دورة الألعاب الأفريقية و المعروفة رسميًا بإسم ألعاب عموم أفريقيا هي حدث قاري متعدد الرياضات يقام كل أربع سنوات بهدف إستخدام الرياضة للتقريب بين شعوب قارة أفريقيا و السعي إلي تنميتها وطنيا و قاريا و هي بطولة ينظمها الإتحاد الأفريقي (AU) مع رابطة اللجان الأولمبية الوطنية الأفريقية (ANOCA) و إتحاد الإتحادات الرياضية الأفريقية (AASC) و معترف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية كحدث قاري متعدد الرياضات و تشارك فيه جميع الدول الأفريقية و كانت مدينة برازفيل بالكونغو هي أول من أستضاف فعالياتها عام 1965 و بحلول عام 1999 قامت دورة الألعاب الأفريقية بإضافة منافسات الرياضيين من ذوي الإعاقة للمشاركة في الألعاب الخاصة بهم .

و يرجع تاريخ دورة الألعاب الأفريقية إلي عشرينيات القرن الماضي حيث كان مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة ” بيير دي كوبرتان ” هو أول من وضع تصور لها و لكن كانت القوى الإستعمارية التي حكمت أفريقيا في ذلك الوقت حذرة جدا من الفكرة بدعوي أن الجانب الموحد للرياضة بين الشعوب الأفريقية من شأنه أن يدفعها إلى تأكيد إستقلالها و رغم العراقيل جرت محاولات لإستضافة دورة الألعاب الأفريقية في ” الجزائر ” العاصمة عام 1925 و ” الإسكندرية ” بمصر عام 1928 و لكن رغم الإستعدادات الكبيرة التي قام بها المنسقين و التي وصلت إلي تبرع أول عضو أفريقي في اللجنة الأولمبية الدولية و هو العداء المصري اليوناني المولد ” أنجيلو بولاناكي ” بأموال لبناء إستاد إلا أن تلك الجهود باءت بالفشل و تأخر تنفيذ الفكرة لثلاثة عقود أخرى .

و بحلول أوائل الستينيات نظمت البلدان الناطقة بالفرنسية في أفريقيا بما في ذلك ” فرنسا ” بطولة ألعاب الصداقة و تم تنظيمها من قبل ” مدغشقر ” عام 1960 ثم ” ساحل العاج ” عام 1961 ثم ” السنغال ” عام 1963 و قبل إستكمالها إجتمع وزراء الشباب و الرياضة الأفارقة في ” باريس ” عام 1962 و أعادوا تسمية الألعاب بإسم دورة الألعاب الأفريقية و حصلت علي إعتراف رسمي من قبل اللجنة الأولمبية الدولية بإعتبارها علي قدم المساواة مع الألعاب القارية الأخرى مثل بطولة الألعاب الآسيوية و ألعاب عموم أمريكا و في يوليو عام 1965 أقيمت دورة الألعاب الأفريقية في مدينة ” برازافيل ” بالكونغو و تنافس فيها حوالي 2500 رياضي من 30 دولة و تصدرتها ” مصر ” بعد الفوز بأكبر عدد من الميداليات بها .

و في عام 1966 أصبحت منظمة SCSA و مقرها باماكو في ” مالي ” هي المسئولة عن تنظيم دورة الألعاب الأفريقية و كان من المقرر أن تقوم ” مالي ” بإستضافة النسخة الثانية منها عام 1969 لكن بسبب حدوث إنقلابا عسكريا بها أدي ذلك إلي إلغائها ثم كان من المقرر أن تقوم مدينة ” لاجوس ” النيجيرية بإستضافة دورة الألعاب الأفريقية عام 1971 لكن تم تأجيلها إلي عام 1973 بسبب حرب بيافرا التي كانت قد انتهت للتو في ” نيجيريا ” و في عام 1977 كان من المقرر أن تقام في ” الجزائر ” و لكن لأسباب فنية تم تأجيلها لمدة عام و علي نفس النمط كان من المقرر أن تقام الألعاب التالية في ” كينيا ” عام 1983 و لكن تم تأجيلها إلي عام 1985 ثم أجلت مرة أخري لتعقد في ” نيروبي ” عام 1987 و بعدها تم إستضافتها بشكل منتظم في ” القاهرة ” و ” هراري ” و ” جوهانسبرج ” و ” أبوجا ” و في عام 2007 إستضافت ” الجزائر ” العاصمة البطولة مرة أخرى لتصبح أول مضيف متكرر ثم أقيمت نسخة 2011 من دورة الألعاب الأفريقية بمدينة ” مابوتو ” في ” موزمبيق ” و بعدها إستضافت مدينة ” برازافيل” نسخة عام 2015 تكريما للذكرى الخمسين للألعاب .

و يشارك في بطولة الألعاب الأفريقية جميع الأعضاء الـ 53 المنتسبين إلي إتحاد اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية (ANOCA) المؤهلين للمشاركة في الألعاب و منذ بداية الألعاب عام 1965 تم حظر ” جنوب أفريقيا ” من المشاركة حتى بطولة عام 1995 بعد إنتهاء نظام الفصل العنصري رسميًا فيها كما تم حظر ” المغرب ” من دورة الألعاب الإفريقية عام 1987 و حتي 2015 بسبب النزاع السياسي حول الصحراء الغربية حيث يطالب ” المغرب ” بالمنطقة علي إعتبار أنها من ضمن أقاليمه الجنوبية خاصة و أنه يسيطر علي 80% منها بينما تسيطر الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تدعي أنها دولة ذات سيادة علي الـ 20% المتبقية بإعتبارها “منطقة حرة” و في عام 2018 بعد توقيع الحكومة المغربية علي معاهدة العودة إلي الإتحاد الأفريقي تعهدت أيضًا بالعودة إلي الألعاب الأفريقية و أستضافت مدينة ” الرباط ” دورة الألعاب الإفريقية عام 2019 .