حكم كرة القدم هو الشخص المسؤول عن تفسير و تطبيق قوانين اللعبة أثناء المباراة كما أن لديه سلطة اتخاذ القرارات النهائية في جميع الأحداث المتعلقة بها و المتحكم فى بدء اللعبة و إيقافها و فرض الإجراءات التأديبية ضد اللاعبين و المدربين حال إرتكابهم أخطاء أثناء المباراة حيث كان قديما يعاونه اثنان من الحكام المساعدين الذين يقدمون له المشورة بشأن ما إذا كانت الكرة قد غادرت منطقة اللعب أو للفت إنتباهه عند حدوث أي انتهاكات لقوانين اللعبة لم يلحظها خلال المباراة و رغم أن رأيهم إستشاريا و غير ملزم له الا أنه فى أغلب الأوقات يتماشي مع حكمهم ثم حدث تطوير فى التحكيم داخل اللعبة بإضافة حكم رابع يشرف على المجالات الفنية للفرق و يساعد حكم كرة القدم في المهام الإدارية و مؤخرا تم إضافة حكام أخرين يختصون بإدارة تقنية الفيديو ( الفار ) و لمزوالة تلك المهنة فيتطلب الأمر الحصول على رخصة تمنح بعد قضاء فترة تدريبية من قبل المنظمات الرياضية المختصة .
تاريخ حكم كرة القدم
وصف “ريتشارد مولكاستر” الحكام في كرة القدم لأول مرة عام 1581 بأنه قاضي فوق الأطراف و في العصر الحديث تمت دعوة الحكام لأول مرة في ألعاب كرة القدم بالمدارس الإنجليزية العامة و لا سيما كرة القدم في “إيتون” عام 1845 حيث يظهر تقرير مباراة لها عام 1842 الاعتماد عليهم في ادارة مباراة بين نادي ” بودى جاردز ” و ” فيرنوفت ” و في السنوات الأولى لتلك الرياضة بعد تقنينها كان من المفترض أنه يمكن تسوية الخلافات بشكل مناسب من خلال المناقشة بين اللاعبين المحترمين من بين كلا الفريقين الذين لم يرتكبوا أي خطأ مطلقًا و مع ذلك عندما أصبح اللعب أكثر تنافسية زادت الحاجة إلى وجود مسئولين عن ادارة المباراة حيث كان فى البداية حكمان واحد لكل فريق ثم بعد ذلك حدثت هيكلة كبرى لتلك الوظيفة عام 1891 ليصبح حكم كرة القدم على ما هو عليه الأن .
سلطات و واجبات حكم كرة القدم
بموجب قانون اللعبة فيستحوذ حكم كرة القدم على عدد من السلطات و الواجبات أبرزها :
سلطات عامة
- المسئول عن فرض قوانين اللعبة .
- يتحكم في المباراة بالتعاون مع حكام المباراة الآخرين .
- يعمل كحارس للوقت و لدية سلطة بدء اللعب و ايقافه و استئنافه و يزود مسئولين اللعبة بتقرير عن المباراة بما في ذلك معلومات عن الإجراءات التأديبية و أي حوادث أخرى حدثت قبل المباراة أو أثناءها أو بعدها كما يسمح بايقاف اللعب عند حدوث مخالفة و استئنافها بعد ذلك .
الإجرائات التأديبية
- لدي حكم كرة القدم صلاحيات على تنفيذ عقوبات نظير المخالفات الخطيرة التى ترتكب سواء كانت جسدية أو ذات تأثير تكتيكي مثل منع احراز هدف مؤكد بالعرقلة او ابعاده باليد .
- يتخذ إجراءات تأديبية ضد اللاعبين المذنبين بارتكاب مخالفات إما بالإنذار أو الطرد بحسب تقديره للمخالفة .
- لديه سلطة اتخاذ أى إجراء تأديبي منذ لحظة دخول اللاعبين الى ميدان اللعب قبل بدء المباراة و حتى مغادرتهم منها بعد إنتهائها و إذا ارتكب اللاعب قبل دخول الملعب مخالفة تستوجب الطرد فإن الحكم له سلطة منع اللاعب من المشاركة في المباراة .
- لديه القدرة على إظهار البطاقات الجزائية سواء كانت الصفراء أو الحمراء و اضافة بعض من الوقت لتعويض التوقفات و إحتساب ركلات جزائية من علامة الجزاء .
