها لتشكوه من ذلك الأمر و وعدها بإرسال شخص لاصلاحها و كان شابا مراهقا يبلغ من العمر 17 عاما يدعى “أوتو سانهوبر” .
و مع علم ” دوللي أوستريتش ” أن زوجها سيرسل “أوتو” أستقبلته فى المنزل بشكل مغرى و هى مرتدية ملابس مثيرة و كانت بداية لعلاقة غريبة استمرت عقدًا من الزمان حيث كانت اللقائات فى بادئ الأمر بالطريقة السرية المعتادة فى أحد الفنادق و بعد فترة أصبح اللقاء خارج المنزل مرهقًا و بدأ الاثنان فى الاجتماع داخل منزل الزوجية نفسه و خيانة الزوج على فراشه و سرعان ما بدأ الجيران الفضوليون يتسألون عن ذلك الرجل الذي كان يتواجد فى ذلك المنزل بإستمرار و أخبرتهم “دوللي” أنه أخوها المتشرد غير الشقيق و لكن مع كثرة التساؤلات أدرت أن الأمر بدء فى جذب الإنتباه بشكل كبير و قررت أن يقيم “أوتو” في أعلى المنزل و هو أمر سيجعل من المستحيل رصده خلال ذهابه او قدومه و وافق ” أوتو ” على ذلك الاقتراح و اضطر لترك وظيفته في المصنع حيث لم يكن لديه أسرة تقريبًا و بدأ يقضي وقته داخل المنزل فى غرفة يمكن الوصول إليها من خلال لوحة في سقف خزانة غرفة نوم الزوجين و تم تزويدها بسرير أطفال و طعام و مصباح و كتب و مواد كتابة .
و نظرا لأن ” أوتو ” كان مضطرا للبقاء داخل مخبأه أغلب الوقت فقد حاول استغلاله جيدا و عمل على كتابة قصص للخيال العلمى و الفانتازيا و التي كان يأمل في نشرها يوما ما حيث كان يومه موزعا ما بين قراءة القصص و الألغاز و كتابة قصص المغامرات و الشهوة على ضوء الشموع ليلا و في النهار كان يمارس الجنس مع “دوللي أوستيريتش ” و يساعدها في الحفاظ على المنزل و لمدة خمس سنوات استمرت علاقة “دوللي و أوتو” بذلك الشكل الغريب الى أن جاء يوما عام 1918 أخبر فيه الزوج ” فريد ” زوجته بأنه يعتقد بضرورة بيع المنزل و الانتقال إلى منزل جديد بمدينة “لوس أنجلوس” و هو الأمر الذى جعل تلك العلاقة تواجه بعض من التعقيد و تكون على المحك .
و لمحاولة التغلب على تلك المشكلة وافقت ” دوللي أوستريتش ” و لكنها أشترطت أنها هى من سيبحث عن المنزل و بالفعل عثرت على ضالتها بمنزل مناسب و ذات مكان سرى يستوعب اقامة عشيقها ” أوتو ” حيث أرسلته الى هناك مبكرا و ظل ينتظرها عند وصولها لتستمر الحياة بنفس الطريقة التي كانت عليها لمدة أربع سنوات أخرى حتى 22 من أغسطس عام 1922 عندما سمع “أوتو” من العلية الزوجان يتشاجران فخرج من مكانه و اقتحم الغرفة حيث كان الزوج يلوح بمسدسين و الذى تفاجئ بدخوله و تعرف عليه منذ ايام عمله فى المصنع و فهم على الفور ما يحدث و أصبح غاضبا للغاية ليدخل الإثنان فى عراك و تنطلق رصاصة تخترق جسد الزوج ” فريد ” و يسقط صريعا فى الحال .
و أصيبت ” دوللي أوستريتش ” و عشيقها ” أوتو ” بالذعر لأن صوت الطلقة كان مسموعا و بالتأكيد وصل الى اذان الجيران الذين سيبادرون بإبلاغ الشرطة لذلك سارع ” أوتو ” بإدخال ” دوللي ” الى دولاب و أغلق عليها من الخارج و أخذ المفتاح و الأسلحة و بعض من الأشياء الثمينة معه إلى العلية وبهذه الطريقة سيكون لديها عذر انه لن يكون بإمكانها إطلاق النار على زوجها أثناء حبسها بعيدًا و عندما وصلت الشرطة أخبرتهم عن وقوع عملية سطو حيث أطلق السارق النار على زوجها و أخذ بعض المتعلقات باهظة الثمن ثم حبسها في الدولاب قبل أن يفر و من ناحيتها كانت الشرطة حذرة إلى حد ما من القصة لكنها لم تستطع إثبات أنها غير صحيحة لذا فأطلقوا سراحها.
و أصبحت “دوللي أوستيريتش” أرملة و انتقلت إلى منزل جديد و استمرت في حياتها و قد يفترض البعض أن بإمكانها هي و “أوتو” في نهاية المطاف الكشف عن علاقتهما بشكل يسمح له بحياة طبيعية معها و لكن بدلاً من ذلك عندما انتقلت “دوللي ” سكن عشيقها في علية منزلها ثانية و تمكن من نشر عدد قليل من القصص حصل بمقتضاهم على بعض من المال اشترى بهم آلة كاتبة لمواصلة الكتابة فى الوقت الذى تمكنت فيه “دوللي” من الحصول على عشيق جديد و هو المحامي “هيرمان شابيرو” الذى كان مثل زوجها الأول يقضى ساعات طويلة بعيدًا عنها بسبب مهنته ليدخل الى حياتها “روي كلومب” و هو عاشق آخر لإبقاء “دوللي” مشغولة على الرغم من أنه ربما تعرفت عليه من اجل استخدامه لمساعدتها على التخلص من الأسلحة المستخدمة في إطلاق النار على زوجها الأول “فريد” حيث أقنعته بالتخلص من مسدس لديها قائلة له أنه يشبه مسدس السارق و أنها لا تريد الوقوع في مشكلة و بالفعل تخلص منها فى احدى الحفر فى نفس الوقت الذى تحدثت فيه بلطف مع أحد الجيران لدفن المسدس الأخر في فناء منزله .
و استمرت العلاقة بين ” دوللى أوستيرتش ” مع ” روى كلومب ” و عندما انفصلا في النهاية قرر الانتقام و ذهب إلى الشرطة ليروى لهم كل شئ و تم انتشال المسدس من الحفرة و احتجاز “دوللي” رهن التحقيق فى الوقت الذى قام جارها باستخراج المسدس الأخر و يأخذه بدوره إلى رجال الشرطة لكن لم يتم ربط أي سلاح منهم بها لأن كلا المسدسين قد تأكلا و مع انتظار “دوللي” للمحاكمة في السجن ناشدت المحامى “شابيرو” بشراء مستلزمات البقالة لأوتو المحبوس فى سقف المنزل و إعلامه بأنه يجب أن يخرج حيث أخبرته بأن ذلك الشخص كان شقيقها المتشرد و ذهب المحامى و ألتقى بأوتو الذي كان وحيدا طوال الوقت و بسبب رغبته فى الحديث مع الناس أفصح بالحقيقة كاملة لشابيرو حول طبيعة علاقته مع “دوللي” و اخبره المحامى أن يختفى و نجح فى اطلاق سراح “دوللي” بكفالة و سرعان ما اسقطت عنها جميع تلك التهم .
و بعد مرور سبع سنوات عندما أصبحت العلاقة غير قابلة للإصلاح بين “دوللي و شابيرو” خرج و أخبر الشرطة بكل ما يعرفه حول جريمة قتل ” فريد أوستريتش ” و تم إصدار مذكرة اعتقال جديدة لـ ” دوللي أوستريتش ” و هذه المرة برفقة ” أوتو سانهوبر ” حيث وجدت هيئة المحلفين أنه مذنب بالقتل غير العمد خاصة بعد أن ذكر دفاعه أن “دوللي” قد استعبدته طوال تلك الفترة و أصبحت المحاكمة معروفة وقتها اعلاميا باسم قضية “الرجل الخفاش ” بسبب احتجاز ” أوتو ” في علية منعزلة تشبه الكهف و رغم اعتبار ” اوتو ” بأنه مذنب الا أنه اطلق سراحه بموجب قانون التقادم على القتل الخطأ و أصبح رجلاً حراً بينما ذهبت “دوللي أوستيريتش” إلى المحاكمة بتهمة التآمر لكنها خرجت أيضًا من السجن بعد تعليق هيئة المحلفين و أسقطت لائحة الاتهام في نهاية المطاف عام 1936 .
أقرأ أيضا : كارل تانزلر الرجل الذى وقع فى حب مريضته ثم عاش مع جثتها بعد وفاتها
و عاشت بعدها ” دوللي أوستريتش ” الى ان توفيت عام 1961 عن عمر يناهز 75 عاما بعد اسبوعين من زواجها مرة ثانية من ” راى بيرت هيدريك ” الذى كان رفيقها لمدة 30 عامًا اما بالنسبة الى ” أوتو سانهوبر ” فقد غير اسمه إلى “والتر كلاين” وانتقل للعيش فى كندا حيث تزوج من امرأة أخرى ثم عاد في النهاية إلى “لوس أنجلوس” و عاش بقية حياته في غموض لتنتهى معهما واحدة من أغرب قصص الخيانة الموجودة فى سجلات القضاء .