خروف البحر هو كائن ثديي بحري عاشب ذات جسم ضخم و مستدير يتناقص عند النزول إلي ذيله المسطح على هيئة مجداف يعمل علي دفعه في المياه أثناء سباحته و هي كائنات يطلق عليها أحيانا إسم أبقار البحر و يتسم بوجه متجعد يحتوي علي شوارب مثبتة علي خطمه العريض و يوجد منه ثلاثة أنواع معروفة أكتسبت أسمائها بحسب المنطقة التي تعيش فيها حيث يوجد خروف البحر الهندي الغربي على طول الساحل الشرقي للأمريكتين بداية من فلوريدا في الولايات المتحدة و حتي البرازيل و هناك خروف البحر الأمازوني الذي يسكن نهر الأمازون بينما يعيش خروف البحر الأفريقي على طول الأنهار و السواحل الغربية في قارة أفريقيا و هي بشكل عام كائنات بطيئة في حركتها لكنها سريعة جدا تحت الماء و عادة ما يتحركون بسرعة 8 كيلومترات في الساعة و لكن عند الضرورة يمكنهم زيادة تلك السرعة إلى 24 كيلومترًا في الساعة و غالبًا ما تبقى بالقرب من سطح الماء للتنفس و هو ما يؤدي لتعرضها إلي مخاطر الإصطدام بالزوارق السريعة و السفن الأخرى .
و يتكون الهيكل العظمي لخروف البحر من عظام كثيفة جدًا تعمل علي إمتلاكه صفة الطفو المحايد و هو ما يعني أن كثافة جسمه المادي تساوي الماء الذي يسبح فيه و من المثير للإهتمام أن عظام ضلع خروف البحر صلبة تماما و تفتقر إلى النخاع الذي يصنع خلايا الدم الحمراء الذي يوجد في منطقة عظم القص كما يمتلكون أيضا ستة فقرات فقط في الرقبة في حين أن معظم الثدييات الأخرى بما في ذلك البشر و الزرافة لديهم سبع فقرات لذلك فلا يستطيع خروف البحر أن يدير رأسه بل يجب أن يدير جسمه بالكامل ليرى ما يحدث خلفه أو بجانبه و هو يمتلك زعانف أمامية جيدة الحجم و تحتوي كل زعنفة منهم علي ثلاثة أو أربعة أظافر بإستثناء خروف البحر الأمازوني الذي ليس لديه أظافر علي الإطلاق أما بالنسبة إلي عظام الزعانف فهي تشبه عظام يد الإنسان و لها عظام أصابع مفصلية .
و في حين أن عيون خروف البحر قد تبدو صغيرة إلا أن رؤيتهم حادة جدا و لديهم القدرة على التمييز بين الأشياء و الألوان و الأنماط ذات الأحجام المختلفة كما أن لديهم غشاء خاص يحمي مقلة العين من المخاطر و هم كائنات ليس لديهم رموش و لكن بدلاً من ذلك تنغلق عضلات العين بحركة دائرية مثل فتحة الكاميرا إضافة لعدم إمتلاكهم لهياكل أذن خارجية لكن من المحتمل أن يتمتعوا بسمع ممتاز بسبب أن عظام الأذن الداخلية كبيرة و التي رغم عدم دراستها بشكل مستفيض من قبل العلماء إلا أنهم يرجحون مسئوليتها عن تواصلهم تحت الماء مع بعضهم البعض حيث يصدر خروف البحر زقزقة و صفارات و صرير تعبر عن مشاعر الخوف أو الغضب أو الإثارة الجنسية كما أنها وسيلة للبقاء على إتصال مع الآخرين في المياه العكرة كما يستخدمون زعانفهم أيضًا للمس و تهدئة بعضهم البعض .
