قليلون هم الذين شهدوا التقاليد القديمة و المتوارثة علي مدار أجيال لصيادي العسل في منطقة جورونج الواقعة في سفوح جبال الهيمالايا وسط دولة نيبال حيث تقوم القبائل التي تسكن في ذلك المكان علي إستخراج العسل البري من خلايا النحل الموجودة علي إرتفاع مئات المترات في الهواء و الذي يعتبر هو الأجود علي مستوي العالم في حفل إستثنائي يقام مرتين في العام يتخلله العديد من الطقوس الشهيرة التي يقوم بها سكان تلك المناطق إحتفالا بذلك التقليد .
و قبل جمع العسل البري يقوم صيادي العسل في منطقة جورونج بإجراء طقوس تتكون من التضحية بالطعام و الحيوانات لإرضاء آلهة المنطقة و بعد ذلك يقوم أفراد القبيلة برحلة مدتها 3 ساعات إلي خلايا النحل التي تقع في مكان غير مستقر علي المرتفعات شديدة الإنحدار و في حين أن صيادي العسل من قبيلة جورونج يستخدمون الدخان لإستخراج النحل فإن هذه العملية لا تمنعهم من التعرض للسع حيث تعتبر اللسعات المؤلمة و حروق الحبال و البثور جزءًا من تجربة صيد العسل البري .
و بمجرد الإنتهاء من تدخين النحل يقوم صائدي العسل البري من قبيلة جورونج بضرب قرص العسل بإستخدام عصا حادة تعرف بإسم “التانجو” و كل ذلك أثناء تعلقهم على سلم واهٍ يبلغ طوله 60 متر و تعرف عملية حصاد العسل هذا بإسم “القاطع” و بمجرد أن يقوم أفراد قبيلة جورونج بجمع ما يكفي منه يعودون إلي ديارهم حيث يمكن لخلية واحدة أن تحتوي على أكثر من 190 لتر من العسل .
أقرأ أيضا : تعرف على قبيلة يانومامي الأمازونية التى تأكل رماد موتاها لضمان راحتها فى العالم الأخر
و بمجرد عودة صائدي العسل البري إلي قريتهم في جورونج يقومون بتوزيعه للإستمتاع به على شكل قرص العسل أو تقليبه في شاي العسل الحلو كما يمكن مقايضة العسل المتبقي بالطعام و الضروريات و في حين أن صيد عسل جورونج يتم منذ مئات السنين إلا أنه في الآونة الأخيرة و نتيجة تضاؤل أعداد النحل البري فقد أثر ذلك سلبًا علي هذا التقليد النصف سنوي لذلك كان يتم أحيانا تأجيل عملية إستخراجه في فترة الخريف لمدة ستة أسابيع .