بطولة أمم أوروبا هى البطولة الأكبر فى لعبة كرة القدم داخل قارة أوروبا التى تعتبر مهد تلك اللعبة و يطلق عليها أحيانا إسم اليورو و تنظم كل أربعة سنوات و فيها يتنافس أبرز المنتخبات الأوروبية للفوز باللقب و هى بطولة تحتل المرتبة الثانية من حيث المكانة الدولية لدى عشاق اللعبة و من حيث المشاهدة أيضا بعد بطولة كأس العالم حتى أن البعض يقول أنه لو أنضمت منتخبات مثل البرازيل و الأرجنتين إليها فسوف تتحول إلى كأس عالم مصغرة و بجانب حصول فائزها على اللقب و قيمة جوائزها المالية فهو يتأهل بشكل تلقائي الى بطولة الفيفا لكأس القارت حال تنظيمها و للمشاركة فى بطولة أمم أوروبا يجب على الدول المنضمة الى الإتحاد الأوربي لكرة القدم خوض تصفيات يتأهل منها 23 منتخبا يضاف اليهم الدولة المنظمة و تعتبر ألمانيا و إسبانيا هما أكثر المنتخبات فوزا بها بمجموع ثلاث ألقاب منهم لقبين متواليين للمنتخب الإسباني عامي 2008 و 2012 .
و يرجع تاريخ بطولة أمم أوروبا الى عام 1927 عندما اقترح مدير الاتحاد الفرنسي لكرة القدم “هنري ديلوناي” لأول مرة اقامة بطولة كرة قدم أوروبية و لكن نظرا للعديد من المشكلات السياسية و إندلاع الحرب العالمية الثانية فى أوروبا فكان من الصعب تطبيق ذلك الإقتراح بشكل عملي حتى بعد أن أصبح ” ديلوناي ” أول أمين عام للإتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA و مع مرور السنوات أصبح الحلم حقيقة بتنظيم أول بطولة أوروبية عام 1960 أى بعد وفاة ” ديلوناي ” بخمس سنوات و تكريما له تم تسمية كأس البطولة باسمه و نظم في “فرنسا” و ضمت أربعة منتخبات بعد خوضهم تصفيات شملت 17 منتخباً و أنتهت البطولة الأولى بتحقيق “الاتحاد السوفيتي” للقب بعد تغلبه على نظيره اليوغسلافى بهدفين لهدف في نهائي متوتر و انسحبت “إسبانيا” من مباراتها ضد “الاتحاد السوفيتي” بسبب مشاكل سياسية و بعد أربع سنوات نظمت البطولة الجديدة فى ” إسبانيا ” عام 1964 و شهدت زيادة في عدد المنتخبات التى شاركت فى التصفيات بعد ان وصل عددهم الى 29 مشاركًا و انتهت البطولة بفوز أصحاب الأرض على حامل اللقب بنتيجة هدفين لهدف .
و أستمرت بطولة أمم أوروبا بنفس الوتيرة مع زيادة اعداد المنتخبات التى تشارك فى التصفيات حتى بطولة 1976 التى نظمت في “يوغوسلافيا” و تعتبر هى النسخة الأخيرة التى يشارك فيها أربعة فرق فقط و الأخيرة أيضا التي كان على أصحاب الأرض ضرورة خوض التصفيات أيضا من أجل التأهل فيها حيث فازت فيها “تشيكوسلوفاكيا” باللقب على حساب “ألمانيا الغربية” من خلال ركلات الترجيح التي أدخلت حديثًا و فى بطولة عام 1980 التى استضافتها ” إيطاليا ” تم توسيع المسابقة لتشمل ثمانية فرق و أصبح بها دور للمجموعات يخوض الفائزون منه المباراة النهائية بينما يلعب الوصيف مباراة تحديد المركز الثالث و فى البطولة التالية التى نظمت فى “فرنسا” و فازت بها أيضا تم تغيير شكل المسابقة مع انتقال أفضل فريقين في كل مجموعة إلى مرحلة نصف النهائي بدلاً من انتقال الفائزين من كل مجموعة إلى النهائي مباشرةً كما تم إلغاء مباراة تحديد المركز الثالث و فى بطولة عام 1992 التى نظمت في “السويد” فازت بها “الدانمارك” التي من سخرية القدر شاركت كبديل ليوغوسلافيا التى تم استبعادها من اليويفا لأن بعض الدول التي تشكل جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية كانت في حالة حرب أهلية مع بعضها البعض .
