هل إبتكر العلماء اليابانيين جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي يسجل الأحلام ؟

الأحلام هي سلسلة متتالية من الصور و الأفكار و العواطف و الأحاسيس التي تحدث عادةً بشكل لا إرادي في العقل خلال مراحل معينة من النوم و كل ليلة يقضي الإنسان حوالي ساعتين في الأحلام و يستمر كل حلم حوالي 5 إلي 20 دقيقة على الرغم من أن الحالم قد يرى أن الحلم أطول من ذلك بكثير و لطالما كانت الأحلام و وظيفتها موضوعات ذات أهمية علمية و فلسفية و دينية عبر التاريخ المسجل و حاولت العديد من الحضارات مثل البابليين و السومريين القدماء تفسيره كما يظهر بشكل بارز في العديد من النصوص الدينية و قد لعب دورًا رائدًا في العلاج النفسي و حتي اللحظة لا يُعرف من أين تنشأ الأحلام في الدماغ و عما إذا كان هناك أصل واحد لها أو مقدار أهمية الحلم بالنسبة للجسم أو العقل , و بشكل عام يعتبر الحلم و النوم متشابكان حيث يحدث بشكل رئيسي في مرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم و نظرًا لأن الأبحاث قد أشارت إلي أن جميع الثدييات تمر بحركة العين السريعة فقد أدي ذلك إلي وجود تخمينات بأن الحيوانات تحلم هي الأخري لكنها غير قابلة للإثبات حاليًا كما هو الحال مع حلم الأجنة البشرية و الرضع قبل النطق و مع ذلك تداولت معلومة مؤخرا علي شبكة الإنترنت و وسائط التواصل الإجتماعي تقول أن العلماء في اليابان قد نجحوا في إنشاء جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي يمكنه تسجيل الأحلام و إعادة بنائها لمشاهدتها لاحقًا و هي معلومة أثارت الكثير من الجدل و دفعتنا لمحاولة التأكد منها .

التقييم

عام 2013 نشر باحثين يابانيين دراسة تصف طريقة تسجيل الأحلام ٌبإستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتسجيل نشاط الدماغ عندما يكون الشخص مستيقظًا و نائمًا و تتكون التسجيلات الناتجة من ومضات من صور الأشياء التي ترتبط بنشاط الدماغ هذا .
ليست تسجيل مباشر للفيديو بالمعنى المعتاد و لا تشتمل على تسجيل سردي للحلم كما قالت بعض منشورات وسائل التواصل الاجتماعي و لكن بدلاً من ذلك تتكون المقاطع من سلسلة سريعة من الصور الثابتة التي تم تجميعها بمساعدة برنامج التعلم الآلي .

التقييم

يعتبر تطوير تقنية تسجيل الأحلام و إعادة تشغيلها مثل الأفلام بشكل يمكن الحالمين من إستعادة خيالاتهم و كوابيسهم أثناء النوم على حد سواء مادة دسمة من الخيال العلمي و لكن في عام 2013 تصدرت أخبار علي وكالات الأنباء تفيد بأن العلماء في ” اليابان ” قد نجحوا في تسجيل الأحلام و إعادة بنائها لمشاهدتها لاحقًا و هي معلومة صحيحة جزئيا حيث نشرت أبحاث يابانية نشرت في مجلة Science تتحدث عن تقنية لـ ” قراءة و تسجيل” الأحلام لكنها قالت أن التسجيلات ليست مثل الفيلم كما تزعم بعض منشورات وسائل التواصل الاجتماعي و لكنهم أشاروا إلي تسجيل الأحلام بإستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) وهي تقنية غير جراحية تستخدم لقياس و رسم خرائط لنشاط المخ و بعدها يتم إستخدام “نهج فك التشفير العصبي” و هي نماذج تعلم آلي من شأنها مطابقة أنماط معينة من نشاط الدماغ مع أشياء معينة سواء عندما يكون الشخص الخاضع للإختبار مستيقظًا أو نائمًا .

و غالبًا ما يرتبط الحلم و لكن ليس دائمًا بالتجارب البصرية و لكن هل تتصرف أدمغتنا بنفس الطريقة عندما نرى شيئًا ما أثناء اليقظة كما تفعل عندما نكون نائمين؟ و لمحاولة معرفة ذلك سجل الباحثين نشاط الدماغ لدى ثلاثة أشخاص خضعوا لذلك الإختبار بعد أن عُرضت عليهم مجموعة متنوعة من الأشياء عندما كانوا مستيقظين ثم تم وضعهم علي جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي مع إضافة مخطط كهربية الدماغ (EEG) و هو إختبار لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ بإستخدام أقطاب معدنية صغيرة متصلة بالرأس ثم طُلب من المشاركين النوم و تم إيقاظهم بمجرد إكتشاف أن المخطط الكهربائي لنشاط الدماغ أشار إلي أنهم كانوا يحلمون .

و عقب إستيقاظهم طلب العلماء من الأشخاص وصف محتويات حلمهم و بما أن التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي سجل أيضًا نشاط الدماغ أثناء الحلم فقد حاول العلماء مطابقة الأشياء التي تم تصويرها في الحلم مع تلك التي رآها الأشخاص أثناء الإستيقاظ ثم تكررت العملية عدة مرات حتى حصل الباحثين علي 200 تقرير مرئي من كل موضوع مع تجميع الكلمات التي تصف الأشياء المرئية في 20 فئة أساسية مثل ذكر أو أنثى ثم تم تمثيل كل تقرير لفظي بصورة و بعدها تم إدخال هذه البيانات في وحدة فك التشفير التي وصفها العلماء بأنها نموذج للتعلم الآلي يتنبأ بالمحتوى البصري بالنظر إلى نشاط الدماغ المُقاس بإستخدام خوارزمية معينة و كانت النتائج أنه علي الرغم من أن نشاط الدماغ المرتبط بشيء معين يختلف من شخص لآخر إلا أن الأفراد يختبرون نفس نشاط الدماغ المرتبط بالجسم عندما يكونون مستيقظين كما يفعلون عندما يحلمون كما كانت التسجيلات عبارة عن ومضات من الأشياء المرتبطة بنشاط الدماغ .

أقرأ أيضا : هل لا يستخدم الانسان سوى 10% فقط من إمكانيات عقله ؟

و خلص الباحثين إلى أن النتائج التي توصوا إليها قدمت دليلا على أن محتويات محددة من التجربة البصرية أثناء النوم يتم تمثيلها بالفعل ويمكن قراءتها من أنماط النشاط القشري البصري المشتركة و هو أمر من الممكن أن يؤدي لاحقا إلي فهم أفضل لوظائف الحلم .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *