الهجوم علي بيرل هاربر هو هجوم جوي ياباني مفاجئ على القاعدة البحرية الأمريكية في بيرل هاربر التابعة لجزيرة أواهو في هاواي صباح يوم 7 ديسمبر عام 1941 و يعد هو مع هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 أحد أسوء الحوادث و أكثرها دموية في التاريخ الأمريكي بعد مقتل ما لا يقل عن 2400 أمريكي من بينهم مدنيين و إصابة أكثر من 1000 آخرين مع تدمير أو إتلاف ما يقرب من 20 سفينة بحرية أمريكية بما في ذلك ثماني بوارج و أكثر من 300 طائرة و نتيجة ضخامة الهجوم و فداحة الخسائر المادية و البشرية طلب الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في اليوم التالي من الكونجرس إعلان الحرب رسميا علي اليابان و دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب العالمية الثانية بعد أن كانت تتبع سياسة الحياد .
و ترجع خلفية الهجوم علي ميناء بيرل هاربر إلي أواخر ثلاثينيات القرن العشرين حيث كانت السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة المحيط الهادئ تعتمد على دعم ” الصين ” و بالتالي فإن العدوان عليها من قبل ” اليابان ” سيؤدي بالضرورة إلى دخولها في صراع مع “الولايات المتحدة” و في وقت مبكر من عام 1931 قامت حكومة ” طوكيو ” بتوسيع سيطرتها على مقاطعة منشوريا الصينية و في العام التالي عزز اليابانيين قبضتهم على المنطقة من خلال إنشاء دولة ” مانشوكو ” العميلة و كان الإشتباك عند جسر ” ماركو بولو ” بالقرب من “بكين” في 7 يوليو عام 1937 بمثابة إشارة إلى بداية حرب مفتوحة بين اليابان و الجبهة المتحدة للقوميين الصينيين و الحزب الشيوعي الصيني و ردا على تلك الحرب قدمت حكومة ” الولايات المتحدة ” أول قرض لها للصين عام 1938 .
و بحلول يوليو عام 1939 أعلنت ” الولايات المتحدة ” إنهاء معاهدة التجارة و الملاحة لعام 1911 مع “اليابان” و بداية من صيف عام 1940 بدأت في تقييد تصدير المواد المفيدة في الحرب إلي ” اليابان ” و خلال الفترة ما بين يونيو عام 1940 و الهجوم علي بيرل هاربر في ديسمبر 1941 تصاعد التوتر بإستمرار ففي يوليو عام 1941 كان اليابانيين قد احتلوا الهند الصينية بأكملها و دخلوا في تحالف مع قوى المحور ( ألمانيا و إيطاليا) لذلك قطعت الحكومة الأمريكية جميع علاقاتها التجارية و المالية مع “اليابان” و تجميد أصولها و إعلان الحظر على شحنات النفط و غيرها من المواد الحربية الحيوية و في نفس الفترة علي الجانب الأخر كان العسكريين اليابانيين يكتسبون نفوذاً بشكل مطرد داخل الحكومة و استاءوا بشدة من المساعدات الأمريكية للصين و بحلول هذا الوقت رأوا في الغزو الألماني لأراضي الإتحاد السوفييتي فرصة لا مثيل لها لمتابعة سياسة العدوان في الشرق الأقصى دون التعرض لخطر الهجوم على مؤخرتهم من قبل الجيش السوفيتي أما بالنسبة للأمريكيين فقد جرت المفاوضات التي تهدف إلى إيجاد نوع من التفاهم خلال خريف عام 1941 .
و رغم إستمرار “اليابان” في التفاوض مع ” الولايات المتحدة ” حتى يوم الهجوم علي ميناء بيرل هاربر إلا أن حكومة رئيس الوزراء ” هيديكي توجو ” قررت شن الحرب و كان الأدميرال ” ياماموتو إيسوروكو ” القائد العام للأسطول الياباني المشترك قد خطط للهجوم على الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ بعناية كبيرة حيث كان يطمح إلي أنه بمجرد توقف الأسطول الأمريكي عن العمل سيكون الطريق مفتوحًا أمام الغزو الياباني دون عوائق لكل جنوب شرق آسيا و الأرخبيل الإندونيسي لذلك صدر الأمر بالهجوم في 5 نوفمبر عام 1941 و في يوم 16 نوفمبر بدأ التحرك من جزر الكوريل و مع ذلك صدرت تعليمات للقادة بأنه قد يتم إرجاع الأسطول في حالة تم التوصل إلى نتيجة إيجابية للمفاوضات في واشنطن العاصمة و في 26 نوفمبر قاد نائب الأدميرال ” ناجومو تشويتشي ” أسطولًا يضم 6 حاملات طائرات و سفينتين حربيتين و 3 طرادات و 11 سفينة إلي نقطة تبعد حوالي 440 كم شمال هاواي و من هناك تم إطلاق حوالي 360 طائرة .
و في تلك الأثناء كان الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ متمركزًا في قاعدة بيرل هاربر منذ أبريل عام 1940 و كانت هناك قوات عسكرية و جوية كبيرة و مع تصاعد التوتر تم تحذير الأدميرال ” كيميل ” و الجنرال ” والتر شورت ” الذان كانا يتقاسما قيادة القاعدة من إحتمال نشوب حرب و الهجوم عليها و تحديداً في السادس عشر من أكتوبر ثم بعد ذلك أتي تحذير أخر بإحتمالية نشوبها في الرابع و العشرين و السابع والعشرين من نوفمبر و بدأ الإخطار الموجه إلى ” كيميل ” في يوم السابع و العشرين من نوفمبر بما يلي: “هذه الإرسالية تعتبر تحذيرا بالحرب حيث توقفت المفاوضات ” و لذلك قامت القيادة بتوجيهه بتنفيذ إنتشار دفاعي مناسب و إجراء عملات إستطلاع كما أرسلت رسالة أخري إلي ” شورت ” تفيد بأن أي عمل عدائي أصبح ممكن في أي لحظة و حثته أيضا علي ضرورة إجرائات الإستطلاع .
و رغم إمتثال كلا القيادتين للتعليمات لكن كان من الواضح أن الإجراءات التي قاموا كما أثبت الحدث بعيدة عن أن تكون كافية حيث أمر “شورت” بإصدار تنبيه ضد التخريب و ركز معظم طائراته المقاتلة في القاعدة في “ويلر فيلد” لمحاولة منع إلحاق الضرر بها كما أصدر أوامره بتشغيل خمس من أجهزة الرادار المتنقلة التي تم نصبها في الجزيرة من الساعة 4:00 صباحًا و حتى 7:00 صباحًا و التي تعتبر الفترة الأكثر خطورة و مع ذلك كان التدريب على الرادار في مرحلة بعيدة كل البعد عن التقدم أما بالنسبة للأدميرال “كيميل” فعلى الرغم من حقيقة أن إستخباراته لم تكن قادرة على تحديد مواقع عناصر كبيرة في الأسطول الياباني لم يوسع أنشطته الإستطلاعية إلى الشمال الغربي و هي النقطة المنطقية للهجوم كما رسا بالأسطول كاملا بإستثناء الجزء الذي كان في البحر في الميناء و سمح لجزء من أفراده بالذهاب في إجازة على الشاطئ و لم يشك أي من هؤلاء الضباط أن القاعدة في “بيرل هاربر” ستتعرض للهجوم و في الأيام العشرة ما بين التحذير من الحرب في 27 نوفمبر و الهجوم الياباني نفسه لم تتخذ واشنطن أي إجراء إضافي .
و في وقت مبكر من صباح يوم الأحد 7 ديسمبر و هو يوم الهجوم علمت ” واشنطن ” أن السفير الياباني قد تلقي رسالة بها تعليمات بطلب إجراء مقابلة مع وزير الخارجية عند الساعة الواحدة بعد الظهر (7:30 صباحًا بتوقيت بيرل هاربر) و كان هذا مؤشرا واضحا على أن الحرب كانت في متناول اليد و لكن أستغرق فك تشفير الرسالة بعض الوقت و لم تصل إلى يد قائد العمليات البحرية حتى الساعة 10:30 تقريبًا حيث تم تسليمها إلى الإدارة الحربية بين الساعة 9:00 و الساعة 10:00 صباحًا و كان الجنرال “جورج سي مارشال” رئيس أركان الجيش الأمريكي خارجًا يمتطي حصانًا و لم يري الرسالة حتى وصلت إلى مكتبه حوالي الساعة 11:15 صباحًا و كان رئيس العمليات البحرية الأدميرال ” هارولد ستارك ” لم يعتقد حتى ذلك الحين أن الإتصال يستدعي أي تعليمات إضافية لكيميل و مع ذلك قرر ” مارشال ” إرسال تحذير جديد و أعطى أوامره للقيادة العسكرية بالتواصل مع البحرية و نتيجة خوفه من أن يتم إعتراض مكالمته تم إرسال رسالته من خلال برقية لكن كان هناك إختلاط في الإتصالات و لم يصل التحذير إلى هاواي إلا بعد بدء الهجوم و حتى في قاعدة ” بيرل هاربر ” نفسها وقعت حوادث كان من الممكن أن تكون بمثابة تحذير موجز إذا فُسرت بشكل صحيح فقبل أربع ساعات من بدء الهجوم شاهدت كاسحة ألغام ” يو إس إس كوندور ” غواصة يابانية و بعد حوالي ساعتين و نصف الساعة أرسل قائد المدمرة “يو إس إس وارد” رسالة يقول فيها أنه “هاجم و أطلق النار و أسقط قنابل عميقة على غواصة تعمل في منطقة بحرية دفاعية” بالقرب من بيرل هاربر و بينما كان “كيميل” ينتظر تأكيد هذا التقرير بدأ اليابانيين أعمالهم العدائية و في ساعات الصباح نفسها لاحظ ” جورج إليوت ” و هو جندي في الجيش الأمريكي كان يتدرب على جهاز الرادار بعد وقت إغلاقه الطبيعي تحليقًا كبيرًا للطائرات على الشاشة و عندما أتصل هاتفيا بملازمه طُلب منه تجاهل الملاحظة حيث كان من المتوقع في ذلك الوقت وجود رحلة قاذفات B-17 قادمة من ” الولايات المتحدة ” و مرة أخرى ضاعت فرصة التنبوء بالهجوم و الإستعداد له .
و مع بدء الهجوم علي قاعدة بيرل هاربر ظهرت أول قاذفة قنابل يابانية في تمام الساعة 7:55 صباحًا (بالتوقيت المحلي) و كانت جزءًا من الموجة الأولي التي ضمت ما يقرب من 200 طائرة بما في ذلك طائرات الطوربيد و القاذفات و المقاتلات و في غضون ربع ساعة تعرضت المطارات المختلفة في القاعدة لهجوم شرس و بسبب إجراءات ” شورت ” لمكافحة التخريب كان قد تم تجميع الطائرات العسكرية الأمريكية معًا بإحكام في المحطة الجوية البحرية في جزيرة فورد و حقول ويلر و هيكام المجاورة و هو ما أدي إلي تدمير العديد منها على الأرض بسبب القصف الياباني و في ويلر فيلد على وجه الخصوص كان الدمار مخيفًا فمن بين 126 طائرة على الأرض تم تدمير 42 طائرة بالكامل و تضررت 41 طائرة و لم يتبق سوى 43 صالحة للخدمة فقط و في المجموع تم تدمير أكثر من 180 طائرة.
و في الوقت نفسه تم توجيه عمل ضخم ضد أسطول “كيميل” حيث شكلت السفن الراسية في الميناء أهدافًا مثالية للقاذفات اليابانية و لأن يوم الهجوم كان صباح يوم الأحد و هو الوقت الذي اختاره اليابانيين لتحقيق أقصى قدر من المفاجأة لأن تلك السفن لم تكن مأهولة بالكامل فقد تم إلحاق معظم الأضرار التي لحقت بالبوارج في أول 30 دقيقة من الهجوم حيث إنفجرت البارجة “يو إس إس أريزونا” بإنفجار هائل نظرا لأنها كانت مليئة بالقنابل و الطوربيدات كما أستقرت سفينة “يو إس إس ويست فرجينيا” على عارضة مستوية في قاع الميناء و أنقلبت السفينة “يو إس إس أوكلاهوما” التي أصيبت بأربعة طوربيدات في غضون خمس دقائق بالكامل و أرتفع قاعها و مروحتها فوق مياه الميناء كما تم نسف السفينة ” يو إس إس كاليفورنيا” التي كانت بمثابة السفينة الرائدة في قوة معركة المحيط الهادئ و تم التخلي عنها لأنها غرقت ببطء في المياه الضحلة كما غرقت السفينة المستهدفة “يو إس إس يوتا” و بالكاد نجت من الضرر الكامل و رغم أن أطقم المضادات الجوية على متن السفن المختلفة كانت سريعة إلى حد ما في التحرك حيث أطلق أفراد الجيش النار للدفاع عن القاعدة إلا أن قوة الهجوم لم يتم إضعافها بأي حال من الأحوال .
و في تمام الساعة 8:50 صباحًا بدأت الموجة الثانية من الهجوم و رغم أنها كانت أقل نجاحًا من الأولي إلا أنها تسببت في أضرار جسيمة حيث تعرضت السفينة الحربية ” يو إس إس نيفادا ” لضربة طوربيد خلال الموجة الأولى لكن موقعها في نهاية صف السفن الحربية سمح لها بحرية عمل أكبر من السفن الرئيسية الراسية الأخرى كما أشتعلت النيران في السفينة الحربية “يو إس إس بنسلفانيا” بالقنابل و تحولت المدمرتان الراسيتان بالقرب منها إلى حطام و أنشطرت المدمرة ” يو إس إس شو ” إلى قسمين جراء إنفجار كبير و بعد الساعة 9:00 صباحًا بقليل إنسحب اليابانيين و بإنتهاء هجومهم كان لا يمكن لأحد أن يشك في أنهم حققوا نجاحًا كبيرًا حيث نتج من تدمير “أريزونا” و “أوكلاهوما” خسائر فادحة في الأرواح و تعرضت ست بوارج أخرى لدرجات متفاوتة من الضرر كما تضررت ثلاث طرادات و ثلاث مدمرات و سفن أخرى و بلغ إجمالي الخسائر العسكرية الأمريكية أكثر من 2400 قتيل و 1000 جريح و ألحقت أضرار جسيمة بطائرات الجيش و البحرية على الأرض و في المقابل خسر اليابانيين ما بين 29 إلى 60 طائرة و خمس غواصات قزمة و ربما غواصة واحدة أو اثنتين من غواصات الأسطول و أقل من 100 رجل و أنسحبت فرق العمل اليابانية من مسرح المعركة دون أن تتعرض لأي هجوم .
و رغم فداحة كارثة الهجوم علي ميناء بيرل هاربر إلا أنه كان يوجد لمسة إيجابية بسيطة فنتيجة القرارات التي إتخذها “كيميل” لم تكن حاملتا طائرات أمريكية متواجدة في الميناء كما كانت سفينة ” يو إس إس إنتربرايز ” بقيادة الأدميرال “ويليام إف هالسي” في مهمة لتعزيز حامية جزيرة ويك بالطائرات البحرية و الطيارين و كانت السفينة ” يو إس إس ليكسنجتون ” تقوم بمهمة مماثلة لنقل قاذفات القنابل البحرية إلى “ميدواي” كما كان هناك سبع طرادات ثقيلة و فرقة من المدمرات في البحر و كان من المقرر أن تعود سفينة “إنتربرايز” إلى بيرل هاربر في يوم 6 ديسمبر و لكن تم تأجيلها بسبب أحوال الطقس كما كانت حاملة الطائرات الثالثة ” يو إس إس ساراتوجا ” على متن مجموعة جديدة من الطائرات في ” سان دييجو ” صباح يوم الهجوم و رغم أن الهجوم علي ميناء بيرل هاربر قد أدي إلى إصابة القوة البحرية و الجوية الأمريكية بالشلل الشديد في المحيط الهادئ إلا أنه من بين السفن الحربية الثماني التي أعطبت تم إصلاحهم جميعا و عودتهم إلي الخدمة بإستثناء ” أريزونا ” و ” أوكلاهوما ” كما فشل اليابانيين في تدمير منشآت تخزين النفط المهمة في الجزيرة أما علي الجانب السياسي فقد قال الرئيس الامريكي ” روزفلت ” أن ذلك الحادث قد وحد الرأي العام الأمريكي و أزاح أي دعم سابق للحياد عن المشاركة في الحرب العالمية الثانية و لذلك في يوم 8 ديسمبر أعلن الكونجرس الحرب على “اليابان” بصوت معارض واحد فقط الذي كان للنائبة “جانيت رانكين” من ولاية “مونتانا” التي صوتت أيضًا ضد دخول “الولايات المتحدة” في الحرب العالمية الأولى .
و أثار حجم كارثة الهجوم علي بيرل هاربر و عدم إستعداد الجيش الأمريكي لمواجهته إنتقادات كبيرة و أجريت العديد من التحقيقات التي نتج عنها إعفاء كل من ” كيميل ” و ” شورت ” من الخدمة و بعد الهجوم مباشرة تقريبًا قام الرئيس بتعيين لجنة برئاسة قاضي المحكمة العليا الأمريكية ” أوين جيه روبرتس ” لفحص الحقائق و تحديد المسؤولية و في وقت لاحق قامت مجالس الجيش و البحرية بمراجعة المشكلة و في عام 1946 تم إجراء تحقيق واسع النطاق في الكونجرس و رغم الوصول إلي الحقائق كاملة إلا أن الحادث قد أرتبط بوجهة نظر متطرفة مبنية علي نظرية مؤامرة كان من أبرز الداعين لها الأدميرال “روبرت أ. ثيوبالد ” و هو قائد فرقة عمل في المحيط الهادئ حيث أكد أن ” روزفلت “من خلال الضغط الدبلوماسي المتواصل علي ” اليابان ” قد قام متعمدا بدفعها إلي بدء الأعمال العدائية و هو ما كان يريده إلا أن الكثير من المؤرخين لم يتفقوا مع تلك الرواية خاصة بعد ظهور وثائق تم رفع السرية عنها و المتعلقة بحادث الهجوم علي بيرل هاربر و التي تنفي تلك المزاعم فرغم أن ” روزفلت ” قد اتبع بالفعل سياسة دعم الصين القومية التي كانت بمثابة مصدر إزعاج كبير لحكومة طوكيو لكن في الوقت نفسه كانت هناك أدلة قوية على أنه سعى إلى تأجيل الصدام بدلاً من التحريض عليه و حتى في الأيام الأخيرة من المفاوضات وجه نداءً إلى الإمبراطور الياباني ” هيروهيتو ” و الذي لو تم الإستماع إليه لكان قد تم تلافي تلك الكارثة .
كما أشارت التحقيقات إلي أن النجاح الياباني في الهجوم علي “بيرل هاربر” يرجع في المقام الأول إلى التقدير الخاطئ للأميركيين لقدرات العدو و نواياه حيث علمت السلطات في “واشنطن” أن القوات اليابانية كانت تتجه جنوبًا إلى خليج تايلاند و لم يعتقدوا أنه بالتزامن مع هذه الخطوة يمكن لليابانيين شن هجومًا على قاعدة “هاواي” كما بدا من المنطقي أيضًا أن يتجنب اليابانيين مثل هذه العمل لأنه سيؤدي حتماً إلى دخول “الولايات المتحدة” في الحرب و رغم مناقشة تلك الفرضية بشكل متكرر بين المخططين العسكريين الأمريكيين على مدار العام إلا أنه كان يتم إستبعادها للأسباب المذكورة و في النهاية توزعت مسئولية الهجوم علي القيادات السياسية و العسكرية ففي 17 ديسمبر عام 1941 ألقت لجنة “روبرتس” التي شكلها الرئيس اللوم في الكارثة على القواد “كيميل” و “شورت” و لكن بعدها إتخذت لجان الجيش و البحرية التي درست المشكلة لاحقا وجهة نظر معاكسة حيث ألقت اللوم على إدارات الحرب و البحرية كما ألقي البعض المسئولية علي الرئيس نفسه حيث أكدوا أنه بحلول مساء يوم 6 ديسمبر كان لدى الرئيس دليل واضح على أن الحرب كانت وشيكة و أنه كان ينبغي عليه اتخاذ إجراءات فورية لتنبيه إدارات الحرب و البحرية .
و مهما كان الحكم الذي قد يصدر بشأن علي من تقع المسئولية لكن الأهم هو تداعيات حادث الهجوم علي بيرل هاربر فبقدر ما كان النجاح الياباني عظيماً على المدى القصير و بقدر ما كان الإذلال الذي لحق بالولايات المتحدة كبيراً إلا أن تداعيات الهجوم على المدى البعيد كان خطأً ياباني كبيرا علي المستوي السياسي و العسكري فأثناء نيتهم بتدمير الأسطول الأمريكي أهملوا تدمير إمدادات النفط الكبيرة في هاواي و التي كان تدميرها كافيا لشل حركة “الولايات المتحدة” لعدة أشهر قادمة و الأهم من ذلك هو أن الهجوم الياباني أدخل الحكومة الأمريكية في الحرب و وحد الشعب الأمريكي و جعل الهدف في إلحاق الهزيمة النهائية للعسكريين اليابانيين أمرًا لا مفر منه و لو كان وجه القادة اليابانيين إنتباههم و ضرباتهم ضد البريطانيين و الهولنديين في مسرح المحيط الهادئ لكان من الصعب علي الرئيس الأمريكي إقناع شعبه بالدخول إلي الحرب و لكن حدث ما حدث و تم التكفير عن حادث الهجوم علي بيرل هاربرر بإنهاء الحرب بإنتصار أمريكي كبير علي “اليابان” عقب إلقاء القنبلة الذرية علي مدينتي هيروشيما و ناجازاكي .