يعتبر القضاء فى أى مكان بالعالم أداة من أدوات تحقيق العدالة بين الناس حيث تتلقى المحاكم يوميا الألاف من الدعاوي القضائية للفصل فى النزاعات بين الأفراد و المؤسسات و لكن من الواضح أن النظام القضائي كان وسيلة مختلفة لشخص أمريكى يدعى جوناثان لي ريتشز بعد أن أستخدم تلك الأداة كنوع من الهواية و التسلية لرفع دعاوي قضائية ضد كل شئ و أى شئ و بعضها كان لأسباب واهية جدا حتى أنه أصبح يعرف إعلاميا بين الناس بأنه الرجل الأكثر إثارة للتقاضي في التاريخ حتى أنه قال عن نفسه بأنه من كثرة الدعاوي القضائية التى كتبها بقلمه و يده اليمني قد أصيب بإلتهاب المفاصل في أصابعه و بتنميل في معصمه .
ولد ” جوناثان لى ريتشز ” عام 1976 بولاية بنسلفانيا فى ” الولايات المتحدة ” و على الرغم من أنه شخصا له سجل إجرامى فى الإحتيال و النصب تسبب فى دخوله السجن لعدة مرات إلا أن السبب الرئيسي لشهرته يرجع لأنه على مدار حياته قام برفع أكثر من 3800 دعوة قضائية فى جميع المقاطعات الفيدرالية التابعة للولايات المتحدة و هى الدعاوي المسجلة بإسمه فقط حيث يؤكد بأنه رفع دعاوي أكثر من ذلك بأسماء مستعارة أثناء وجوده خلف القضبان و حصل بعض منها على زخم إعلامى كبير بسبب أن الأشخاص المختصمين فيها من مشاهير السياسة أو الرياضة أو الفن مثل الرئيس السابق للولايات المتحدة “جورج دبليو بوش” و الذى اتهمه بالتحالف مع تنظيم القاعدة و رجل الأعمال “ستيف جوبز ” و المغنية الشهيره ” بريتنى سبيرز ” و القاتل المتسلسل في الساحل الغربي “جاري ريدجواي” و ” كيم كارديشيان ” و عائلتها حيث أتهمهم فيها بمضايقته فى ستوديوهات ديزنى فى “هوليوود” بل و قيامهم بضربه و طرحه أرضا كما قاضى لاعب كرة القدم الأمريكية الشهير ” مايكل فيك ” و الذى طالبه بتعويض قدره 63 مليار دولار أمريكي و رفع دعوى ضد القراصنة الصوماليين و حتى رئيسة الوزراء الباكستانية الراحله “بينظير بوتو” و الرئيس الباكستانى السابق ” برويز مشرف ” و معهم دائرة الهجرة و الجنسية الامريكية تحت زعم المطالبة بمنع ترحيله الى “باكستان” و هو أمرا كان غير منطقى بإعتباره مواطنا أمريكيا الإضافة إلي مشاهيير حاليين أخرين .
و بجانب مع سبق قام ” جوناثان لى ريتشز ” برفع دعاوي قضائية ضد شركات أمريكية مثل شركة طيران ” كوم اير فلايت ” و التى أتهمها بأن طياريها يطيرون بشكل سئ فوق السجن الذى كان يقيم فيه مما أدى إلي حدوث تأثير سلبى و ضار على أذنيه و حتى موسوعة جينيس للأرقام القياسية لم تسلم من شكواه بسبب أنه علم بأنها سوف تضع أسمه بها تحت مسمى الرجل الأكثر رفعا للقضايا في التاريخ و أدرج فى دعواه بأن حصوله على ذلك اللقب هو أمر قد يتسبب فى جرح مشاعره لترد عليه الموسوعة نقلا على لسان المتحدثة بأسمها بأنها لا تنوى وضع أسمه فيها نظرا إلى أنه لا يقدم شيئا ملموسا يستحق إدراجه بها .
و لم يكتفى ” جوناثان لى ريتشز ” برفع دعوات قضائية على المشاهير الحاليين بل أيضا إلى الشخصيات و الكيانات التاريخية القديمة مثل ” الحزب النازى ” الذى تزعمه يوما “أدولف هتلر” و الفيلسوف “أفلاطون” و المتنبئ “نوستراداموس ” و الزعيم الإشتراكى الراحل ” تشي جيفارا” و جميع الناجين من الهولوكوست و أيضا مقاضاة عدد من المبانى مثل “نصب لنكولن التذكاري” و “برج إيفل” و “كوكب بلوتو” و حتى ضد العديد من المهرجانات حيث رفع دعوة قضائية تطالب بوقف مهرجان تينيسى الموسيقى بدعوى ان موسيقاه سخيفه .
و بطبيعة الحال تم رفض الكثير من تلك الدعاوي من قبل القضاء بسبب تفاهتها أو لعدم وجود أسباب مقنعة تستحق النظر فيها حتى أن القاضى “ويليس هانت” قد صرح بأن دعاوى ” جوناثان ” هزليه و ما هو إلا مجرد شخص باحثا عن الشهره حتى أن المدعين الفيدراليين طالبوا القضاه بالتدخل لايقافه من رفع تلك القضايا التافهة التى تصيبهم بالملل و تمثل إهدارا للموارد القضائية حيث أستجاب عدد منهم بالفعل و بدأوا فى رفض أى دعاوي تخصه بإعتباره منتهكًا للنظام القضائي .