تعتبر أفلام الرعب التى تتناول حياة مصاصين الدماء الذين يهاجمون ضحاياهم للحصول على دمائهم للوصول إلي الخلود و إكتساب قدرات خارقة هى الأكثر شهرة و مشاهدة لما تحتويه من مشاهد مخيفة تحبس الأنفاس و لكن من الواضح أن الأكثر إرعابا هو أن تخرج تلك القصص من شاشات السينما و تصبح أمرا واقعا فى مجتمعاتنا و أن تكون تلك الشخصيات المرعبة موجودة حولنا و تعيش معنا و ذلك بعد أن تحدثت عدد من وسائل الإعلام عن قصة غريبة من نوعها تتعلق بمزاعم حول وجود مصاص دماء حقيقي يدعي بيتري توما فى مدينة كرايوفا الرومانية و قيام عدد من الأشخاص بتدنيس مقبرته و التمثيل بجثته و إتباع عدد من الطقوس المدرجة فى الفلكلور الشعبي للتخلص من شروره .
قد يكون من الصعب تقبل تلك القصص و خاصة و نحن نعيش فى القرن الحادي و العشرين حيث التقدم التكنولوجي و العلمي قد زاد من نسبة الوعي لدي الناس إلا أن القصة بدأت بإتصال هاتفي من سيدة للشرطة الرومانية تقدم بلاغ أن بعضا من أقربائها قد أنتهكوا مقبرة والدها السيد ” بيتري توما ” و قاموا بالتمثيل بجثته و إنتزاع قلبه و بالتعامل مع البلاغ تم إعتقال 6 أفراد من العائلة و الذين أعترفوا بإقدامهم على تلك الفعلة تحت زعم أنه قد تحول الى مصاص للدماء لذلك كان من الضروري إتخاذ تلك الإجرائات لحماية أنفسهم من شروره و هو مبرر أذهل رجال الشرطة لأن ” بيتري توما ” كان شخصا عاديا و ينال إحترام الجميع فى تلك البلده و توفى عام 2003 عن عمر يناهز 76 عاما و كان لا يظهر عليه أى أعراض مرضية غريبة أو تقول أنه سيكون مصاصا للدماء فى المستقبل إلا أن الأفراد المقبوض عليهم وضحوا أنه بمجرد دفن خالهم ” بيتري توما ” بدأت تظهر عليهم أعراض لأمراض غريبة أحتار الأطباء فى تشخيصها كما كانت تزورهم كوابيس بإنتظام بالإضافه الى أن واحدا من جيرانهم قد أقسم أنه رأى ” بيتري توما ” و هو خارجا من منزلهم ليلا رغم وفاته فى وجود قطيع كبير من الغربان .
و رغم صعوبة تصديق تلك المبررات الا أنها كانت كافية لتكوين قناعة لديهم أن العم ” بيتري توما ” قد بدء بالتحول لمصاص دماء و لكي يستطيع العيش كان يصيبهم بتلك الأمراض لذلك كانوا مجبرين علي إتخاذ إجرائات لوضع حدا لتلك المشكلة و عليه توجه 6 أفراد منهم للمقبرة و هم مسلحين بالأزاميل و الأوتاد الخشبية و المطارق و بدأوا فى رفع غطاء المقبرة للتعامل مع الجثمان و ربما عند تلك النقطة نقول أن الموضوع برمته قد يكون مجرد هواجس عند الأسرة نتيجة تأثرهم بقصص و خرافات قديمة لكن المفاجأة بدأت بعد فتح القبر لأنهم بحسب زعمهم وجدوا أنه برغم دفن الجثة من شهور الا أنها لم تتحلل و لازالت سليمه بالإضافة إلى أن يد “بيترى توما” كانت مبسوطة على الجانبين و ليست معقودة على صدره مثلما دفنوه و شاهدوه لأخر مرة كما رأوا بعضا من الدماء على ذقنه و فمه و نتيجة هذه الشواهد تأكد لديهم بما لا يدع مجالا للشك أنه تحول لمصاص دماء و بدأوا يمارسون بعض الطقوس الخاصة لانهاء هذا التحول من خلال إنتزاع قلبه و وضعه فى النار حتي تحول إلى رماد ثم بعدها تم مزج الرماد بالمياه و شربوا هذا المزيج أما باقى الجثة المشوهة فقد تم رشها بالثوم و أعادوها مرة أخرى إلى القبر .
و نتيجة غرابة القصة كان من الطبيعي أن تنال إهتمام وسائل الإعلام التى أعطتها حيزا ليس بالقليل من التغطية و واجهها الناس إما بتأييد تلك الفعلة أو الإستنكار منها فبالنسبة إلي القرويين فى “رومانيا” كانوا مؤيدين لها لأنهم لديهم قناعة و إيمان بفكرة مصاصين الدماء و قالوا أن هؤلاء الأفراد كانوا يفعلون اللازم من أجل حماية أنفسهم من شروره أما الدولة فأضطرات إلى إتخاذ إجرائاتها القانونية المتبعة حيث تم محاكمة هؤلاء الأفراد و توقيع عقوبة عليهم بلغت 6 شهور مع إيقاف التنفيذ .