- اتخاذ إجراءات ضد مسؤولي الفريق الذين لا يتصرفون بطريقة مسؤولة سواء كان بالإنذار أو الطرد من ميدان اللعب و محيطه المباشر بما في ذلك المنطقة الفنية و إذا لم يتم التعرف على مرتكب الخطأ فإن المدرب الأول الموجود في المجال الفني هو من سيتلقى العقوبة بإستثناء مسؤول الفريق الطبي حال ارتكابه مخالفة إذا لم يكن لدى الفريق أي طبيب آخر لأهمية وجوده إذا احتاج اللاعب إلى رعاية طبية .
- يتصرف بناءً على نصيحة حكام المباراة الآخرين فيما يتعلق بالحوادث التي لم يراها بنفسه .
تأهيل حكم كرة القدم
يكون تأهيل حكم كرة القدم مع الحكام المساعدين على المستوى الوطني حيث يطالب الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بأن ينشئ كل إتحاد وطني لجنة حكام مكونة من مسؤولين سابقين لديهم سلطة على التحكيم في تلك الدولة كما يشترط ” الفيفا ” للحصول على رخصة مزاولة تلك المهنه أن يجتاز اختبارات لإظهار اللياقة البدنية الكافية و المعرفة بقوانين اللعبة بالإضافة إلى الفحص الطبي السنوي و بشكل عام يجب أن يتمتع الحكام بخبرة أكبر من أجل إدارة مباريات ذات مستوى أعلى كما يُدرج حكام النخبة فى قوائم حكام الفيفا الدولية التى تسمح لهم بإدارة المباريات الدولية بين الدول .
أدوات حكم كرة القدم
يرتدي حكم كرة القدم زى رياضي مميز عن باقى اللاعبين و عادة ما يتألف من لون مختلف عن ملابس الفريقين و في أوائل القرن العشرين كانوا يرتدون سترة بدلاً من زيهم الحالى و تقليديًا كان هذا الزي دائمًا أسود بالكامل إلا إذا كان أحد الفريقين يرتدي قميصًا داكنًا للغاية و في هذه الحالة يرتدي الحكم لونًا آخر (أحمر عادة) لتمييزه عن كلا الفريقين و في نهائيات كأس العالم عام 1994 تم تقديم قمصان جديدة أعطت المسؤولين خيارًا من اللون الاحمر أو الأصفر أو الأبيض و في الوقت نفسه أدى إنشاء الدوري الإنجليزي الممتاز في “إنجلترا” إلى ارتداء الحكام لقمصان خضراء و لكن حدثت تغييرات بعد ذلك لاعتبارات النقل التلفزيوني و منذ ذلك الحين يرتدي معظم الحكام اللون الأصفر أو الأسود و لكن من الممكن ان تتغير الألوان بحسب البطولات الوطنية أما بالنسبة للمسابقات الدولية تحت إشراف ” الفيفا ” فيتم ارتداء زي ” أديداس ” لأنها هي الراعي الحالي حيث يسمح الاتحاد الدولي للحكام بارتداء خمسة ألوان و هم الأسود و الأحمر و الأصفر و الأخضر و الأزرق , و إلى جانب القميص فى الأعلى يُطلب من الحكام ارتداء سراويل قصيرة سوداء و جوارب سوداء (مع خطوط بيضاء في بعض الحالات) و أحذية سوداء و غالبًا ما يتم لصق الشارة التي تعرض مستوى ترخيص الحكم و سنة الصلاحية على الجيب الأيسر للصدر .
و بجانب زى حكم كرة القدم الرسمي يحمل جميع الحكام صافرة و ساعة و بطاقات جزاء و محفظة بيانات بها قلم و ورقة و عملة معدنية لتحديد الفريق الذي لديه اختيار ركلة البداية أو ضربات الترجيح و يتم تشجيع معظمهم على وضع أكثر من واحدة منهم تجنبا لسقوط الصافرة أو نفاد القلم و ما إلى ذلك و في كثير من الأحيان يستخدم الحكام ساعتين حتى يتمكنوا من استخدام إحداها لحساب الوقت الضائع للتوقف لأغراض الوقت الإضافي و في البطولات القوية يرتدي الحكام سماعة تثبت على الرأس و الأذن و تعمل باللاسلكى و تخصص للتواصل مع مساعديهم و يستخدم الحكام المساعدين الرايات الإلكترونية التي ترسل إشارة إلى الحكم عند الضغط على زر .
