السياسي هو إنسان مثل الأخرين و على الرغم من القرارات التى يتخذها و التى من الممكن أن تتوقف عليها مصائر أمم الا أنه يأكل و يشرب و ينام و يبحث عن الراحة مثله مثل الأخرين و خير دليل على ذلك هو تلك الصورة التى تم تصويرها خلسة لمجموعة من المسئولين الأوربيين فى جلسة إستراحة بعد عقدهم لإجتماعات هامة بمدينة لاهاي فى هولندا لمناقشة تعويضات الحرب العالمية الأولى الألمانية و هي صورة أثارت ضجه كبيرة بعد نشرها فى صحيفة لندن جرافيك و صنفت كواحدة من افضل 100 صورة فى تصنيف مجلة التايم .
التاريخ : 1930 .
المصور : الألماني ” ايريك سالومون ” .
التفاصيل : تبدء قصة الصورة فى تمام الساعة الثانية صباحًا داخل قاعة المؤتمرات في مدينة لاهاي حيث عقد مؤتمر ” تعويض لاهاي الثاني ” الذى اقيم عام 1930 بحضور المسئوليين الأوربيين من أجل مناقشة كيفية دفع ألمانيا لأقساط تعويضات الحرب العالمية الأولي التى كانت بقيمة 600 مليون مارك و طالبت بها معاهدة فرساي و نظرًا لعدم إمكانية تأجيل الدفعات السنوية و لأن هذا المبلغ الكبير كان يمثل عبئًا كبيرًا على الميزانية الالمانية فقد تقرر أن تقوم “ألمانيا” بالدفع عينيًا بدلاً من النقد و أثناء تلك الإجتماعات كان يتم عزل هؤلاء المسئولين الأوربيين بعيدا عن أعين الصحافة و المتطفلين الا ان هذا لم يردع المصور ” إيريك سالومون ” عن محاولة إلتقاط الصورة حيث تسلل إلى مكان اجتماعهم بكاميرا صغيرة مصممة لإلتقاط الصور فى الاضاءة الخافته و أثناء أخذهم لقسطا من الراحه تم إلتقاطها على الفور .
و يظهر فى تلك الصورة من المسئولين الأوربيين “لويس لوشور” وزير العمل الفرنسي الممسك بيديه عيونه المنهكه و رئيس الوزراء الفرنسي “أندريه تارديو” المتراجع على الأريكة و عيناه مغلقتان تقريبا و يبدو الإرهاق عليه و “هنري شيرون” وزير المالية الفرنسي الجالس على الكرسي و وزير الخارجية الألماني “يوليوس كورتيوس” الجالس بين شيرون و تارديو و تم إلتقاط تلك الصورة و المصور مختبأ خلف الأريكة و عليها وجوه السياسيين على حقيقتها و بفطرتهم العادية دون علمهم .
أقرأ أيضا : صورة سقوط قطار من محطة مونتبارناس فى باريس بعد فقدان سائقه السيطرة عليه
و الجدير بالذكر ان المصور ” إيريك سولمون ” كان مشهورا بتصرفاته الغريبه و الجريئة من أجل الحصول على تلك الصور المميزة و وصلت الى درجة أنه أثناء التوقيع على حلف كيلوغ – برايان عام 1928 دخل إلى غرفة التوقيع و شغل المقعد الشاغر للمندوب البولندي و بدء فى التقاط الصور .