دائما ما تتعرض مناطق من الكرة الأرضية للعديد من الزلازل التى بعضها قد يكون عنيفا بما فيه الكفاية لتدمير مناطق كاملة فى ثواني معدودة مخلفا ورائه مأساة إنسانية تتجسد فى ألاف من الضحايا علاوة علي خسائر مادية تصل إلي مليارات الدولارات و ذكريات مروعة سجلها المصورين بعدسات كاميراتهم مثل التى تظهر في تلك الصورة التى تبين أثار الدمار الذي أحدثه زلزال أنكوراج فى ولاية ألاسكا علي طريق فاين و الذى وصلت قوته لحد إقتلاع الطريق الأسفلتي بالكامل و خروجه تماما عن الخدمة .
التاريخ : 30 نوفمبر عام 2018 .
المصور : الأمريكى ” مارك ليستر ” – صحيفة ” أنكوراج ديلى نيوز ” .
التفاصيل : تبدء قصة صورة زلزال أنكوراج فى تمام الثامنة من صباح يوم 30 نوفمبر عندما ضرب زلزالا عنيفا بقوة 7.1 على مقياس ريختر جنوب وسط ألاسكا و كان مركزه بالقرب من منطقة “بوينت ماكينزي” على بعد حوالي 16 كم شمال مدينة “أنكوراج” و خلف ورائه أضرارا جسيمة في العديد من المباني و الجسور و الطرق السريعة و التى قدرت خسائرها بملايين الدولارات و لحسن الحظ لم يتسبب ذلك الزلزال فى أى حالة وفيات الا أنه تم تسجيل ما لا يقل عن 117 إصابة معظمهم إصابات طفيفة مثل الجروح و الكدمات و كسور فى العظام أو الخوف النفسي كما أدي إلي تأثر عمليات الهبوط في ثلاثة مطارات مؤقتًا و توقف لحركة المرور على الطرق .
فى تلك الاثناء كان المصور ” مارك ليستر ” في سيارته مع إبنه البالغ من العمر تسع سنوات متوجها لإيصاله إلى المدرسة قبل أن يذهب الى عمله و سرعان ما بدأت السيارة في الإهتزاز حيث ظن في البداية أنها مشكلة ميكانيكية الا أنه لاحظ فى الخارج تساقط ثلوج من الأشجار و إنقطاع الكهرباء فى المنازل المجاورة و رغم انه كان معتادا على الزلازل الا أنه شعر فى تلك المرة أن الأمر مختلف و سيكون له تغطية إخبارية أكبر لذلك كان عليه إلتقاط العديد من الصور لتوثيقها و علي الفور بدء هو و معه زملائه المصورين فى الإنتشار بالشوراع لتغطية تداعيات زلزال أنكوراج و كان التحدي المباشر أمامهم هو حركة المرور المزدحمة نتيجة إغلاق العديد من أماكن العمل و المدارس و الطرق و بمتابعة التحديثات عبر شبكات التواصل الاجتماعية تم تحديد المواقع التي حدث فيها أسوأ الأضرار الا أنه كان من الصعب الوصول إليها بالسيارة لتوقف حركة المرور و كان لابد من التحليق بطائرة للتنقل من مكان الى أخر حيث حاولت جريدته توفيرها الا أنها لم تستطيع ذلك فتوجه هو و معه زملائه الى أحد المطارات الصغيرة و توفرت له مروحية حلقت به لأعلي و بدء فى التقاط الصور ثم أقترح عليه أحد زملائه المراسلين بالتوجه الى طريق ” فاين ” .
أقرأ أيضا : صورة إنقاذ الطفلة كاسندرا من الفيضانات التى إجتاحات بورتوريكو فى أعقاب إعصار هورانتوس
و لم يكن المصور يعرف ذلك المكان و لا الطيار فتم الإستعانة بخرائط جوجل لمعرفة موقعه و بالوصول إليه شاهد ذلك الطريق الموجود فى الصورة أمامه مدمرا كما لو كان يبدو كقطعه من البازل حيث بدء فى إلتقاط الصور له و قضي ساعة كاملة فى التحليق و توثيق دمار زلزال أنكوراج و بمجرد عودته إلى المطار خاطبته الصحيفة لإرسال الصور و بدء فى المطار بفرزها و إعدادها و رغم أنه التقط ما يقارب 150 صورة لذلك الطريق الا أنه أختار تلك الصورة تحديدا و التى أنتشرت على نطاق واسع حيث يقول أنه سعيد بتلك الصورة و قيامه بنقل الأخبار إلى المتابعين في يوم صعب لأنه هو و زملائه أحدثوا فرقاً للقراء الذين يحتاجون حقًا لمعرفة ما حدث و يشرفه أنه لعب دورًا فى ذلك و أنه بعد عودته إلى منزله جلس مع أسرته على العشاء يتسامرون حول ذلك الأمر و عند توجهه الى فراشه و رغم شعوره بالهزات الإرتجاجية لزلزال أنكوراج الا أنه كان يشعر بالسعادة لنجاحه فى تغطية ذلك الأمر على أكمل وجه .