الكوالا حيوان جرابي ثديي من أكلة النباتات موطنه الحصري أستراليا لذلك يتخذ بجانب الكنغر رمزا لتلك البلاد و هو يعيش بالمناطق الساحلية في المناطق الشرقية و الجنوبية من البر الرئيسي داخل غابات الأوكالبتوس المفتوحة حيث تشكل أوراق أشجارها معظم نظامه الغذائي و يمكن التعرف عليه بسهولة من خلال جسمه القوي غير اللامع و رأسه الكبير ذات الآذان المستديرة و الرقيقة و الأنف الكبير الذي يتخذ شكل ملعقة و يتراوح لون فراءه ما بين الرمادي الفضي إلى البني و الكوالا بطبيعتها حيوانات غير إجتماعية حتى مع بعضها البعض و يستثني من ذلك علاقة الأم بصغارها و من المعروف عنها أنها تتسم بالكسل الشديد حيث تنام ما يصل إلى عشرين ساعة في اليوم و منذ زمن طويل كانت الكوالا جزء من أساطير و فنون السكان الأصليين الذين كانو يقومون بإصطيادها و حاليا هي مدرجة على قائمة الأنواع المعرضة للخطر من قبل الإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة و ذلك بسبب تدمير الموائل الناجمة عن الزراعة و الإمتدادات العمرانية و الجفاف و حرائق الغابات المرتبطة بتغير المناخ الناجم عن الإحتباس الحراري و مؤخرا تم إدراجها رسميًا على أنها مهددة بالانقراض في عدد من الأقاليم الأسترالية .
و يرجع العلماء سبب نوم الكوالا الطويل لمنحهم الوقت لهضم طعامهم و نظرا لأنه في حالة وجود تلك الحيوانات علي الأرض فقد يعرضهم لهجمات من الحيوانات المفترسة لذلك فقد إستطاعت أن تتكيف بالعيش علي الأشجار من خلال نهاية جسدها الخلفية التي تمكنها من الثبات عليها مثل الشوكة حتى يتمكنوا من مضغ الأوراق و القيلولة كما يريدون دون الشعور بالتهديد و هي تتميز بإمتلاكها عمود فقري منحني و نهاية خلفية مستديرة و رغم قضاء أغلب أوقاتهم بين الأشجار إلا أنهم يتحركون علي الأرض عند الضرورة و ذلك للإنتقال من شجرة إلى أخري أو من مكان إلي أخر خاصة في الأيام الحارة حيث يختار أفضل الأماكن المظللة في تلك الأشجار للإستقرار عليها من أجل الحصول علي الراحة أما في الأيام الباردة فيختار الأماكن المناسبة و المكشوفة من أجل إمتصاص الحرارة الواردة من الشمس للشعور بالدفء .
و يعتبر حيوان الدنجو أو البومة الكبيرة من ألد أعداء الكوالا إلا أن الأسباب الأكثر شيوعا لوفاتها هي السيارات و الكلاب لذلك كلما وجدت علي إرتفاعات كبيرة من الأشجار كلما كانت في وضع أمن بشكل أكبر حيث يتم تكييف أيديها و أرجلها للإلتفاف و التعليق على أغصان الأشجار بشكل فعال حيث تحتوي أيديهم على إبهامين متعارضين لزيادة قوة قبضتهم بعكس الإنسان الذي يمتلك إبهام واحد كما أن لديها مخالب حادة تساعدها علي الحفر في اللحاء و للقدمين إصبع قدم يندمج في إصبعين معًا و تساعد الوسادات الخشنة الموجودة على اليدين و القدمين في شد قبضتهم كما تمتلك الكوالا عضلات قوية في الذراعين و الأكتاف تساعدهم على الصعود إلى قمة الأشجار لمسافات قد تصل إلي 46 مترًا بالإضافة إلي تمكينهم من القفز بين الفروع وسط الأشجار .
و تعد الكوالا كائنات منعزلة و غير إجتماعية و تكون أكثر نشاطًا في الليل و يقضون معظم أوقاتهم ما بين القيلولة و الأكل حيث تتغذي علي أوراق الكافور فقط من خلال طحن أوراقه القاسية بأسنان خدودهم و رغم عدم حصولهم على الكثير من السعرات الحرارية من نظامهم الغذائي إلا أنهم يحافظون على الطاقة من خلال الحركة من حين لآخر من خلال النوم لمدة تصل إلى 20 ساعة كل يوم و علي الرغم من أن تناول نوع واحد من النباتات قد يبدو مملاً إلا أنه و لحسن الحظ يوجد منه أكثر من 600 نوع مختلف و من وجهة نظرها يبدو أن كل شجرة لديها أوراق مختلفة في المذاق عن الأخري و من المعروف أنها تفضل أوراق حوالي ثلاثين نوعًا و رغم أن أشجار الكافور تصنع بعض من المركبات السامة لتجنب تناولها و هو ما يجعل معظم الحيوانات العاشبة تقوم بتجنبها إلا أن الكوالا تستطيع ذلك بعد أن تكيفت علي التعايش مع تلك السموم لكن يبدو أن ذلك يكون بحدود أيضا حين لاحظ العلماء أنها تتجنب بعض النباتات بشكل موسمي و كشفت التحليلات التي أجريت عليها علي أن تلك النباتات تحتوي علي مستويات أعلى من المعتاد لبعض السموم .
و مثل جميع أنواع الجرابيات تمتلك إناث الكوالا كيس يحملن فيه طفلهن الذي يسمى “جوي” مع الفارق أن كيس حيوان الكنغر ينفتح لأعلى بإتجاه رؤوسهم لكن الكوالا كيسها مفتوح بإتجاه أرجلها الخلفية و عند ولادة صغيرها يكون بحجم حبة جيلي كبيرة و لا يستطيع أن يرى أو يسمع و بعد فترة وجيزة من الولادة يبدء الصغير في إستخدام أطرافه للزحف من قناة الولادة متجها إلى جيب أمه حيث يلتصق بإحدى حلمتين في هذا المكان الدافئ و الآمن حيث يشرب الحليب و ينمو خلال الأشهر الستة التالية و حتي بعد أن يبدأ في ترك الكيس يعود إليه مجددا عندما يريد الإختباء أو النوم و في بعض الأحيان يركب على بطن أمه و يثبت نفسه عليها بإستخدام أيديه و أقدامه القوية و ذلك حين يصبح حجمه كبيرًا جدًا بالنسبة للكيس و بعد حوالي عام يمكنه العيش بمفرده علي الأشجار .
و تتعلم صغار الكوالا أن تأكل أوراق الكافور من تلقاء نفسهم تدريجيًا ففي البداية يلاحق الصغير الأوراق بفمه و تبدو محاولاته المبكرة و كأنها لعبة حيث يعيق أنفه الطريق و يدفع الأوراق بعيدًا عن متناول يده و لحسن الحظ يواصل المحاولة حتي ينجح في كيفية إنتزاع الأوراق بيديه و وضعها في فمه كما أن حيوانات الكوالا تصدر عدة أصوات مختلفة تتراوح بين الشخير و الخوار و الصراخ و حتى الأن يحاولون معرفة سبب خوار الذكور الذي يبدو و كأنه مزيج من دراجة نارية مسرعة و شخير خنزير و عما إذا كان غرضه هو إخبار الذكور الآخرين بالإبتعاد أم لدعوة الإناث للزيارة حيث يمكن تمييز الذكر بوجود بقعة عارية على صدره و هي المكان الذي يوجد به غدة الرائحة و يقوم بفرك تلك البقعة على جذع أو فرع شجرة لتمييزها برائحته الخاصة و بعد تحليلها أكتشف الباحثين أنها مركبة من 35 مادة كيميائية و لوحظ أنها تكون أكثر تركيزا في الربيع عندما يحاولون جذب رفيقة له .
و رغم إعتبار الكوالا أحد رموز “أستراليا” إلا أن بقائها أصبح على المحك بعد أن كان يُعتقد سابقًا أنها شائعة و منتشرة لكنها في واقع الأمر أصبحت معرضة للعديد من المخاطر عبر معظم نطاقها الشمالي حيث كان في الماضي يتم إصطيادها من أجل الحصول علي فرائها و تشير الوثائق التاريخية إلي أنه خلال الفترة من عام 1919 إلى عام 1924 قُتل ما لا يقل عن ثمانية ملايين منهم و اليوم تعتبر مهددة بالإفتراس من الكلاب الأليفة و الإصابة بأمراض تنتشر بين معظم السكان بالإضافة إلى دهس بعضها بواسطة السيارات لكن الشيء الوحيد الذي لا تستطيع الكوالا و الحياة البرية الأخرى حماية نفسها منه هو فقدان الموائل لذلك أصبح هناك حاجة ماسة لمحاولة توفير موائل خاصة بهم تساهم في بقائها و هو ما أستجابت له الحكومة الأسترالية التي قامت بإعلان منتزه سانت بيز الوطني محمية طبيعية لتوفير حماية لحيوان الكوالا الذي يعيش فيه .
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب : ثنائيات الأسنان .
- العائلة : فاسكولارتيكداي .
- النوع : سينيريوس .
- العمر : يتراوح عمرها عادة ما بين 10 إلي 15 سنة .
- الصغار : عادة رضيع واحد .
- الوزن عند الولادة : 0.4 إلى 1 جرام .
- سن الرشد : من 2 إلي 3 سنوات .
- الطول : طول الرأس و الجسم يتراوح ما بين 60 إلى 80 سم .
- الوزن : يتراوح ما بين 7 إلى 13 كجم و يزن الذكور حوالي 50 في المائة أكبر من الإناث .
معلومات سريعة عن حيوان الكوالا
- يحافظ الكوالا على فرائهم نظيفًا من خلال إستخدام مخلب بدلاً من لعقه .
- يأكلون بين الحين و الأخر القليل من التراب لمساعدتهم على هضم وجبة أوراق الكافور.
- تحتوي أوراق الكافور على زيوت قوية الرائحة تجعل رائحتهم تشبه إلى حد ما قطرات النعناع .
- للحفاظ على طاقته ينام الكوالا من 18 إلى 22 ساعة في اليوم .
- في “أستراليا” تشير النتائج الأحفورية لحيوانات الكوالا التي عاشت فترة ما قبل التاريخ منذ 100000 عام إلى أنها ربما كانت ذات يوم بحجم ثور كامل النمو.
