تتميز الجزر حول العالم بإمتلاكها مناظر طبيعية ساحرة تخلب لب الناظرين و لكن واحدة منهم تقع بالقرب من الساحل الكندي و يطلق عليها إسم جزيرة البلوط كانت دائما مسعي للعديد من الأفراد لا للإستمتاع بجمالها و لكن بالتنقيب فيها حول كنز غامض تم الزعم أنه مدفون فى مكان ما علي أراضيها و حتى اللحظة لم يستطيع أحد الوصول إليه و لكن أثناء عمليات البحث عنه شهدت الجزيرة العديد من الحوادث المؤسفة التى كان بعضها مميت لبعض من الباحثين عنه دفع الكثيرين لنعتها بالجزيرة الملعونة خاصة بعد إرتباطها بمقولة تقول أن سبعة رجال سوف يموتون خلال بحثهم عن الكنز على أراضي جزيرة البلوط قبل العثور عليه و حتى اللحظة لقي ستة أفراد مصرعهم خلال تلك المحاولات .
و تقع جزيرة البلوط على طول الساحل الأطلسي لكندا قبالة شواطئ “نوفا سكوشا” و تتكون من قطعة أرض مساحتها 140 فدانًا و دائما ما تجذب صائدى الكنور للبحث على ما اطلق عليه “حفرة المال” بعد أن إلتصقت بتلك الجزيرة قصص ترجع الى العصر الذهبى للقرصنة خلال عامي 1650 و 1730 م فنتيجة عدم وصول المستوطنات الأوروبية الى ذلك المكان فقد جعلها محطة شهيرة للقراصنة القادمين من المناطق الإستعمارية لتمتعها بوفرة فى الموارد الطبيعية بالإضافة إلى أن المنطقة كانت فى مكان معزول و هو ما سمح بأن تكون مناسبة لتخزين غنائمهم .
و أتفقت معظم الروايات على أن أول قصة ظهرت عن تواجد ذلك الكنز فى ” جزيرة البلوط ” كانت عام 1795 أثناء تواجد أحد المراهقين و يدعى “دانيال ماكجينيس” برفقة أصدقائه ” أنتونى فون ” و ” جون سميث ” خلال رحلة صيد لهم على تلك الجزيرة المليئة بالغابات حيث لاحظوا أن جزءا منها به منطقة تم إزالة الاشجار فيها و تحتوى على منخفض دائري غريب الشكل و نظرا لشهرة تلك الجزيرة بتواجد القراصنة فيها قديما بدأوا بالحفر فى ذلك المكان و عندما وصلوا إلي عمق ثلاثة أمتار أصطدمت أدواتهم بحائط من خشب البلوط فظنوا أنهم عثروا أخيرا على الكنز الا أنه بعد إزالته وجدوا طبقة ترابية أخرى و يستمروا فى الحفر ليجدوا حائط جديد من الخشب و ورائه طبقه اخرى من التراب و تكررت تلك المحاولات و لم يجدوا شيئا و أستمرت محاولاتهم إلي أن انتهت إلى عمق 9 أمتار ثم غادروا المكان بعدها لسبب غير معروف و سرعان بدأت تلك القصة فى الإنتشار .
و بعد مرور سنوات قامت إحدى شركات التنقيب و هى شركة ” أون سلو كومبانى ” بمحاولة للوصول إلى ذلك الكنز المزعوم على جزيرة البلوط فى أوائل القرن التاسع عشر و وصلت إلى ذلك المكان بأدواتها و أستطاعت الحفر إلى عمق 27 مترا حيث بدأوا فى إكتشاف بقايا قطع من الفحم و ألياف جوز الهند التى كانت تستعمل فى حفظ الاشياء الثمينة فأيقنوا أن تلك الحفرة تحتوى بالفعل على كنوز نفيسة و أستمروا فى الحفر بحماس أكبر أنتهي بالعثور على قطعة من الحجر تحتوى على كلمات غير مفهومة الا أنه و نظرا لطول مدة الحفر تم إستنزاف الكثير من الأموال أدت إلي إيقاف الحملة و بفحص الحجر و ترجمة الكلمات الموجودة فيه زعم أنه مكتوب بأن أسفله و على عمق 12 مترا يوجد 2 مليون قطعة ذهبية و نتيجة لذلك تجدد حماسهم للحفر و قرروا إستكماله عام 1805 و سرعان ما فوجئوا بأن الحفرة قد امتلأت بالمياه القادمه من المحيط و نظرا لحماسهم المتزايد للوصول إلى الكنز فقد أحضروا مضخة لسحب المياه الا أنها فشلت فى مهمتها نظرا لكثرة تدفق المياه بها و مع مرور الوقت و صعوبة سحبها قرروا الإنسحاب و ترك الحفرة لفترة أستمرت لنحو 40 عاما .