و فى بطولة أمم أوروبا عام 1996 التى نظمت فى ” إنجلترا ” تم رفع عدد المنتخبات المشاركة الى 16 فريقا و شهدت البطولة وصول منتخب التشيك الذى كان لا يزال فى طور التكوين للمباراة النهائية لملاقاة المنتخب الألمانى الذى فاز بالبطولة بعد إحراز اللاعب ” أوليفر بيرهوف ” أول هدف ذهبي على الإطلاق في بطولة كبرى و ذلك بعد خمس دقائق فقط من بداية الوقت الإضافي لتكون هى أول بطولة تفوز بها “ألمانيا” الموحدة أما فى بطولة عام 2000 فكانت هى الأولى التى تنظم من قبل دولتين “هولندا و بلجيكا ” و فاز بها منتخب “فرنسا” الذى كان حامل لقب بطولة كأس العالم أيضا و فى بطولة عام 2004 التى نظمت فى “البرتغال” فجرت ” اليونان ” أحد أكبر المفاجئات بعد فوزها بالبطولة و تغلبها على الدولة المضيفة فى المباراة النهائية بهدف نظيف و إقصاء ” فرنسا ” حاملة اللقب قبلها و فى بطولة 2008 التى نظمت فى “النمسا و سويسرا” فقد شهدت ظهور النسخة الجديدة من الكأس و فازت بها “أسبانيا” التى حافظت على لقبها فى بطولة 2012 التى نظمت فى ” بولندا و أوكرانيا ” و بعد ذلك تم التوسع فى عدد المنتخبات المشاركة لتصبح 24 منتخبا و نظمت أول بطولة بذلك العدد فى ” فرنسا ” عام 2016 و فازت بها “البرتغال” و التى كانت بمثابة أول بطولة كبرى تفوز بها عبر تاريخها و فى بطولة 2020 الى نظمت عام 2021 بسبب وباء كورونا تغير شكل تنظيم البطولة بعد أن أستضافتها عدة مدن ببلدان مختلفة في جميع أنحاء أوروبا مع لعب الدور نصف النهائي و النهائي في “لندن” و فازت بها فى النهاية “ايطاليا” .
و يتميز كأس بطولة أمم أوروبا بنقوش على مقدمته تحمل كلمات كأس أوروبا و كأس “هنري ديلوناي” و كان يصنع تحت إشراف إبنه ” بيير ” و يمنح للفائز لمدة أربعة سنوات و في عام 2008 تم إعادة تصميمه مجددا ليكون ذات حجم أكبر و أكثر انسجامًا مع اليويفا حيث صنع الكأس الجديدة من الفضة الإسترليني و يزن 8 كيلوجرامات و بطول 60 سنتيمتراً بزيادة قدرها 18 سنتيمترا عن القديم و منقوش على ظهره أسماء الدول الفائزة به و بجانب كأس بطولة أمم أوروبا يتم منح لاعبي و مدربي الفريق الفائز و الوصيف ميداليات ذهبية و فضية و على الرغم من عدم وجود مباراة تحديد المركز الثالث قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بداية في نسخة عام 2008 منح الخاسرين في نصف النهائي الميداليات البرونزية لأول مرة الا انه تراجع عن تلك الخطوة بداية من بطولة 2016 فصاعدًا.
و كان نظام بطولة أمم أوروبا قبل عام 1980 يقضى بتأهل أربعة فرق فقط للبطولة النهائية و بعدها تنافست ثمانية فرق و في عام 1996 توسعت البطولة لتشمل 16 فريقًا حيث كان من الأسهل على الدول الأوروبية التأهل إلى كأس العالم بدلاً من البطولة القارية الخاصة بهم لأنهم كانوا يحصلون على 14 مقعدا من أصل 24 فريقًا في حين أن نهائيات بطولة أوروبا كانت لا تزال تضم ثمانية فرق فقط ثم بعدها توسعت البطولة الى 24 منتخبا و قبل البطولة يتم التصفية بين دول أوروبا للتأهل من خلال قرعة تختار المنتخبات و تضعهم فى عشرة مجموعات كل مجموعة مكونة من خمسة أو ستة منتخبات ثم تلعب كل مجموعة في شكل دوري مع بعضها البعض على أرضها و خارجها و يتأهل أفضل فريقين للبطولة النهائية مع تحديد الأماكن المتبقية من خلال التصفيات اعتمادًا على ترتيبهم في دوري الأمم UEFA و بمجرد تأهل المنتخبات الـ24 يتم تقسيمهم على 6 مجموعات كل واحدة منهم تضم أربعة فرق يصعد منها أول و ثانى و أفضل أربعة ثوالث الى دور 16 الذى يكون هو و توابعه مباراة بنظام خروج المغلوب .
و تعتبر حتى اللحظة ” ألمانيا ” و ” إسبانيا ” هما أنجح دولتين في تاريخ البطولة بعد حصول كل منهما على ثلاثة ألقاب و تعتبر “إسبانيا” هي الدولة الوحيدة التي نجحت في الدفاع عن لقبها بعد أن فعلت ذلك عام 2012 كما تعتبر “ألمانيا” هى أكبر دولة تشارك فى عدد مباريات البطولة بواقع (53) مباراة و سجلت أكبر عدد من الأهداف بعدد (75) هدف اضافة الى أكبر عدد من الانتصارات (28) فوزا و في عام 1984 أصبحت “فرنسا” الدولة الوحيدة التي فازت بجميع مبارياتها في البطولة (5 من 5) أما ” الدانمارك ” ففازت باللقب عام 1992 بانتصارين فقط في خمس مباريات و يعتبر البرتغالى “كريستيانو رونالدو” هو هداف تلك البطولة حتى اللحظة برصيد 15 هدف يليه الفرنسي “ميشيل بلاتيني” برصيد 9 أهداف .
و بمرور السنوات أصبحت بطولة أبطال أوروبا أكثر شعبية لدى مشاهدي التلفزيون ففي عام 2016 نما إجمالي الجمهور المباشر للبطولة الموسعة و المكونة من اجمالي 51 مباراة إلى 2 مليار مشاهد و بالمقارنة مع بطولة يورو 2012 التى سبقتها فيلاحظ أن حدثت زيادة بنسبة 100 مليون شخص و يرجح أنه تم رفع هذه الأرقام الإجمالية في الغالب من قبل الجماهير في “البرازيل” و “الصين” كما أن المباراة النهائية بين “البرتغال” و “فرنسا” عام 2016 بلغ عدد مشاهديها 600 مليون شخص .
النسخة | الدولة المنظمة | البطل |
1960 | فرنسا | الاتحاد السوفيتى |
1964 | اسبانيا | اسبانيا |
1968 | ايطاليا | ايطاليا |
1972 | بلجيكا | المانيا الغربية |
1976 | يوغوسلافيا | تشيكوسلوفاكيا |
1980 | ايطاليا | ألمانيا الغربية |
1984 | فرنسا | فرنسا |
1988 | ألمانيا | هولندا |
1992 | السويد | الدانمارك |
1996 | انجلترا | ألمانيا |
2000 | بلجيكا و هولندا | فرنسا |
2004 | البرتغال | اليونان |
2008 | النمسا و سويسرا | أسبانيا |
2012 | بولندا و أوكرانيا | أسبانيا |
2016 | فرنسا | البرتغال |
2020 | الاتحاد الأوروبى | إيطاليا |
2024 | ألمانيا | – |