للطبيعه وجهان أحدهما ساحر خلاب يفتن الناظرين بجماله و روعته و الأخر غامض مليئ بقوى غير مفهومة قد تصل فى بعض الأحيان إلى أن تكون مصدر خطورة على الإنسان و نستطيع القول أن تلك المقدمة من الممكن أن يتم تطبيقها علي بعض الأماكن واحدة منها تقع على ضفاف بحيرة سد نيوجيرسي فى الولايات المتحدة و التى وقعت فيها عدد من الحوادث الغامضة التى تراوحت ما بين الوفاة و الإختفاء غير المفهوم للصيادين و السباحين و القوارب و المتنزهين و وصل عدد قضاياها إلي 26 حادثة بداية من عام 1971 و حتى وقتنا الحالي و تصبح بذلك منطقة سيئة السمعة لدرجة الإشارة إليها من قبل السكان المحليين بإسم مثلث برمودا الموجود في نيو جيرسي لأنه و حتى اللحظة لم يتم الوصول الى بعض من جثث الضحايا .
و بحيرة سد نيوجيرسي هى بحيرة صناعية أنشئت عام 1960 من أجل بناء سد كبير و تم إفتتاحها رسميا للصيد عام 1972 و تتمتع بمشاهد خلابة و متنزهات من حولها تجذب الأفراد الى ممارسة أنشطة التخييم و ركوب القوارب و الدراجات بالإضافة الى صيد الأسماك و تبلغ مساحتها 9 كيلومترات مربعة و بعمق 55 مترا و بذلك تعتبر ثانى أكبر بحيرات الولاية من حيث المساحة إلا أنها و رغم كل تلك المميزات شهدت بعض من الحوادث التى تفاوتت ما بين القتل و الإنتحار و لكن كان الأكثر غموضا هى حوادث الإختفاء التى بدأت عام 1973 و كان أول ضحيتين هم “توماس تريمبلت و كريستوفر زاجكوفسكي” الذين أنقلب بهم القارب أثناء صيدهم و إلى الأن لم يتم العثور على جثامينهم و بعدها بأربع سنوات أختفى “كريج ستير و أندرو فاسانيلا” اللذان شوهدا لأخر مرة على متن قاربهم فى الساحل الشمالي للبحيره و بعد مرور عدة أيام جرفت الأمواج القارب الى الشاطئ بدون وجود أدنى أثر لهم و فى مارس عام 1989 اختفى “جون كوبو” أثناء رحلة صيد مع صديقه “ألبرت لوسون” الذي عثر على جثته بعد أربع سنوات كاملة و لكن إلى الأن لم يتم العثور عليه و أخيرا فى عام 1993 أختفى “جيفرى مور” بعد إنقلاب قاربه أثناء صيده مع صديقه “ريموند بار” حيث تم إنقاذ “بار” و لكن أختفت جثة ” مور ” تماما و لم يتم العثور عليها .
و بطبيعة الحال و مع كثرة محاولات الإختفاء المتعددة لم تقف السلطات الامريكية مكتوفة الأيدى فعلى مر السنوات بذلت محاولات مضنية للبحث عن المختفين فى بحيرة سد نيوجيرسي بدأت فى عام 1977 بإستقدام سفينة متخصصه فى تنظيف قاع البحر أسفل منصات البترول و يعمل عليها خبراء محترفين فى إستكشاف الاعماق البحرية و ذلك على أمل العثور على أى جثامين موجودة فى قاعها الا أنه لم يتم العثور على أى أحد من المفقودين أو حتى متعلقات تخصهم و لم تكتفي السلطات بذلك فقط بل قامت بتشكيل وحدات بحث مدربة من الغواصين عام 1999 الا أنها فشلت هى الأخري لأسباب تتعلق بصعوبة البحث داخل قاع البحيرة و فى عام 2006 تم إستخدام غواصة للبحث ذات إمكانيات متقدمة و لكن بدون الوصول الى اى نتيجة أيضا .
و نظرا لتلك الحوادث الغامضة فى بحيرة سد نيوجيرسي خاصة الإختفاء منها بدء الناس فى محاولة وضع تفسيرات لها بعضها علمي و الأخر لأسباب خارقة للطبيعة حيث يعزو البعض السبب الى أن السد بنى على أراضي كانت مأهولة قديما من قبل الهنود الحمر و تحتوى على أماكن دفن لهم مليئة بجثامينهم و نتيجة ذلك لعن المكان بأرواح إنتقامية نتيجة تدنيس تلك المقابر و تقول أسطورة أخرى أن البحيرة يقبع فى قاعها مدينة كاملة للأشباح كانت موجودة قبل إنشاء البحيرة و مع بدأ الدولة فى إخلائها لبناء السد كان يوجد بعض من الأهالي الرافضين للمغادرة و لكن مع إصرار الحكومة على تنفيذ مخططها قامت بإغراق البلدة بمن تبقى فيها من أشخاص لذلك تجوب أشباحهم تلك البحيرة مسببه كل تلك الحوادث .
أقرأ أيضا : قرية الموتي التى أختفى سكانها بالكامل من دون أن يتركوا ورائهم أى أثر
أما بالنسبة إلي الرأى الأخر المتمسك بالتفسيرات العلمية فيقولون أن السبب يرجع لطبيعة الوادى و لبحيرة سد نيوجيرسي ذاتها حيث ينتج نوع من الرياح المفاجئة تصل إلى سرعة 40 ميلاً في الساعة أو أكثر و تعتبر هى المسئولة عن إنقلاب القوارب الغير مفسر بالإضافة الى أن سبب عدم العثور على جثث يرجع إلى تشابكها مع جذوع الأشجار أسفل المياه مما يجعل من الصعوبة رصدها من قبل الغواصين و بطبيعة الحال مع مرور الوقت تبدء فى التحلل و الإختفاء .