علي الرغم من أنها ليست لعبة شعبية مقارنة برياضة كرة القدم إلا أن ذلك لا يمنع من أن يكون للهوكي العديد من المحبين و المتابعين في جميع أنحاء العالم نظرا لمرونتها و تمتعها بإصدارات مختلفة سواء كانت تمارس في ملاعب جليدية أو ميدانية و لعل ذلك هو ما دفع البعض إلي محاولة تطويرها بغرض ممارستها في مكان جديد و لكن تلك المرة بعيد عن سطح الأرض و الإنتقال بها إلي أعماق المياه في لعبة تعرف بإسم الهوكي تحت الماء و التي أنطلقت بدايتها من بريطانيا ثم أنتقلت إلي العديد من دول العالم و أستحوذت علي شغف الكثيرين و وصل الإهتمام بها لدرجة إعتمادها كلعبة أولمبية و إدراجها في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا التي نظمت في دولة الفلبين مؤخرا .
تم إبتكار لعبة الهوكي تحت الماء في “بريطانيا” عام 1954 و كانت تعرف فى الأصل بإسم الأخطبوط للمساعدة في تدريب الغواصين و القوات الخاصة البريطانية و مع سرعة إنتشارها و زيادة الإقبال علي ممارستها أصبحت لعبة معترف بها من اللجنة الأولمبية الدولية و تدار من قبل الإتحاد العالمي تحت الماء (CMAS) و تمارس حاليا في أكثر من 40 دولة بعدد لاعبين يقدر بنحو 15000 لاعب و تعتبر “نيوزيلندا” و “المملكة المتحدة” و “فرنسا” و “تركيا” و “أستراليا” و “جنوب إفريقيا” و “كولومبيا” من الدول الرائدة في لعبة الهوكي تحت الماء و أجتذبت بطولة العالم في تلك اللعبة التي أقيمت بمدينة كيبيك في ” كندا ” 17 دولة و التي تصدرتها “نيوزلاندا” في قسمي الرجال و السيدات كما ظهرت لعبة الهوكي تحت الماء لأول مرة في مسابقة دولية متعددة الرياضات في “الفلبين” بدورة ألعاب جنوب شرق آسيا و هي نسخة إقليمية مصغرة لبطولة الألعاب الأولمبية .
و تمارس لعبة الهوكي تحت الماء في ملعب مكون من حوض سباحة ذات أبعاد 25 × 15 مترًا و عمق يتراوح ما بين 2-4 أمتار و يستخدم قرص شبيه بكرة لعبة الهوكي يبلغ وزنه 1.5 كيلوجرام و هو مصنوع من سبيكة الرصاص المطلية بالبلاستيك و خلال اللعب يرتدي اللاعبين زعانف كبيرة و قناع غوص و يحملون عصا صغيرة ( العصا الدافعة ) في يد مغطاة بقفازات سميكة و يشترط أن يكون هؤلاء اللاعبين من السباحين الأقوياء لأن ممارسة اللعبة تتطلب القدرة على حبس الأنفاس لفترات طويلة من الزمن و البقاء تحت الماء لمدد طويلة لذلك ليس من السهل علي أي شخص أن يقوم بممارستها .
أقرأ أيضا : هوكي الدراجة الأحادية لعبة فريدة تتميز بالسرعة و القدرة على المناورة
و تتشابه رياضة الهوكي تحت الماء مع الأخري التقليدية حيث تمارس عادة بستة لاعبين في كل فريق و يبدأ الفريقان المباراة و هم على طرفي حوض السباحة و عندما يبدء جرس في الرنين يقفزون في الماء و يتدافعون في الأسفل من أجل حيازة القرص الموجود في منتصف حوض السباحة و يقومون بتحريكه على طول قاع حوض السباحة بإتجاه هدف مفتوح يبلغ عرضه 3 أمتار و عند هذه النقطة يحدث الإختلاف مع اللعبة التقليدية حيث لا يوجد حراس مرمى و يكون إعتماد كل جانب من الطرفين علي العمل الجماعي لإجراء التشكيلات الدفاعية و أيضا الهجومية لتسجيل الأهداف أو التصدي لها كما إنها رياضة لا تتطلب أي إتصال بين اللاعبين حيث لا يُسمح فيها بالسحب و الإمساك و يقوم بمتابعة مجرياتها حكمان يعملان علي مراقبة الأخطاء و الأهداف و تتكون كل مباراة من شوطين مدة كل منهما 15 دقيقة .