بمجرد مشاهدته قد تجده كرسيا خشبيا طبيعيا و ليس به اى شئ يميزه عن الكراسى الأخرى من ناحية الشكل الا انه معروف للجميع بأن كل من جلس عليه لم تكتب له النجاه باعتباره من أسرع وسائل الانتقال للعالم الأخر و اذا ذكرت إسمه يوما امام أى مواطن امريكى سوف تجد ان ملامحه قد صارت متشائمه لارتباط إسمه دائما بالموت حيث يعد الكرسي الكهربائي واحدا من أشهر ادوات تنفيذ أحكام الاعدام على المدانين بقضايا مختلفه داخل الولايات المتحدة و التى شهدت بعضها أحداثا مريعه خلال عمليات التنفيذ و رغم ان الاعتماد عليه حاليا قد أصبح قليلا بعض من الشئ الا انه لا يزال ما بين الحين و الاخر يتم استخدامه من قبل السلطات لتحقيق العدالة على المجرمين .
و فى تلك المقاله سوف نستعرض عشرة حقائق حول الكرسي الكهربائي
بعض من نفذ فيهم حكم الأعدام إشتعلت فيهم النيران
قد يكون الكرسي الكهربائى بجانب أنه اداة للقصاص و لكن أيضا وسيلة للتعذيب حيث أوضحت احدى الاحصائيات التى صدرت عام 2016 أن تسعة من بين 744 شخصًا تم إعدامهم في الولايات المتحدة ماتوا و هم محترقين اثناء جلوسهم على الكرسي الكهربائي نتيجة اخطاء فى عملية التنفيذ و هو الامر الذى أثار الكثير من الجدل حول قسوة تلك الطريقه أعقبتها ظهور دعوات من بعض الاطراف الى تغييرها و استخدام وسائل اخرى قد تكون أكثر رحمة مثل الحقن المميتة و لكن على الجانب الاخر كان لا يزال هناك فريقا متمسكا بها باعتبار ان قسوته على المدان قد يكون فيها شيئا من العداله نتيجة جرمه الذى ادى به الى ذلك المكان حيث كان ” توماس إديسون ” واحدا من أهم المؤيدين لاستخدامه فى تنفيذ أحكام الاعدام عوضا عن الشنق .
و لأمثلة على ذلك ففى عام 1982 جلس “فرانك جيه كوبولا” على ذلك الكرسي في ولاية “فيرجينيا الامريكيه” بعد ادانته بالقتل الوحشى لـ “موريل هاتشيل ” أثناء عملية سطو عام 1978 و حكم عليه بالاعدام و عند التنفيذ لم تسر الامور وفقًا للخطة حيث تم حرقه لمدة 55 ثانية تقريبًا و خلال تلك الفترة سمع الشهود أصوات لا لبس فيها من حرق لجلده البشرى كما اشتعلت النيران في رأسه و قدمه سرعان ما امتلأت غرفة الموت بالدخان وأصبح من الصعب للغاية رؤية جسده , و تكرر نفس الحادث أثناء تنفيذ عملية إعدام “بيدرو ميدينا” عام 1996 في سجن ولاية “فلوريدا” و التى عقب عليها الجنرال “بوب باتروورث” المدعي العام للولاية في ذلك الوقت إن الموت الفظيع لمولينا سوف يجعل الآخرين يفكرون مرتين قبل الاقدام على قتل شخص ما في ولايتنا و يضيف بأن الأشخاص الذين يرغبون في ارتكاب جريمة قتل من الأفضل ألا يفعلوا ذلك في ولاية “فلوريدا” لأننا قد نواجه مشكلة مع كرسينا الكهربائي و هو الامر الذى يعنى من تصريحاته بأنه يعلم أن هناك مشكلة و هو لا يهتم بإصلاحها لذلك فمن الأفضل ألا ينتهي بك الأمر فيه لأنه لا يستطيع ضمان موت سهل و سريع لك حال جلوسك عليه .
ليس كل من جلس عليه مذنبا بل بعضهم برئ
و هى حقيقة واقعة بالفعل و يستخدمها الحقوقيين كحجة فى دعواتهم لالغاء أحكام الاعدام حيث قال “ويليام بلاكستون” مقولته الشهيرة : “من الأفضل أن يهرب عشرة مذنبين من أن يعاني برئ واحد “و رغم تلك الدعوات الا أنها تقابل بالاستهجان من قبل الكثيرين بل ان البعض منهم يقللون من فداحة تنفيذ احكام الاعدام على أشخاص بريئة بدعوى أن الموت العرضي لشخص بريء هو ثمن زهيد يتم دفعه مقابل إعدام مجرمين شنيعين و حتى اللحظة و بحسب مركز معلومات عقوبة الإعدام فلا توجد طريقه لمعرفة عدد الأبرياء الذين تم إعدامهم في الولايات المتحدة ومع ذلك فهو يذكر بعض الأمثلة التى تعود الى أشخاص قدمت فيهم أدلة ضعيفه او تنفى ارتكابهم للجريمة التي أعدموا من أجلها حيث القى القبض على “ليو جونز” في “أولد سباركي” لقتله ضابط شرطة في جاكسونفيل بولاية فلوريدا و فى خلال ساعات من اعتقاله وقع على اعتراف ضمنى بتنفيذه تلك الجريمه و التى شابتها بعض من الشكوك بأنها كانت تحت الاجبار و التى ازدادت بعد سنوات قليلة نتيجة طرد الرجل الذي ألقى القبض على “جونز” من قوة الشرطة لارتكابه مخالفات أخلاقية حيث اعترف زميل له في وقت لاحق بأن هذا الشرطي كان معروفًا بأنه يتسم بالوحشيه و تعذيب الكثير من المشتبه بهم و لكن رغم تلك الشكوك الا انه تقدم العديد من الأشخاص كشهود إثبات وأشاروا إلى أن “جونز” قتل ضابط الشرطة ببندقية قنص عام 1981 الا انه خلال تلك الفترة الطويلة بين اعتقاله وإعدامه تراجع شهود الاثبات عن افادتهم و قالوا ان الاعتراف ربما قد يكون حدث تحت الاجبار و التعذيب و رغم كل ذلك التضارب فقد رفضت المحكمة طلبات الاستئناف و نفذ فيه الحكم عام 1998 .
كما انه فى عام 1990 أُعدم “جيسي تافيرو” بتهمة قتل “دونالد إيروين وفيليب بلاك” عام 1976 وهما ظابطان في دورية الطرق السريعة في ولاية ” فلوريدا ” و الذين كانوا يقومون بفحص روتيني لسيارة كانت متوقفة عند استراحة كان بداخلها “تافيرو” و شركائه “سونيا جاكوبس” و “والتر رودس” نائمين بها حيث ادعى “رودس” بعد القاء القبض عليهم أن تافيرو هو من أطلق النار على الرجال و كان بالفعل المسدس موجودا في حزام خصر “تافيرو” و في المحاكمة واصل “رودس” الاصرار على براءته وادعى أن “تافيرو” و “جاكوبس” هما الجناه ليتم الحكم عليه بثلاثة أحكام بالسجن مدى الحياة حتى أطلق سراحه عام 1994 اما الباقين فقد حُكم على “جاكوبس” بالإعدام و لكن تم تخفيفه لاحقًا إلى السجن مدى الحياة أما “تافيرو” فلم يكن محظوظًا و مات على الكرسي الكهربائي و لسوء حظه كان هناك عطل به لذلك استغرق تنفيذ إعدامه 13 دقيقة و بعد مرور سنوات اعترف “رودس” بارتكاب تلك الجريمة و ان “تافيرو” برئ .