الصافرة
يستخدم حكم كرة القدم صافرة لمساعدته على التحكم في المباريات لإيقاف اللعب أو بدء أستئنافه و لكن لا يتم استخدامها لجميع عمليات التوقف أو الإستئناف حيث لا يُنصح بالإفراط في استخدامها لأنه كما هو مذكور في القوانين “الصافرة التي يتم استخدامها بشكل متكرر للغاية و دون داع يكون لها تأثير أقل عند الحاجة إليها ” .
و قبل الإعتماد على الصافرة كان حكم كرة القدم فى المباريات السابقة يشير إلى قراراته بالتلويح بمنديل أبيض ثم تم تبنيها لأول مرة من قبل الحكام بواسطة “جوزيف هدسون” بمنطقة ” ميلز مانشنز ” فى “برمنجهام” بإنجلترا و كثيرا ما يقال إن صافرة حكم كرة القدم استُخدمت لأول مرة في مباراة بين “نوتنجهام فورست” و “شيفيلد نورفولك” عام 1878 رغم ان السجل التاريخي لنادى “نوتنجهام فورست” عام 1872 يشير الى عملية تسجيل شراء “صافرة حكم” و في عام 1928 صدر مقال يشير الى أنه فى سبعينيات القرن التاسع عشر كانت تستخدم الصافرة من قبل الحكام للإشارة الى حدوث انتهاك ما و لكن لم يتم ذكر الصافرة في قوانين اللعبة حتى عام 1936 حيث وضع قانون ينص على أن اختصاص الحكم فيما يتعلق بقوانين اللعبة يبدأ من الوقت الذي يطلق صافرته لبدء المباراة و في عام 2007 عندما وسع مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) قوانين اللعبة بشكل كبير بدء فى التوضيح بشكل أكبر كيف و متى يجب استخدام الصافرة كآلية اتصال و تحكم .
التمركز و المسئوليات
يُعرف النظام السائد لتحديد المواقع و تقسيم المسؤولية الذي يستخدمه حكام كرة القدم في جميع أنحاء العالم باسم نظام التحكم القطري و فيه يتمتع الحكم بسلطة اتخاذ القرار النهائية في جميع الأمور و يساعده اثنان من الحكام المساعدين لتقديم المشورة التى لا يتم تنفيذها الا اذا وافق الحكم الرئيسي عليها و هو حكم الساحة الذى لديه سلطة إلغاء قرار الحكم المساعد من جانب واحد كما أنه الوحيد فى الملعب المخول له بدء اللعب و إيقافه و ضمان تنفيذ الإجراءات التأديبية مثل الإنذارات أو الطرد .
و في ملعب يمتد من الشمال إلى الجنوب يجري حكم مساعد واحد (AR) على خط التماس الشرقي من خط المرمى الشمالي إلى خط المنتصف بينما يركض الحكم المساعد الآخر على خط التماس الغربي من خط المرمى الجنوبي إلى خط المنتصف و بشكل عام تتمثل واجبات الحكام المساعدين في الإشارة باستخدام راياتهم إلى حدوث مخالفة تسلل في نصفهم أو خروج الكرة من الملعب و إذا تم تنفيذ خطأ خارج نطاق نظر الحكم يكون المساعدين في خط يسمح لهم بكشف التسلل و مع ذلك فإن الحكم المساعد له أيضا أدوار فيما يتعلق بمخالفات الركلات الركنية و الجزاء و التماس .
و يقوم حكم الساحة الرئيسي بدوريات على طول الملعب لتغطية الأرض التي لا يغطيها المساعدين و يعمل بشكل عام في نمط قطري من الربع الجنوبي الشرقي من الميدان باتجاه الربع الشمالي الغربي و من هنا جاء مصطلح “نظام التحكم القطري” و يلاحظ أن هذا النمط ليس مسارًا محددًا و لكنه دليل عام يجب تعديله وفقًا لأسلوب اللعب و مكانه في وقت معين و ما إلى ذلك و أحيانا قد يقرر حكم الساحة الركض من اتجاه الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي و عليه فيجب على المساعدين وضع أنفسهم وفقًا لذلك لتكون النتيجة نظام تحكم قطريًا صحيحًا حيث يعرف ذلك النظام بإسم ” نظام التحكم القطري العكسي “و لكن في المباريات الدولية كان ” نظام التحكم القطرى ” شائعا جدا منذ الستينيات في جميع أنحاء العالم و المفضل لمعظم الحكام في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين .