بعد إنفتاح مداركنا عن مدي إتساع الكون و إيماننا بأنه من الضروري وجود أماكن ما تعيش فيها الكائنات الفضائية أو أي مخلوقات عاقلة أصبح السؤال الذي يشغل بالنا هو عن ماذا سوف نخبر تلك المخلوقات عن كوكب الأرض و الإنسانية إذا أتيحت لنا الفرصة للقيام بذلك و بطبيعة الحال تم توجيه ذلك السؤال إلي وكالة ناسا التي أجابت عنه عام 1977 حين قامت بإطلاق المسبارين فوييجر 1 و فوييجر 2 بغرض الحصول علي معلومات عن قرب تتعلق بكواكب المشتري و زحل و أورانوس و نبتون و ما بعد النظام الشمسي إعتمادا علي الجاذبية الخاصة بكوكب المشتري التي ستمنح تلك المسابير سرعات كافية تعينهم علي مغادرة المجموعة الشمسية و الدخول إلي مجرة درب التبانة لإمدادنا بالمزيد من المعلومات حول ذلك الفضاء الرحب الذي نعيش فيه .
و خلال الإعداد لتلك المهمات وضع العلماء إحتمالية كبيرة بأنه من الممكن حدوث إتصال يجمع ما بين المركبتين و أي أجسام أو أجرام تعيش فيها الكائنات الفضائية أثناء تحركهم في مسارهم مع وضع إحتمالية أخري تعتمد علي قيام تلك المخلوقات بفهم لغتنا و قراءة كلماتنا و إستيعاب التكنولوجيا البشرية لذلك تم إمداد كل مركبة فضائية منهم بنظام ذاكرة شريطي مكون من 8 مسارات مع أجهزة كمبيوتر من أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا البشرية في ذلك الوقت و فونوغراف نحاسي أصبح يُعرف بإسم “السجل الذهبي” و يضم مجموعة من الصور و الأصوات و رسالة مكتوبة من الرئيس الأمريكي ” جيمي كارتر ” كان قد كتبها في 16 يونيو عام 1977 و كان نصها : “هذه هدية من عالم صغير بعيد و عربون لأصواتنا و علومنا و صورنا و موسيقانا و أفكارنا و مشاعرنا و نأمل يومًا ما بعد حل المشكلات التي نواجهها أن ننضم إلي مجتمع الحضارة المجرية حيث يمثل هذا السجل أملنا و تصميمنا و إرادتنا الطيبة في عالم فسيح و رائع ” .
و فيما يلي بعض الأشياء الأخرى التي تم وضعها في السجل الذهبي :
1- التحيات المنطوقة بأكثر من 50 لغة مختلفة .
2- تجميع الأصوات الطبيعية من الأرض .
3- 90 دقيقة من الموسيقى من جميع أنحاء العالم و كان الأمر المثير للدهشة هو عدم وجود أي أغاني خاصة بفريق البيتلز علي الرغم من أنهم أرادوا تشغيل أغنية “Here Comes the Sun” لكن مشاكل حقوق الملكية الفكرية الخاصة بشركة التسجيلات الخاصة بهم أعاقت الطريق .
4- 116 صورة للمعرفة العلمية و البيئة الأرضية و التشريح البشري .