و يعيش خروف البحر في المياه الساحلية و الأنهار البطيئة الحركة و مصبات الأنهار و البحيرات و خلجان المياه المالحة و في فصل الشتاء يقومون بالهجرة إلي المياه الدافئة حيث يحتاج خروف البحر في غرب أفريقيا و غرب الهند إلى مياه تصل درجة حرارتها إلى 15.6 درجة مئوية على الأقل و في حين أنها قد تبدو مبطنة و محمية إلا أنها تتمتع بمعدل أيض منخفض و طبقة دهنية قليلة كما أن هذين النوعين يعيشان على أعتاب المياه المالحة و العذبة و لديهم نظام تنظيم داخلي يعمل مع الكلي في الحفاظ على تركيزات الملح عند مستويات يمكن التحكم فيها أما خروف البحر الأمازوني فهو يعيش في المياه العذبة بداية من منابع المياه في “كولومبيا” و ” بيرو ” و ” الإكوادور ” و حتي مصب نهر الأمازون في ” البرازيل ” أما خروف البحر في ولاية “فلوريدا” فيتواجد عند أنابيب تصريف محطة توليد الكهرباء حيث تكون المياه دافئة .
و يتغذي خروف البحر علي الأعشاب الموجودة تحت الماء حيث يمكنهم تناول ما بين 45 إلي 70 كيلوجرام من الخضار يوميًا و في الواقع كان خروف البحر الهندي الغربي حيوانًا رعيًا جيدًا و قد تم إدخاله إلى قناة بنما في الستينيات للمساعدة في مكافحة الأعشاب الضارة و زاد هذا العدد و أمتد نطاقه حتي المحيط الهادئ و بالإضافة إلي تناول الأعشاب، يأكل خروف البحر أيضًا الطحالب و يمكن أن يستهلك عُشر وزن جسمه من المواد النباتية خلال 24 ساعة و ذلك من خلال أسنان تعرف بإسم “الأضراس المتحركة” لأنها يتم إستبدالها علي مدار حياته نظرا لأنها تتآكل من النظام الغذائي الكاشط. حيث تتشكل الأضراس الجديدة في الجزء الخلفي من الفك و تتحرك ببطء للأمام لتحل محل الأسنان القديمة البالية في الأمام .
و يعيش خروف البحر دائما في المياه و لا يخرج إلى اليابسة أبدًا لذلك فهو يضع أنفه فوق الماء لإلتقاط أنفاسه كل بضع دقائق و إذا قرر أخذ قيلولة فيمكنه البقاء تحت الماء لمدة 20 دقيقة دون أخذ نفس و عندما يتنفس فإنه يقوم بذلك بشكل جيد حيث يتم إستبدال 90 بالمائة من الهواء الموجود في رئتيهم في حين أن البشر على النقيض من ذلك يستبدلون حوالي 10 بالمائة فقط و نظرا لوجوده بالقرب من سطح الماء فهو معرض لخطر الإصطدام بمراوح الزوارق المائية و بإعتباره حيوانًا عشبيًا كبيرًا فيجب عليه أن يتغذى لمدة نصف يوم تقريبًا و غالبًا ما يسبح بمفرده أو في أزواج لذلك فهو لا يحتاج إلي قائد و إذا لاحظت تواجد مجموعة من خراف البحر فقد يكون ذلك قطيعًا للتزاوج أو إجتماعًا غير رسمي لأفراد يتشاركون في الإمدادات الغذائية .
و خلال موسم التزاوج يتم مغازلة أنثى خروف البحر من قبل عشرات الذكور الذين يُطلق عليهم إسم الثيران داخل قطيع التزاوج و بعد ولادة الأبناء الذين يطلق عليهم إسم العجول لا يشارك الذكر في تربية العجل الذي يولد تحت الماء بعد حوالي 12 شهرًا من الحمل و الذي بمجرد خروجه للحياة تقوم الأم بمساعدة صغيرها على الصعود إلى السطح لإستنشاق الهواء فور الولادة حيث يكون قادرًا على السباحة بمفرده بعد حوالي ساعة و خلال طفولتهم ترضع العجول لمدة 18 شهرًا تقريبًا بينما تتغذى الأم على الأعشاب المائية و الطحالب و بعدها يصبح الصغير ناضجًا في عمر الخمس سنوات تقريبًا حال كان أنثي و 10 سنوات للذكر .
و يواجه خروف البحر العديد من المخاطر حيث تعتبر التماسيح و أسماك القرش هي ألد أعدائها نظرا لمداومتهم إفتراسها خاصة الأنواع الصغيرة و الضعيفة منها إضافة إلي الأنشطة البشرية مثل ركوب القوارب و الصيد و التلوث و التي أثرت بالسلب على الأنواع الثلاثة حيث يرجع نصف وفيات خراف البحر في غرب الهند لإصطدام القوارب بها كما يتم القبض عليهم أيضًا في شباك الصيد بمنطقة الأمازون و غرب إفريقيا التي يقومون فيها بإصطيادها أيضا من أجل لحومها كما أنه في عام 2013 وصلت وفيات خروف البحر في “فلوريدا” إلي مستوى قياسي بمعدل 829 فردًا و كان هذا أكثر من ضعف عدد الوفيات مقارنة بالعام السابق و مثل خسارة بنسبة 17 بالمائة من تعدادهم و ذلك نتيجة وجود زيادة طفيفة في أحداث المد الأحمر السامة التي تفاقمت بسبب الجريان السطحي الزراعي و النفايات البشرية و إرتفاع درجات حرارة المياه حيث يؤدي ذلك إلي تكون سموم عصبية تسمي البريفيتوكسين تلتصق بالطحالب التي تتغذي عليها و تعمل علي إصابتهم بالشلل بشكل يؤدي إلي إختناقهم .
و تعتبر جميع أنواع خروف البحر الثلاثة معرضة لخطر الإنقراض نتيجة تتناقص أعدادها حيث كانوا من بين الحيوانات الأولي المدرجة في قانون الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض و في عام 2017 أعلنت هيئة الأسماك و الحياة البرية الأمريكية أن خراف البحر الهندية الغربية في “فلوريدا” مهددة مما يعني أنها لا تزال محمية بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض و يبلغ عدد خراف البحر الآن حوالي 6620 و رغم حدوث زيادة ملحوظة في أعدادهم من المئات إلي الألاف إلا أنها تعتبر غير كافية و لا يزالون عرضة لعدد من التهديدات بما في ذلك تغير المناخ الناجم عن الإحتباس الحراري و التلوث و الأنشطة البشرية .
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب :سيرينيا .
- العائلة : تريشيشيداي .
- العمر : يتراوح عمره عادة ما بين 50 إلي 60 سنة .
- فترة الحمل : 12 شهر .
- عدد الصغار عند الولادة : 1 و يطلق عليه إسم عجل .
- سن الرشد : الإناث 5 سنوات و الذكور 10 سنوات .
- الطول : بالنسبة إلي الصغار من 1.2 إلى 1.3 متر بينما البالغين من 2.4 إلى 4 أمتار .
- الوزن : بالنسبة إلي الصغار 27 إلى 31.7 كيلوجرامًا بينما البالغين 27 إلى 590 كجم .
معلومات سريعة عن خروف البحر
- أقرب الأقارب الأحياء لخروف البحر هم الفيل و الوبر .
- تتكون رتبة سيرينيا من ثلاثة أنواع من خروف البحر و ثدييات بحرية نادرة أخرى تسمى أبقار البحر .
- الاسم اليوناني لرتبة سيرينيا مشتق من صفارات الإنذار في الأساطير اليونانية و التي كانت عبارة عن حوريات البحر التي تستدرج البحارة إلى جزيرتهم بأغانيهم الساحرة.
- يحتوي خروف البحر الهندي الغربي على نوعين فرعيين و هو خروف البحر في جزر الأنتيل و فلوريدا.