بعد ذلك قررت إحدى الشركات الأخرى و هى شركة “ترورو كومبانى ” التوجه إلي جزيرة البلوط و محاولة الوصول الى ذلك الكنز عام 1849 مصطحبين معهم أجهزة حفر و مضخات متقدمة و بدأوا فى إستكمال ما وصل إليهم سابقيهم و نجحوا فى سحب المياه من تلك الحفرة الا أنهم فوجئوا فى اليوم التالى بإمتلائها مجددا و أستمرت محاولات عديدة لسحب تلك المياه و أنتهت بالفشل لتنسحب الشركة و تحل محلها شركة اخرى تسمى ” رابطة جزيرة البلوط ” و التى بدأت عملها عام 1861 و شهدت العديد من الحوادث أهمها إنهيار منصات الحفر و مصرع أحد العمال نتيجة إنفجار غلاية المضخة و كانت تلك هى أول حالة وفاة مسجلة للبحث عن ذلك الكنز و بعد ذلك سرعان ما أكتشف العمال مجموعة من الأنفاق تصل الى تلك الحفرة كانت هى المسئولة عن إدخال تلك المياه إليها حيث حاولوا إقامة عدد من الأفكار الهندسية لسدها الا أنها أنتهت جميعا بالفشل و أنسحبت الشركة من الموقع و ظلت الحفرة موجودة و لغز الكنز المزعوم بداخلها لا يزال قائما و أستمرت باقى الشركات فى التوافد و فى عام 1896 وصلت مجموعة أخرى إلى الجزيرة مزودة بمضخات بخارية و معدات حفر حديثة و تسجل ثانى حادث وفاة بعد سقوط أحد العمال و يدعى “ماينارد كايزر” بداخل الحفرة ثم توالت السنوات مصحوبة بالكثير من الشركات و أعمال الحفر التى تنتهى بنتيجة واحدة هى الفشل الذريع إلى أن وصلنا لعام 1965 الذي شهد أكبر حادث مأساوى عندما جاء “روبرت ريستال” و إبنه البالغ من العمر 18 عامًا مع مجموعة من العمال للبحث عن ذلك الكنز و أثناء محاولتهم سد تلك الانفاق تسرب من باطن الارض غاز كبريتيد الهيدروجين السام و الذى أسفر عن مصرعه هو و إبنه و أثنان أخران و يرتفع بذلك عدد ضحايا البحث عن الكنز إلى ستة افراد .
و رغم حوادث الوفاة التى شهدتها “جزيرة البلوط ” الا أنها لم تردع الباحثين حيث قامت شركة جديدة و هى ” ترينون ” بالتنقيب مجددا و فى عام 1971 انزل العمال عامودا بطول 72 مترا الى داخل الحفرة مصحوبا بعدد من الكاميرات و التى وفقا لعمال الشركة إلتقطت صورا لصناديق كنوز و بقايا بشرية و أدوات خشبية الا أن الصور لم تكن واضحة و لم يتم تأكيدها من مصادر مستقلة و رغم التقدم الذى أحرزوه الا أنه لم يتم إستكمال أعمالهم للحفر نظرا لضعف التمويل الى أن توقف تماما حتى جاء عام 2006 حيث أشترى الأخوين “ريك و مارتي لاجينا” من ولاية “ميتشيجان” أجزاء من جزيرة البلوط و أعلنا أنهم بصدد إستكمال عمليات التنقيب فيها على أمل إكتشاف الكنز و أعطت لهم إدارة الموارد الطبيعية في “نوفا سكوشا” و وزارة السياحة و الثقافة و التراث الكندية الرخصة بالتنقيب فى عام 2010 حيث وجدوا بالفعل بعضا من القطع الاثرية الثمينة فى بعض الأماكن بها و إلى الأن لا يزال البحث مستمرا عما إذا كانت تحتوى على كنز أم هى مجرد خرافة .
أقرأ أيضا : متنزه ناهانى الوطني منطقة خلابة تحولت بفعل قوى غامضة الى مكان مشئوم عرف بإسم وادي الرؤوس المقطوعة
و نتيجة لكثرة عمليات البحث و المفقودين ثار جدل حول حقيقة وجود الكنز فى ” جزيرة البلوط ” من عدمه فالمؤيدين يؤمنون بوجوده نظرا لإكتشافهم لوحات حجرية غامضة و مقتنيات نفيسة تشير إلى أنه مدفونا على أراضيها بالإضافة إلى أن تلك الحفرة و إمتلائها بالمياه من الأنفاق المحيطة بها تبدو و كأنها متعمدة كفخ تم نصبه لمن يحاول الوصول إليه أما المعارضين الذين لا يؤمنون بوجوده فيرجعون إلي أن سبب إمتلاء الحفرة بالماء ليس متعمدا بل يرجع إلى سبب جيولوجي طبيعي لإحتواء الجزيرة على مجارى مائية أسفلها لذلك تمتلئ الحفرة بها و إلى الأن لا يزال الجدال متواصلا .