قد لا يعمل الكرسي الكهربائي من المرة الأولى
رغم المشكلات المرتبطة بجهاز الكرسي الكهربائي الا انه على الأقل قد يقوم بمهمته فى النهايه الا ان الوضع كان مختلفا فى حالة المراهق ذو 16 عاما “ويلي فرانسيس” عام 1946 و الذى كان حدثا صغير السن من أصول أفريقيه و حُكم عليه بالإعدام على الرغم من صغر سنه بعد اتهامه بقتل صيدلي يدعى “أندرو توماس” في “لويزيانا” عام 1944 حيث ظل مقتله لغزا دون حل لمدة استمرت لتسعة أشهر كامله و في أغسطس عام 1945 تم القبض على “فرانسيس” بتهمة أخرى و العثور على محفظة “توماس” داخل جيبه حيث اعترف بارتكابه الجريمه بدعوى ان “توماس” قد حاول التحرش به و كان اعترافه دون حضور محام حيث استمرت المحاكمة أكثر من يوم شابتها العديد من الشكوك فى عدم وجود اى أدلة حقيقيه او التحقق من صدق تلك الاعترافات و انها لم تكن تحت التعذيب و الأسوأ من ذلك أن المحامين الذين عينتهم المحكمة لفرانسيس لم يكلفوا أنفسهم عناء الدفاع عنه ولم يستدعوا أي شهود نفى و لم تستغرق هيئة المحلفين و المكونة من 12 رجلاً أبيض سوى 15 دقيقة فقط لإدانة “فرانسيس” رغم انه تم الكشف لاحقًا عن أن نائب الشرطة في تلك المنطقة كان قد هدد بقتل “توماس” و تم العثور على بندقيته بالقرب من مكان الحادث لكنها اختفت مع الرصاص من أدلة الشرطة قبل المحاكمة و في مايو عام 1946 تم وضع “فرانسيس” على الكرسي الكهربائي و بمجرد تشغيله لم يقم الكرسي بعمله وبحسب ما ورد صرخ “فرانسيس” “أنا برئ و لا أريد ان أموت” وتوسل إلى ضباط السجن لخلع غطاء الرأس عنه و المصنوع من الجلد و عندما حدث ذلك و تم وضع التوصيلات مرة أخرى كانت بشكل غير صحيح من قبل أحد حراس السجن المخمورين و هو الامر الذى أدى الى فشل تنفيذ الاعدام .
و بعد عملية الإعدام الفاشلة قرر المحامي الشاب “برتراند ديبلان” أن يتولى قضية “فرانسيس” لأنه يعتقد أنه لا ينبغي أن يتعرض الشاب لعقوبة قاسية و غير عادية مرة أخرى و رغم دفاعه الحماسي الا ان المحكمة العليا رفضت الاستئناف و جلس “فرانسيس” على الكرسي الكهربائي للمرة الثانية في 9 من مايو عام 1947 و في هذه المرة سار الإعدام وفقًا للخطة و توفي “فرانسيس” البالغ من العمر 18 عامًا وقتها لاتهامه بجريمة ربما لم يرتكبها.
الجالسون على الكرسي الكهربائي يفقدون السيطرة على وظائفهم الجسدية والعصبيه
خلال تنفيذ حكم الاعدام على القاتل المتسلسل سيئ السمعة “تيد باندي” اشارت الروايات الى انه بكى بلا حسيب ولا رقيب أثناء اقتياده إلى ” أولد سباركي ” حيث قام ضباط السجن بضربه على مؤخرته للتأكد من أنه لن يتغوط اثناء التنفيذ و رغم ان تلك العملية قد تبدو سخيفه الا انها منطقيه نظرا الى انه سوف يفقد التحكم على وظائفه الجسدية أثناء صعقه بالكهرباء حيث سينتفض جسده و ينتفخ بشكل لا يمكن السيطرة عليه مما يعني أن التغوط اللاإرادي او التبول هو أمر شائع لذلك من الطبيعي أن يتم تقديم حفاضات للسجناء لتجنيبهم تلويث أنفسهم في لحظاتهم الأخيرة و عندما يحين وقت الموت يعطي مأمور السجن إشارة إلى الجلاد الذي يسحب المفتاح لتوصيل الطاقة حيث يسرى فى جسد السجين ما يتراوح ما بين 500 الى 2000 فولت لمدة تصل إلى 30 ثانية ثم يقوم الجلاد بإيقاف التيار فيرتاح جسد السجين ثم يأتى دور الأطباء و الذى يتعين عليهم الانتظار لبضع ثوان للسماح للجسم ان يبرد قبل التحقق لمعرفة ما إذا كان قلب ذلك الشخص لا يزال ينبض ام لا و إذا كان لا يزال حيا فإن الجلاد يطلق موجة أخرى من الكهرباء حتى إعلان وفاة المحكوم عليه .
و بالاضافة الى ذلك فأثناء تنفيذ عملية الصعق يتضخم جلد النزيل بسبب تورم الأنسجة لدرجة انه إذا لمس أحد الأطباء الجلد بعد فترة وجيزة من الصعق بالكهرباء فسوف تتساقط أجزاء منه حيث كانت هناك بعض من الروايات المروعة حقًا حول حالة الجسد و إذا كان الشخص المدان “محظوظًا” ، فسوف يموت بعد الصدمة الأولى و إذا لم يكن الأمر كذلك فمن الممكن أن تصبح الأمور مؤلمة للغاية كما في حالتي “تافيرو” و “فرانسيس” حيث كانت هناك الحاجة الى صدمات متعددة و وردت أنباء عديدة عن صراخ سجناء وصياحهم أثناء الإعدام .
أقرأ أيضا : تذيب العينين و تؤدى الى تفحم الجلد .. تسعة معلومات صادمة عن تأثيرات الإصابة بالصعق الكهربائى
لا يتطلب الأمر سوى القليل من الكهرباء لقتلك
في العصر الحديث نحن نعتمد بشدة على الكهرباء في جوانب متعددة من حياتنا اليومية و رغم فائدتها الا انها من الممكن ان تكون قاتله حيث تعمل اجسادنا كموصلات لها و تعتبر البشرة الرطبة أكثر تأثرا للكهرباء بما يصل إلى 100 مرة من البشرة الجافة و هذا هو سبب حلق رؤوس النزلاء و وضع إسفنجة مبللة على رؤوسهم و التى بمجرد تلقيهم لصدمة كهربائية فإن التيار يثقل كاهل الجهاز العصبي و يمنع الوظائف الرئيسيه مثل ضربات القلب و ردود الفعل من العمل حيث تؤدي الصدمة الكهربائية القوية إلى إصابة القلب بتسارع فى الخفقان و بشكل يكون غير قادر على ضخ الدم عبر الجسم بشكل فعال .
و يعتمد المستوى الذي تكون فيه الكهرباء خطرة على الانسان بعدد من العوامل ففي بعض الحالات يكفي 50 فولتا فقط للتسبب في رجفان القلب كما ان التيار ذات شدة 7 مللي أمبير عند وصوله الى قلبك و استمراره لثلاث ثوانى قد تكون جرعة كافيه لقتلك لذلك فعندما يتعلق الأمر بالكرسي الكهربائي فإن السلطات تتبنى نهج “المزيد من الأفضل”حيث يقومون باستخدام جهدًا أوليًا قدره 2450 فولت يستمر لمدة 15 ثانية و تقوم بتوصيل إجمالي 6 أمبيرات او 6000 ميلى امبير و هى كافيه فى أن تتسبب بارتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 90 درجة مئويه مما يؤدي إلى تلف الأعضاء الداخليه و في بعض الأحيان تحدث بعض الأشياء الفظيعة مثل ذوبان مقل العيون و اشتعال الجلد و التصاقه على الكرسى بشكل يتعين على ضباط السجن كشطه قبل استخدامه مرة أخرى.
من المسموح لبعض الافراد التطوع و مشاهدة عمليات الاعدام
في حين أنه من الطبيعي لعائلة الضحية أن تحضر الإعدام وأن ترى العدالة يتم تحقيقها الا انه عادة ما يكون هناك عدد من الشهود الآخرين في الولايات التى تطبق عقوبة الإعدام مثل ولاية “فرجينيا” حيث من الضرورة القانونية أن يكون هناك شهود حاضرين وليس لهم أي صلة بالجريمة فوفقًا لـ “روبرت دنهام” من مركز معلومات عقوبة الإعدام فإن هؤلاء الشهود يحضرون عمليات الإعدام و يجلسون في مكان مخصص لعامة الناس لذلك فيجب أن يكون هناك متطوعين و هو امر يدفع الانسان الى التساؤل أي نوع من الأشخاص يرفع يده ويقول إنه يريد مشاهدة شخص يموت و بطريقة مؤلمة؟ .
