تمثال يقف شامخا و يستقر بموقعه المطل على خليج نيويورك منذ اواخر القرن التاسع عشر بعد أن صممه النحات الفرنسى فريدريك بارتولدى و أشرف على إنشاء هيكله المعدنى جوستاف ايفل حيث أرسلته فرنسا الى الولايات المتحده كهدية تذكاريه لتدعيم العلاقات بين البلدين بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية حيث أصبح تمثال الحريه رمزا للولايات المتحدة و أيقونة للمبادئ و المثل الأمريكيه مثل الحرية و الديموقراطيه و يعد حاليا واحدا من أكبر الوجهات السياحية في العالم حيث يزروه سنويا ما لا يقل عن أربعة مليون سائح .
و فى تلك المقاله سنبتعد قليلا عن المعلومات التاريخيه و التقليديه حول ذلك التمثال و نبحر لنختار بعضا من المعلومات التى قد يكون بعضها غريبا او لا يعرفها البعض .
كان من المفترض ان يكون التمثال منارة لارشاد السفن
رغم انه فى وقتنا الحالى يعد التمثال رمزا للعالم الحر الا ان الوضع كان مختلفا فى الماضى حيث كان من المفترض ان يكون منارة لإرشاد البواخر و كانت الشعلة الموجودة فى اليد اليمنى من التمثال ستستخدم كأداة ملاحية للسفن التى تدخل الى نيويورك و لكن و لسوء الحظ لم يتمكن المهندسين من إشعالها بنجاح للقيام بذلك الغرض حيث كان الضوء المنبعث من التمثال سيئًا للغاية واعتبر خافتًا جدًا ليكون فعالًا بشكل كافى بالاضافة الى أن جزيرة ليبرتي كانت بعيدة جدًا عن اليابسة لتكون موقعًا جيدًا لمنارة في المقام الأول فتم صرف النظر عن تلك الفكرة .
كان لدى توماس إديسون خطه لجعل تمثال الحريه يتكلم
و لما لا فالمخترع الشهير ” توماس إديسون ” كان فى تلك الفترة قادرا على فعل المعجزات حيث اقترح وضع فونوغرافًا ضخمًا داخل التمثال ليجعله يتحدث فعندما قدم للجمهور لأول مرة الفونوجراف أخبر الصحف بأن لديه خططًا لتثبيت نظام صوتى بدائي يسمح للتمثال بالقاء الخطب التي يمكن سماعها حتى الجزء الشمالي من مانهاتن وعبر الخليج .
تم تبديل الشعله الأصليه بواحدة جديدة
وحدث ذلك بين عامى 1982 و 1986 عندما خضع التمثال لأعمال تجديد حيث تضررت الشعلة الأصلية بسبب التآكل الناجم عن تسرب الماء والثلوج من خلال النوافذ التي تم تركيبها خلال أعمال الترميم السابقة في عام 1916 و انقطعت أجزاء من النحاس الموجود على لهب التمثال لذلك تم صناعة شعلة جديدة لتبدو تمامًا مثل القديمة و صنعت من قبل حرفيين الفرنسيين و الذين استخدموا طريقة نقش تسمى “ريبوس” و هي نفس الطريقة التي استخدمها النحات “فريدريك بارتولدي” لبناء تمثال الحرية بأكمله بما في ذلك الشعلة , و بينما كانت أجزاء من الشعلة الجديدة مغطاة بالنحاس كان اللهب مغطى بورق الذهب و حاليا توجد الشعلة القديمة في متحف تمثال الحرية.
كان تمثال الحريه مخصصا فى البدايه لقناة السويس فى مصر
و هى حقيقه حيث لم يكن النحات الفرنسي بارتولدي و الذي صمم التمثال بوضع التصميم الأساسي خصيصًا لأمريكا فعندما كان شابا وقع في حب الشرق و سحره حيث سافر الى مصر و معه تصميم لتمثال الحريه للقاء الخديوى اسماعيل الذى اراد وضع تمثال عملاق عند مدخل القناة و نتيجة لضخامة تكاليفه تم الغاء الفكرة و فشلت صفقة مصر لذلك وصل “بارتولدي” إلى الولايات المتحدة مع اقتراحه بشأن تمثال الحرية في عام 1871 و كان بعكس المصريين متساهلا فى سعره مع الامريكيين و الذين وافقوا على الفور .
بمجرد ازاحة الستار عن تمثال الحريه حدثت احتجاجات من جمعية حقوق المرأة
افتتح التمثال رسميا على مدخل خليج نيويورك عام 1886 حيث تم الكشف عنه بعد ازاحة الستار حيث قوبل ذلك الافتتاح بالاستهجان من قبل جمعية حقوق المرأة و التى ابدت أسفها لأن شخصية نسائية ضخمة ستقف في ميناء نيويورك تمثل الحرية في حين أن معظم النساء الأميركيات لم يكن لديهن حرية التصويت بالاضافة الى حضور امرأتين فقط لحفل الافتتاح و هم زوجة بارتولدي وابنة فرديناند ديليسبس البالغة من العمر 13 عامًا و هو المهندس الفرنسي الذي صمم قناة السويس و تم اجبار زوجات أعضاء اللجنة الأمريكية على مشاهدة الإجراءات من سفينة تابعة للبحرية قبالة الجزيرة حيث قامت الناشطات فى تلك الجمعيه باستئجار قارب للدوران حول الجزيرة أثناء إزاحة الستار و حاولوا الصراخ للتشويش على خطابات الافتتاح لكن لم يكن من الممكن سماعهم نتيجة ضجيج صفارات السفن و طلقات المدافع في الميناء.
لم يكن لون التمثال أخضرا فى السابق
لم يكن التمثال قديما يحمل اللون الأخضر الموجود حاليا فمع تشييد التمثال في باريس بثمانينيات القرن التاسع عشر تم صناعته من الخارج بالنحاس غير المعالج و بعد تدشينه على خليج نيويورك بدء لونه مع مرور الوقت يتحول ببطء الى اللون الاخضر نتيجة الأكسدة و التى تسببت فى ظهور الزنجبار الأخضر الذي غطاه بالكامل بحلول عام 1906 حيث من المعروف ان اللون الأصلى للتمثال كان أكثر لمعانا .
خطط بارتولدي أن يكون التمثال مغطى بالذهب
اقترح النحات بارتولدي أن يجمع الأمريكيون الأموال لتذهيب التمثال و ذلك من أجل جعلها مرئية و شديدة اللمعان بعد حلول الظلام و لكن نظرًا لمدى الصعوبة التي كان عليها جمع الأموال الكافية لوضع التمثال في ميناء نيويورك لم يتابع أحد دفع التكلفة الهائلة لتغطية التمثال الضخم بالذهب.
اسم التمثال الحقيقى ” “الحرية المنيرة للعالم”
ربما يكون اسم ” تمثال الحريه ” هو الأشهر الا انه مجرد لقب اطلق عليه ففي عام 1875 قام بارتولدي وشركاؤه بتشكيل الاتحاد الفرنسي الأمريكي كاداة لجمع التبرعات لذلك المشروع والذي أطلق عليه اسم “الحرية المنيرة للعالم”.