توجد مناسبات تسعي غالبية شعوب العالم على الإحتفال بها فى نفس التوقيت أبرزها إحتفالات رأس السنة الميلادية التى تتحول فيها كافة المدن إلي كرنفالات من أجل إستقبال العام الجديد و لكن رغم توحيد تلك المناسبات إلا أن لكل بلد منهم عاداته الخاصة المبنية على ثقافاتها في فنون احيائه و لعل عيد الحب أو كما يعرف بالفلانتين الذى يحل في منتصف فبراير هو أبلغ دليل على ذلك و الذي فيه يتبادل المحبين الهدايا للتأكيد على صدق مشاعرهم لكن فى اليابان توجد نسخة معدلة منه تتكون من جزئين أولهم هو عيد الحب المتعارف عليه الذي يحتفل به فى 14 من فبراير و ثانيهم إحتفالية أخرى مكملة له بعد مرور شهر من الإحتفالية الأولي و تعرف بإسم اليوم الأبيض الذى يقام فى 14 مارس .
فمع حلول عيد الحب باليابان في منتصف فبراير تقوم النساء و الفتيات “فقط” بتقديم الهدايا و الحلوى خاصة الشيكولاتة لأحبائهم و أقاربهم و تختلف نوعها بحسب متلقين تلك الهدية فإذا كانت للأصدقاء تقدم إليهم شيكولاتة الصداقة و المعروفة بإسم ” تومو شوكو ” و إذا كانت لأسرهم و عائلاتهم و زملائهم فى العمل فتقدم إليهم ” الجيرى شوكو ” أو كما تعرف شيكولاتة المجامله إما إذا كانت لمحبيهم فتكون شيكولاتة من نوع خاص و فاخر يطلق عليها إسم ” هونمى شوكو ” أو شيكولاتة المشاعر الحقيقية و التى تكون قيمة للغاية و مخصصة للمحبين فقط .
و نظرا لأنه يجب أن يكون في الحب شئ من العدالة فقد تم إستحداث عيد أخر للحب و هو ” اليوم الأبيض ” و الذي يحتفل به بعد مرور شهر من عيد الحب ليكون بمثابة يوم يقدم فيه الأولاد و الرجال أيضا الهدايا و الحلوي فى علب بيضاء اللون لأحبائهم و أقاربهم خاصة لهؤلاء النسوة و الفتيات تقديرا لعطائهم و هداياهم فى الشهر السابق و من المفترض ذوقيا أن تكون هدايا الرجال المقدمة فى ذلك اليوم و خاصة إلي الشريك الرومانسي ذات قيمة مضاعفة و غالية الثمن كالشيكولاتة الفاخرة و التي يفضل أن تكون بيضاء اللون أو تقديم مجوهرات أو وشاحا ثمينا خاصة إذا كان أبيض اللون إضافة إلي حلويات أخرى مثل الكعك و البسكويت و المارشيمللو .
و يرجع أصول الإحتفال باليوم الابيض إلي أواخر السبعينيات عام 1977 بينما كان السيد ” زينجو اشيمورا ” و هو صاحب متجر للحلويات يقرأ مجلة نسائية بحثًا عن الإلهام و خلال تصفحه لفت إنتباهه رسالة كتبتها إمرأة تشتكى فيها من حصول الرجال خلال “عيد الحب” من النساء على الشيكولاتة و الحلوي و الهدايا من دون أن يردون الجميل أو يعطوهم شيئا في المقابل حتي و إن كانت قطعة مارشيملو و أستنتح ” أشيمورا ” أنه إذا كانت النساء ستسعد إذا كان هناك مقابل حتي و لو كان مارشيملو فلما لا نجعل يوما خاصًا للرجال يتمكنون فيه من التعبير عن إمتنانهم إضافة إلي صنع حلوى جديدة للتعبير عن هذا الشعور و تصنع من عجينة المارشميلو مع الشوكولاتة المحشوة بالداخل و للقيام بذلك قام بإختيار يوم 14 من مارس للإحتفال به و لكن تحت إسم ” يوم المارشيميلو ” و أحتفل به لاول مرة عام 1978 و يشهد إقبالا كبيرا من قبل الرجال ثم تحول ذلك الاسم بعد ذلك إلي ” اليوم الابيض ” .
إقرأ أيضا : مهرجان سونجركان التايلاندي الذى يتبارز فيه المشاركين بالمياه
و بمرور السنوات تطور ” اليوم الأبيض ” ليصل الى الصورة المتعارف عليها حاليا و من ” اليابان ” إنتقل الاحتفال به إلي باقي الدول الأسيوية المجاورة مثل الصين و هونج كونج و تايوان و فيتنام و كوريا الجنوبيه التى قامت هى الأخري بالتعديل على ذلك اليوم و أضافت ” اليوم الاسود ” و هو يوم يحتفل به بعد مرور شهر من ” اليوم الابيض ” فى الرابع عشر من أبريل و هو مخصص للأفراد الذين لم يتلقوا أي هدايا في عيد الحب أو اليوم الأبيض لعدم وجود شريك لهم ” السناجل ” حيث يجتمعون عادة مع بعضهم البعض للترويح عن أنفسهم و الإستمتاع بأوقاتهم و عادة ما يرتدون فى ذلك اليوم ملابس سوداء و يأكلون المعكرونة في صلصة ذات لون أسود .