اجابة ذلك السؤال نجدها عند “تيريزا كلارك” و التى تطوعت لتشهد ثلاث عمليات إعدام في “فيرجينيا” حيث كانت خائفة فى المرة الاولى و تمسك بيد زوجها “لاري” و لكن أصبح الأمر أسهل كثيرًا بالنسبة اليها منذ ذلك الحين , ففي يوم الإعدام يسافر المتطوعون مثل تيريزا إلى السجن الذى سيتم تنفيذ الإعدام فيه عبر حافلة السجن حيث يتوقفون لفترة وجيزة للتحدث مع المراسلين ثم يتم اقتيادهم في النهاية إلى غرفة صغيرة و فيها يرون الشخص الذى سيموت و وفقا لتيريزا فإن السجناء ينظرون مباشرة إلى الشهود قبل وفاتهم .
و ربما تعد ولاية “فرجينيا” محظوظة لعثورها على المتطوعين بعكس ولايات اخرى نظرا الى انه ليس من السهل دائمًا العثور عليهم كما حدث فى ولاية “أركنساس” قبل بضع سنوات حيث كان على مديرة قسم الإصلاحيات في الولاية “ويندي كيلي ” تقديم طلب للحصول على متطوعين لأنه لم يكن هناك عدد كافٍ منهم نظرا الى ان “أركنساس” كانت تستعد لقتل سبعة سجناء في 11 يومًا و من المتطلبات القانونية أن يكون هناك ستة مواطنين على الأقل في كل عملية إعدام لضمان إجرائها بشكل صحيح .
و فى بعض الاحيان ما تصاحب عمليات الاعدام بعضا من الاحتجاجات و التظاهرات خارج السجن لوقف تلك الوسيله إلا أن هناك مناسبات نادرة يجتمع فيها الكثيرين للاحتفال بوفاة شخص شرير حقًا ففى عام 1989 تم اعدام ” تيم باندى ” في جو احتفالي قبل وبعد وفاته حيث يُنظر إليه على نطاق واسع بأنه أحد أسوأ القتلة المتسلسلين في تاريخ الولايات المتحدة حتى ان الاحتجاجات حول اعدامه كانت قليلة للغايه و كان هناك مئات الأشخاص خارج سجن ولاية “فلوريدا” يحتفلون و يبيعون التذكارات أثناء إعدامه بالداخل ورددوا هتافات “احرقوا باندي ” و أطلقوا الألعاب النارية كما قال أحد رجال الشرطة الحاضرين إنه يتمنى لو كان هو الشخص الذي يسحب المفتاح حتى أولئك الذين عارضوا عقوبة الإعدام من حيث المبدأ لم يكونوا مهتمين بشأن صعق تيد بندي بالكهرباء .
وُلد الكرسي الكهربائي جزئيًا بسبب خلاف بين توماس إديسون وجورج وستنجهاوس
يمكن القول أن اختراع الكرسي الكهربائي كان بالمصادفة البحته ففى ثمانينيات القرن التاسع عشر ازدهرت شعبية إضاءة القوس وهي شكل من أشكال إنارة الشوارع الخارجية و التى تحتاج الى جهد كهربائي مرتفع للغاية بين 3000 الى 6000 فولت و فى اغسطس عام 1887 وقع حادث مميت غير مجرى التاريخ في ” بوفالو ” بولاية ” نيويورك ” عندما اقتحم عامل رصيف مخمور لمحطة إضاءة القوس و تلامس مع احدى المولدات ليقتل على الفور الامر الذى دفع طبيب أسنان يدعى ” ألفريد ب.ساوثويك ” الى الاعتقاد بأن الوفاه بذلك الشكل الذى لا يترك وراءه اى علامات قد يكون امرا مفيدا و بمساعدة طبيب يُدعى “جورج إي فيل” بدأ “ساوثويك” بإجراء التجارب عن طريق صعق مئات الحيوانات الضالة بالكهرباء سرعان ما دعا إلى الصعق بالكهرباء كطريقة أفضل للإعدام. حيث كان فى ذلك الوقت يدور جدل حاد في الولايات المتحدة بسبب مشكلة تزايد أعداد عمليات الشنق الفاشلة فى الوقت الذى كان “توماس إديسون” يخوض معركة شرسة مع “جورج وستنجهاوس” فيما أصبح يعرف وقتها باسم حرب التيارات حيث بدأ “ساوثويك” بعمل مراسلات مع “إديسون” و يسأله عن رأيه في استخدام الكهرباء لقتل المدانين حيث قال “إديسون” فى بادئ الامر إنه كان عملا بربريًا و لكن في ديسمبر عام 1887 كتب إلى “ساوثويك” قائلا إن جهد التيار المتردد (AC) الذى تم تطويره من قبل منافسه “ويستنجهاوس” هو الخيار الأفضل لعمليات الإعدام حيث اعتقد “إديسون” أنه إذا كان بإمكانه إقناع الجمهور بأن التيار المتردد كان قاتلًا سريعًا وفعالًا فهو امرا سلبيا يصب فى النهاية لصالحه نظرا لأنه سيكون فى ذلك الوقت جهد التيار المباشر (DC) الخاص به سيعتبر أكثر أمانًا لذلك ستزيد حصته في السوق .
و لم يكتفى ” إديسون ” بذلك بل ظهر بفخر في المؤتمرات الصحفية ليعلن انه سيتم استخدام التيار المتردد لقتل الكلاب والقطط الضالة حيث اجريت بالفعل العديد من الاختبارات حول اعدام الحيوانات بالكهرباء و التى بناء عليها نتائجها أوصت جمعية Medico-Legal باستخدام ما بين 1000 و 1500 فولت و قررت ولاية “نيويورك” المضي قدمًا في الصعق بالكهرباء كعقوبة إعدام وتم بناء الكرسي الأول من قبل “إدوين بي ديفيس” و الذى كان عليه أن يتصرف كجلاد الدولة و الانتظار لتجربة اختراعه على مدان و لحسن حظه لم يطل انتظاره كثيرا .
ويليام كيملر أول رجل يموت بالكرسي الكهربائي عام 1890
كان من المفترض أن يكون “جوزيف تشابلو” هو أول رجل يموت بسبب الصعق بالكهرباء في الولايات المتحدة حيث أدين بالقتل الوحشي “لإروين تابور” في عام 1889 وحُكم عليه في البداية بالإعدام و مع ذلك فقد تجنب مصيرًا مروعًا عندما تم تخفيف عقوبته إلى السجن المؤبد ليأتى الدور على “وليام كيملر” و الذى لم يكن بنفس حظ سابقه حيث ألقى القبض عليه بعد قتله زوجته بفأس في مارس عام 1889 وحوكم وأدين في غضون ستة أسابيع و عوقب “كيملر” بالإعدام و بعد أربعة أشهر بقليل من إعلان ولاية “نيويورك” عن بدأها الإعدام بالصعق بالكهرباء قام “جورج وستنجهاوس” الغاضب من محاولات “إديسون” للإساءة إلى التيار المتردد بتعيين محامٍ لمساعدة “كيملر” في محاولة الاستئناف ضد الحكم و الذى فشل في النهايه بأكتوبر و لكن المحكوم عليه اضطر إلى الانتظار عشرة أشهر أخرى حتى يتم تنفيذ الحكم.
و في 6 أغسطس عام 1890 استيقظ “كيملر” في الخامسة صباحًا في يومه الأخير على الأرض حيث حصل على افطاره و حلق رأسه ودخل غرفة الموت حوالي الساعة 6:38 صباحا أمام 17 شاهدا و على عكس العديد من القتلة في المستقبل الذين انهاروا تمامًا في هذه المرحلة ظل “كيملر” هادئًا وقال: “أيها السادة ، أتمنى لكم كل التوفيق. أعتقد أنني ذاهب إلى مكان جيد ، وأنا مستعد للذهاب ” و بعدها تأكد المأمور من أن “كيملر” كان مربوطًا جيدا ثم قام بتوصيل أقطاب كهربائية برأسه وقال: “وداعًا يا ويليام” ثم أشار المأمور إلى سحب المفتاح و صنع التاريخ بعد مرور 17 ثانية حيث قام طبيبان بفحصه معلنين وفاته و بدا الأمر كما لو أن كل شيء سار وفقًا للخطة و فجأه صرخ أحدهم : “يا الهى .. إنه حي!” و شاهدوا قلب “كيملر” ينبض و يتنفس بشكل ملحوظ. حيث كان الامر كارثى نظرا لأنه كان لابد من تشغيل التيار مرة أخرى و استغرق الأمر أربع دقائق لإكمال المهمة و انهائها حيث كانت لحظات مرعبه لدرجة ان الشهود حاول بعضهم مغادرة الغرفه خلال عملية التنفيذ .
بعد انتهاء المهمه أثارت الطبيعة الوحشية لوفاته تعاطف وسائل الإعلام التي أشارت إليه على أنه “بائس مسكين” و شعر “جورج وستنجهاوس” بالذهول أيضًا و كتب مقالة شهيره قائلا فيها : “كان بإمكانهم القيام بعمل أفضل عليه و لو باستخدام فأس” اما إديسون فقد كان أقل غضبًا وقال إنه واثق من جاهزية تنفيذ الإعدام التالي على الفور و مع مرور السنوات كانت هناك دعوات لتقاعد الكرسي الكهربائي ومع ذلك لا يزال يستخدم من حين لآخر في الولايات المتحدة.
أقرأ أيضا : الميل الأخضر ( 1999 ) – The Green Mile
بدء فى فقدان شعبيته الا انها بدأت فى العودة مجددا
منذ وفاة “كيملر” عام 1890 وحتى إعدام “جيمس فرينش ” عام 1966 جلس على الكرسى الكهربائي أكثر من 1000 شخص في الولايات المتحدة الى أن حدث حظر مؤقت لتنفيذ عقوبة الإعدام فى عموم البلاد و الذى يعني أنه لن يكون هناك المزيد من وفيات الكرسي الكهربائي الى ان عاد استئناف احكام الاعدام مرة أخرى عام 1976 بعد قرار من المحكمة الدستورية العليا حيث تم البدء بـ “جون سبنكيلينك” في عام 1979 و الى الأن كان هناك حوالي 150 عملية اعدام أخرى و لكن بدأت تلك الوسيله فى التراجع حيث يقول المعارضون إن الاعدام بالكرسي الكهربائي أصبح شكلا قديما من أشكال الإعدام و غير فعال الامر الذى جعله يتراجع لفترة لتحل محله وسائل اخرى اكثر رحمة مثل “الحقنة القاتله” الا انه و نظرا لوجود بعض من الصعوبات فى الحصول على مكونات تلك الحقنه فقد بدء الكرسي الكهربائي فى العودة بقوة فى تنفيذ أحكام الاعدام فى الولايات المتحدة .
و في حين أن أكثر من 50 دولة لديها عقوبة الإعدام كخيار إلا أن القليل منهم يستخدمه و تعتبر أمريكا هي الدولة الوحيدة التي تستخدم الكرسي الكهربائي بجانب الفلبين و الذى استخدمته حتى عام 1976 و احتفظت به عدد من الولايات كآحد الخيارات مثل فلوريدا وساوث كارولينا وكنتاكي وتينيسي و الاباما حيث يطلقون عليه فى تلك الولايه اسم ” الام الصفراء ” .
اجرائات قد تتخذ لتهيئة المدانين قبل التنفيذ
رغم أن “ويليام كيملر” هو اول من نفذ فيه الحكم باستخدام “الكرسي الكهربائي” ظل هادئًا حتى لحظة التنفيذ الا ان ليس كل المدانين يمرون بتلك اللحظات حيث أصبح من الشائع بشكل متزايد أن يتلقى النزلاء أدوية مضادة للقلق قبل إعدامهم لمساعدتهم على التأقلم كما قام تحقيق اجرته وكالة أسوشيتيد برس عام 2006 أفاد أن السجناء المحكوم عليهم بالإعدام في 11 ولاية قد تلقوا عقاقير مضادة للقلق أو مهدئات قبل إعدامهم في السنوات الـ 12 الماضية لأنه بالطبع لا يذهب الجميع إلى الموت بابتسامة على شفاههم حيث كان أحد أشهر الأمثلة على ذلك هو ” تيد باندي” و الذى كان طوال محاكمته مستمتعًا بتسليط الاضواء عليه و متعجرفًا و مع ذلك عندما اقتربت لحظة وفاته حدثت له حالة من الانهيار .