من أجمل قرية إلي أسوأ كابوس .. فيلم دكتور دوليتل الذي كاد يفشل قبل أن يبدأ

في عالم صناعة السينما تُعتبر عملية تحويل الروايات الأدبية إلي أفلام سينمائية مهمة شاقة و مليئة بالتحديات و لعل فيلم دكتور دوليتل Doctor Dolittle الذي أُنتج عام 1967 و المقتبس من سلسلة كتب الأطفال الشهيرة للروائي هيو لوفتينج مثالًا واضحًا علي ذلك نظرا لأنه خلال إنتاجه واجه العديد من العقبات منذ التخطيط له و حتى صدوره بداية بعدد من المشاكل القانونية بين المنتجين و مرورًا بالصعوبات الفنية و اللوجستية أثناء الإنتاج و وصولًا إلي ردود الفعل المتباينة بعد عرضه الأول و لذلك كان الصدي المصاحب للعمل سلبيا رغم الجهود الكبيرة التي بذلها طاقم الفيلم لظهوره علي أكمل وجه .

من أجمل قرية إلي أسوأ كابوس .. فيلم دكتور دوليتل الذي كاد يفشل قبل أن يبدأ

و تعتبر من أكبر المشاكل التي واجهها طاقم فيلم ” دكتور دوليتل ” حين وقع إختيارهم علي قرية كاسل كومب في ” إنجلترا ” كموقع رئيسي للتصوير حيث لم يتوقعوا أن يواجهوا هذا الكم من المشاكل داخل القرية التي تُعتبر واحدة من أجمل القرى في ” بريطانيا ” فبعد أن أخضعوها لتعديلات كبيرة من أجل تحويلها إلي بلدة فيكتورية خيالية تُدعي “بادلبي-أون-ذا-مارش” شملت بناء سدود من الأكياس الرملية لتحويل مجرى النهر و إزالة الهوائيات التلفزيونية من المنازل و إقتلاع النباتات لإنشاء جدران و رغم حصول الفريق علي إذن من مجلس المدينة إلا أن هذه التغييرات أثارت إستياء بعض السكان المحليين دفعت مجموعة من شباب القرية إلي زرع ثلاث قنابل بالقرب من معدات الاستوديو و أدي إنفجار إحداها إلي أضرار طفيفة في اليوم الأول من التصوير و هو ما أجبر الفريق علي تعزيز إجراءات الأمن و توظيف فرق حراسة إضافية.

من أجمل قرية إلي أسوأ كابوس .. فيلم دكتور دوليتل الذي كاد يفشل قبل أن يبدأ

و لم تكن المشاكل مع السكان المحليين هي التحدي الوحيد الذي واجهه طاقم فيلم ” دكتور دوليتل ” حيث واجه الفريق صعوبات كبيرة بسبب سوء الأحوال الجوية فبعد أن كان من المقرر إستمرار عملية التصوير الخارجي في ” إنجلترا ” لمدة تتراوح ما بين ثمانية إلي عشرة أسابيع فوجئوا بهطول أمطار غزيرة أجبرت الفريق علي نقل العمل إلي ” الولايات المتحدة ” بمدينة لوس أنجلوس و هناك تم تصوير بعض المشاهد في وادي سان فرناندو بينما تم نقل مشاهد السيرك المخطط لها في ” المملكة المتحدة ” إلي موقع أخر كما اضطر الفريق إلي السفر لمنطقة الكاريبي لتصوير مشاهد إضافية في ” باربادوس ” و ” سانت لوسيا ” حيث واجهوا مرة أخري عواصف إستوائية عنيفة أدت إلي حدوث تأخيرات إضافية و نتيجة تلك التحديات المناخية فقد أدت إلي زيادة كبيرة في الميزانية و تأخر في الجدول الزمني للإنتاج.

من أجمل قرية إلي أسوأ كابوس .. فيلم دكتور دوليتل الذي كاد يفشل قبل أن يبدأ

و بجانب ما سبق كان إستخدام الحيوانات الحية في فيلم ” دكتور دوليتل ” أحد أكبر التحديات التي واجهها طاقم الإنتاج فبسبب قوانين الحجر الصحي كان عليهم توظيف مجموعات مختلفة من الحيوانات في كل موقع تصوير و هو ما أدي إلي زيادة التكاليف بشكل كبير فعلي سبيل المثال تم إستخدام ما يقرب من أربعين خنزيرًا صغيرًا لتصوير شخصية “جاب-جاب” الخنزير بسبب سرعة نمو هذه الحيوانات كما واجه الفريق أيضا مشاكل صحية مع تلك الحيوانات حيث مرضت أنثى وحيد القرن “ماري” أثناء التصوير في ” إنجلترا ” مما إضطر الفريق إلي شراء وحيد قرن آخر بتكلفة بلغت 9,000 دولار أمريكي بالإضافة إلي 11,000 دولار لتكاليف الشحن من ” كينيا ” و خلال التصوير توفيت زرافة فكان لزاما عليهم إستبدالها بأخري و وصلت النفقات الأسبوعية لتغذية الحيوانات و تدريبها حوالي 4,500 دولار.

و لم تنتهِي المشاكل مع إنتهاء تصوير فيلم ” دكتور دوليتل ” ففي أغسطس عام 1966 رفعت المنتجة الأصلية ” هيلين وينستون ” دعوي قضائية ضد ” آرثر بي. جاكوبز ” و شركة أبجاك للإنتاج متهمة إياهم بإقناع عائلة الكاتب لوفتينج بفسخ الإتفاقية المبرمة مع شركتها و أشارت في دعواها إلي أنها كانت أول من إقترح تصوير الفيلم في قرية كاسل كومب كما أن سيناريو الفيلم تضمن عناصر فريدة من مسودتها الأولية مثل فكرة “إضراب الحيوانات” و التي لم تكن موجودة في الكتب الأصلية لذلك طالبت المنتجة بمنع إصدار الفيلم ما لم يتم منحها إئتمانًا علي الشاشة يُشير إلى أنها صاحبة الفكرة الأصلية .

أقرأ أيضا : تعرف على فيلم زئير المصنف بأنه أخطر فيلم تم تصويره عبر التاريخ

و علي الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها طاقم فيلم ” دكتور دوليتل ” فلم يحقق النجاح التجاري المتوقع فبعد العرض الأول في لندن بحضور الملكة ” إليزابيث الثانية ” تلقى الفيلم ردود فعل متباينة من النقاد و الجمهور فعلي الرغم من فوزه بجائزتي أوسكار لأفضل أغنية و أفضل تأثيرات بصرية و حصوله علي سبع ترشيحات أخرى إلا أن عائدات شباك التذاكر كانت مخيبة للآمال و أشارت العديد من المصادر إلي أن الفيلم مثل إحباطا كبيرا لأستوديو Twentieth Century-Fox حيث تجاوزت تكاليف الإنتاج التوقعات الأولية بشكل كبير مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *