دائما ما يقال ان البطولات الرياضية الكبري مثل كأس العالم فى كرة القدم أو دورة الألعاب الأوليمبية لا تتحكم فيها السياسة و لكن فى واقع الأمر نجد أنها تفرض نفسها بقوة فى تلك الفعاليات بشكل أو بأخر إما عبر أحداث دموية كما حدث فى أولمبياد ميونيخ خلال خطف أفراد من البعثة الإسرائيلية أو فى أحداث مباراة رياضية التى يظهر فى تلك الصورة تداعياتها من خلال غياب المنتخب الأمريكي لكرة السلة عن منصة التتويج فى نفس الأولمبياد أيضا إحتجاجا على سير أحداث المباراة النهائية المثيرة للجدل و التى أنتهت بفوز الاتحاد السوفيتى بالميدالية الذهبية على حساب الولايات المتحدة .
التاريخ : 10 سبتمبر عام 1972 .
المصور : أرشيف بيتمان كوربس .
التفاصيل : ترجع خلفية تلك الصورة الى ذروة الحرب الباردة بين “الولايات المتحدة” و “الإتحاد السوفيتي” حيث كان المجال الرياضى ساحة لتلك المواجهه ايضا خاصة فى بطولة الألعاب الأولمبية حيث كانت الأفضلية دائما الى المنتخب الأمريكي لكرة السلة فى اكتساح تلك اللعبة على مدار البطولات الأوليمبية المتعاقبة التى شارك فيها و كان دائما المركز الأول و الميدالية الذهبية محجوزة للاعبيه إلا أنه بعد ذلك صدر قرار بحظر مشاركة اللاعبين المحترفين فى الأولمبياد و هو الأمر الذى أكسب أفضلية للاتحاد السوفيتى الذى قام بإدراج جميع لاعبيه البارزين كمجرد هواة يمارسون تلك اللعبه بعكس اللاعبين الامريكيين المدرج اسمائهم فى الدوري الاميركي للمحترفين و بسبب تلك اللائحة الجديدة تم إجبار “الولايات المتحدة” على المشاركة بلاعبين هواه و الذى رغم ذلك أكتسح المنتخب الأمريكي لكرة السلة كل المباريات التى لعبها فى تلك البطوله و صعدوا للمباراة النهائية لمواجهة الاتحاد السوفيتى .
و بدأت المباراة بتقدم السوفييت و بفارق كبير و سرعان ما بدء لاعبي المنتخب الأمريكي لكرة السلة فى الضغط و تقليص الفارق حتى وصلت المباراه الى الثوانى الأخيرة منها و بداية الجدل الخاص بها فمع قرب نهايتها بأقل من 10 ثوانى كان “الاتحاد السوفيتى” متقدما على “الولايات المتحدة” 48/49 و أحتسبت رميتين للأمريكيين و تم تسجيلهم ليتقدم الفريق الامريكى 50/49 و بدأ اللاعبين بالإحتفال فى الملعب لتتويجهم بالميدالية الذهبية الا أنه توجه رئيس الهيئة الإدارية لكرة السلة إلى الطاقم التحكيمى ليخبرهم بضرورة إعادة الساعة ثلاث ثوان و إستكمال المباراة بسبب خطأ تحكيمي و تم ذلك بالفعل وسط اعتراض الأمريكيين و فى خلال تلك الثواني الثلاث سجل أحد اللاعبين السوفييت رمية التقدم لتحتسب نقطتين و يتقدم الاتحاد السوفيتى 50/51 و يفوز بالمباراة وسط ذهول و غضب عارم من المنتخب الأمريكي لكرة السلة .
و تم تقديم إستئناف من قبل إداريي المنتخب لطاقم التحكيم المكون من خمس حكام ثلاث منهم كانوا تابعين للدول الشيوعيه الا أنه تم رفضه بالأغلبية ” ثلاث اصوات مقابل اثنين ” فشعر اللاعبين الامريكيين بالظلم و لم يقبلوا الحكم و صوتوا بالإجماع على رفض إستلام ميدالياتهم الفضية و لم يحضر الفريق حفل توزيع الميداليات كما هو موضح بالصورة حيث قال واحد من هؤلاء اللاعبين ” اذا كنا خسرنا كنت سأكون فخورا بعرض ميداليتى الفضيه و لكننا لم نواجه الخسارة بل واجهنا الغش ” .
و الجدير بالذكر انه بعد مرور سنوات صدرت دعوات داخل “الولايات المتحدة” بمنح فرصة للاعبيين لتغيير موقفهم و قبول الميداليات الفضية و ربما فى حفل رسمى خاصة مع تقبل أحد أفراد الفريق لتلك الفكرة الا ان اللجنة الأولمبية قالت أنه من الصعب تنفيذ ذلك أو توزيع الميداليات إلا فى حالة قبول كل أفراد الفريق فأجتمع اللاعبين و قرروا بالإجماع عدم قبول تلك الميداليات و لا تزال حتى الان محفوظة في لوزان بسويسرا .