من أكبر المشكلات الإجتماعية التى كان تواجهها الولايات المتحدة هى العنصرية و التفرقة بين البيض و السود و لمحاولة تحقيق مفهوم المساواة بين أفراد المجتمع دون النظر الى لونهم دفع العديد من النشطاء السود حياتهم ثمنا لذلك أشهرهم كان الناشط مارتن لوثر كينج بجانب عدد من الإعتقالات التى طالت العديد منهم و إطلاق النار على البعض الأخر خلال مشاركتهم فى عدد من الفعاليات و هو ما يظهر فى تلك الصورة التى حصلت على جائزة بوليتزر عام 1967 و تبرز لحظات إطلاق النار على الناشط الأمريكي الأسود جيمس ميرديث من قبل أحد المتعصبين البيض و هو أوبرى جيمس نورفيل أثناء مشاركته فى مسيرة سلمية تدعو إلي المساواة .
التاريخ : 6 يونيو عام 1966 .
المصور : الأمريكى ” جاك ثورنيل ” – وكالة الاسوشيتدبرس .
التفاصيل : ترجع خلفية تلك الصورة إلي “جيمس ميرديث” أول طالب أسود فى جامعة ميسيسبى و الناشط الحقوقى الذى كان يبلغ من العمر وقتها 32 عاما حيث دعا لمسيرة فردية للحقوق المدنيه تسمي ” مسيره ضد الخوف ” و يبلغ طول رحلتها 355 كيلومتر و تبدء من “ممفيس” بولاية “تينيسى” ثم تتوجه إلى “جاكسون” بولاية “ميسيسبى” ليُظهر لمواطنيه السود كيفية الوقوف في وجه السلطة البيضاء و تحدى ثقافة الخوف و أيضًا للحث على التسجيل و التصويت الإنتخابات بعد تمرير قانون حقوق التصويت الفيدرالي عام 1965 و على بعد 48 كيلومتر من نقطة البداية و أثناء مسيرته برفقة المؤيدين شاهد أحد الأشخاص و يدعى ” أوبرى جيمس نورفيل ” يصوب نحوه سلاحا و هو يصرخ ” ميرديث .. جيمس ميرديث .. أريد فقط جيمس ميرديث ” و يطلق عليه النار ثلاث مرات و سقط ” جيمس ميرديث ” و هو ينزف من رأسه و كتفه و قدمه صارخا “يا إلهي” و كان ذلك المشهد أمام أعين الصحافة و الشرطة الذين كانوا يتابعون المسيرة .
و تم أعتقال ” أوبرى جيمس نورفيل ” و نقل “ميرديث” إلى المستشفى حيث قال الأطباء في وقت لاحق أن جروحه ليست خطيرة الا أنه لم يستطع إستكمال باقى المسيرة لإصاباته و بعدها أصر قادة الحقوق المدنية الغاضبين من الهجوم على مواصلة و إستكمال تلك المسيرة الى نقطة النهاية بجاكسون أحدهم كان الناشط ” مارتن لوثر كينج ” و وصل عدد المشاركين فيها إلى الألاف و قبل وصولها إلى نهايتها لحق بهم “جيمس ميرديث” بعد شفائه من إصابته لإستكمالها معهم حتى وصلت المسيرة إلى جاكسون فى 26 يونيو بـ15 ألف مشارك كأكبر مسيرة للحقوق المدنية في تاريخ الولاية أما ” أوبرى جيمس نورفيل ” فقد تمت محاكمته و الحكم عليه بالسجن لعامين .
أقرأ أيضا : صورة مساعدة الأب التى يظهر فيها أحد رجال الدين أثناء محاولته إنقاذ جندى مصاب فى فنزويلا
و يروى المصور ” جاك ثورنيل ” كواليس تلك الصورة حيث يقول أنه فى تلك الفترة تم تعيينه فى الأسوشيتدبرس كمصور مبتدئ و تم إرساله لتغطية تلك المسيرة حيث لم يكن سعيدا بذلك التكليف نظرا لقلة الأجر و عدم إرسالهم مراسل معه و فى اليوم التالى من المسيرة كان جالسا فى سيارة ملتهبة الحرارة مع زميل له و يعمل فى وكالة اليونايتد بريس ينتظرون زميل أخر يعمل فى مجلة لايف ذهب لشراء الكوكاكولا لهم جميعا إنتظارا لوصول الفعالية الى مكانهم و لمحا من مرأة السيارة الخلفية ” جيمس ميرديث ” و هو يقترب بمسيرته ثم سمعوا أمامهم صوت إطلاق النيران فقفزوا من السيارة و هم مذعورين لأنهم كانوا فى نفس إتجاه إطلاق النيران و أختبئوا خلفها و لحسن حظهم أن ميرديث كان يزحف فى إتجهاهم بعد إصابته ليلتقط ” ثورنيل ” الصورة و أثناء رجوعهم تفاخر زميله المصور فى وكالة اليونايتد بريس بأنه إلتقط صورة مثالية لمطلق النيران فشعر ” ثورنيل ” بأن وظيفته كانت على المحك نظرا لأنه لم يلتقط صورة مطلق النيران و بذلك هو إما سيطرد أو سيجبر على تقديم إستقالته من الوكالة و أن مسيرته المهنة قد انتهت الا أنه و على العكس من ذلك فازت صورته بجائزة بوليتزر و أصبح واحد من مشاهير المصورين فى تلك الحقبه .