المجموعة الشمسية هى نظام مرتبط بالجاذبية للشمس و الأجسام التي تدور حوله تشكلت قبل 4.6 مليار سنة عقب انهيار جاذبية سحابة جزيئية عملاقة كانت تتواجد بين النجوم و هو نظام مكون من عدة كواكب متنوعة منها الصخرى مثل عطارد و الزهرة و الأرض و المريخ أو الغازى مثل المشترى و زحل أو الجليدى مثل أورانوس و نبتون مع عشرات الأقمار التابعة لهم اضافة الى ملايين الأجسام الفضائية الأخرى مثل الكواكب القزمة و الكويكبات و المذنبات فى وجود مساحات شاسعة من الغبار و الغاز و الذين يدورون جميعا حول نجمنا المحلي و هو الشمس الذى يعتبر نجم متوسط الحجم فى مجرة درب التبانة و منذ قديم الأزل كان بعض من تلك الأجرام لامعة فى السماء و يمكن مشاهدتها بالعين المجردة و هو ما دفع البعض الى متابعتها و دراستها لينشأ علم الفلك الذى وصل فى وقتنا الحالى الى مراحل متقدمة مكنتنا من فهم خصائص و تركيبات تلك الكواكب و الأجسام الصغيرة و حتى ما يحدث خارج حدود مجموعتنا الشمسية .
و تعتبر المجموعة الشمسية مجرد ذرة في الكون الشاسع المحيط بنا و المكون من مجرات بها شبكات من النجوم تدور حولها الكواكب التى ربما يكون لبعضها حياة خاصة فإذا كانت مجموعتنا الشمسية التى تبعد عن مركز المجرة بمسافة 28 ألف سنة ضوئية بحجم قبضة اليد فستكون مجرة درب التبانة التابعين لها كبيرة بحجم قارة أمريكا الشمالية حيث أطلق عليها ذلك الإسم Solar System أو النظام الشمسى نسبة الى كلمة Sol التى تعنى الشمس باللغة اللاتينية و عليه فإن أى جسم مرتبط بها يطلق عليه اسم Solar .
ما حجم و مسافة المجموعة الشمسية ؟
تمتد المجموعة الشمسية الى أبعد بكثير من الكواكب الثمانية التي تدور حول الشمس و هم ” عطارد و الزهرة و الأرض و المريخ و المشترى و زحل و أورانوس و نبتون ” حيث تشتمل أيضا على “حزام كايبر” الذي يقع بعد مدار “نبتون” و تم تأكيد وجوده عام 1992 و المكون من حلقة قليلة الكثافة من الأجسام الجليدية و الكواكب القزمة مثل كوكب “بلوتو” .
و يقع وراء أطراف ” حزام كايبر ” سحابة أورت” و هى قشرة كروية عملاقة تحيط بنظامنا الشمسي و هى سحابة لم يتم رصدها بشكل مباشر مطلقًا و لكن تم التنبؤ بوجودها منذ الخمسينيات بناءً على النماذج الرياضية و ملاحظات المذنبات التي من المحتمل أن تنشأ هناك حيث تتكون تلك السحابة من قطع جليدية من الحطام الفضائي بعضها ذات أحجام أكبر من الجبال و تدور حول شمسنا على بعد 1.6 سنة ضوئية و هى ذات غلاف سميك من المادة يمتد من خمسة ألاف إلى 100 ألف وحدة فلكية ( تعادل الوحدة الفلكية الواحدة المسافة من الشمس إلى الأرض التى تصل الى 150 مليون كيلومتر) و تعتبر هي أخر حدود تأثير جاذبية الشمس حيث يمكن للأجسام التي تدور حولها الدوران و العودة بالقرب من شمسنا مجددا .
كيف تشكل النظام الشمسى ؟
تشكلت المجموعة الشمسية منذ حوالي 4.5 مليار سنة من انهيار سحابة كثيفة من الغاز و الغبار بين النجوم حيث يعتقد أنه بسبب موجة تصادمية لنجم قريب متفجر يسمى “سوبر نوفا” و عندما انهارت سحابة الغبار تلك شكلت سديمًا شمسيًا مكون بقرص من مادة تدور حول نفسها فى مركزها حيث قامت الجاذبية بسحب المزيد و المزيد من المواد إلى الداخل و في النهاية كان الضغط في النواة كبيرًا جدًا لدرجة أن ذرات الهيدروجين بدأت تتحد و تشكل الهيليوم مطلقةً كمية هائلة من الطاقة و بذلك ولدت الشمس التى تعتبر مكونة لـ 99.8% من المادة المتاحة فى النظام الشمسى و تقع فى مركزها .
و فى نفس الوقت كانت المادة الأبعد في القرص تتكتل أيضًا حيث اصطدمت هذه الكتل ببعضها البعض مكونة أجسامًا أكبر و أكبر نما بعضها لتصبح كواكب و كواكب قزمة و أقمار كبيرة و في حالات أخرى لم تتشكل الكواكب و لكن تكونت أحزمة من الكويكبات الناتجة من النظام الشمسي المبكر و التي لا يمكن أبدًا أن تتجمع معًا لتشكل كوكبًا بينما أصبحت القطع المتبقية الأصغر كويكبات و مذنبات و نيازك و أقمار صغيرة غير منتظمة.
بناء المجموعة الشمسية
يرجع ترتيب الكواكب و الأجسام الأخرى إلى الطريقة التي تشكلت بها المجموعة الشمسية فبالقرب من الشمس كانت المواد الصخرية فقط هي التي يمكنها تحمل الحرارة عندما كان النظام الشمسي صغيرًا و لهذا السبب فإن الكواكب الأربعة الأولى “عطارد و الزهرة و الأرض و المريخ ” هي كواكب صغيرة و ذات أسطح صخرية صلبة اما بالنسبة للكواكب العملاقة الغازية مثل ” المشترى و زحل ” أو الجليدية مثل ” أورانوس و نبتون ” فهى نتيجة سحب الجاذبية للمواد التي اعتدنا على رؤيتها فى المناطق الخارجية للنظام الشمسى الشاب مثل الجليد أو السوائل أو الغازات المستقرة .
و كان فى السابق كوكب ” بلوتو ” مدرجا ضمن تلك المجموعة الا أنه تم اخراجه منها عام 2006 بعد أن أُعيد تصنيفه ككوكب قزم لأنه فشل في تلبية أحد المعايير في تعريف الكوكب و هو أمر أثار الجدل بسبب وجود معارضات كبيرة نحو ذلك القرار و رغم ذلك الا أنه يوجد مرشح محتمل لملء الفراغ “بلوتو” باعتباره الكوكب التاسع و “الكوكب X ” حيث افترض علماء الفلك أن هناك كوكبًا أكبر بعشر مرات من الأرض يمكن أن يدور حول الشمس بعد كوكب ” نبتون ” بمسافة كبيرة الا أنه لا يزال الأمر نظريًا لأنه لم يتم رصده بشكل مباشر .
أقمار المجموعة الشمسية
هناك أكثر من 200 قمر معروف في المجموعة الشمسية اضافة الى العديد من الأقمار الأخرى في انتظار تأكيد الاكتشاف و من بين الكواكب الثمانية الموجودة فيعتبر كوكبى “عطارد و الزهرة” هما الوحيدان اللذان ليس لهما أقمار كما تقود الكواكب العملاقة مثل كوكبى “المشتري و زحل” أكبر أعداد للأقمار في نظامنا الشمسي كما أن كوكب ” بلوتو ” ذات حجم أصغر من قمرنا و رغم ذلك فلديه خمسة أقمار في مداره و حتى الكويكبات الصغيرة يمكن أن يكون لها أقمار ففي عام 2017 اكتشف العلماء أن الكويكب ” 3122 فلورنسا ” له قمرين صغيرين .
ما هى المركبات الفضائية الخاصة بالنظام الشمسى و ما بعده ؟
حققت خمس مركبات فضائية سرعة كافية للسفر في النهاية خارج حدود نظامنا الشمسي وصل اثنان منهم إلى الفضاء غير المكتشف بين النجوم بعد رحلة استمرت عدة عقود في الفضاء حيث دخلت المركبة “فوييجر 1” بين النجوم عام 2012 و انضمت إليها “فوييجر 2” عام 2018 و لا تزال كلتا المركبتين الفضائيتين على اتصال بالأرض و هما مركبتان تم اطلاقهم من الأرض فى عام 1977 كما تستكشف مركبة الفضاء “نيو هورايزونز” التابعة لوكالة ناسا حاليًا منطقة جليدية خلف كوكب “نبتون” تسمى “حزام كايبر” و في النهاية ستترك نظامنا الشمسي اضافة الى مركبتى ” بايونير 10 و 11 ” .