تعتبر حرب فيتنام واحدة من أصعب الحروب التى خاضتها الولايات المتحدة خارج أراضيها نظرا لأنها أعتمدت بشكل كبير على أسلوب حرب العصابات الذى أدى إلي سقوط الكثير من القتلي و الجرحي بين صفوفها و فى المقابل كان يقوم الجيش الامريكي بشن غارات إنتقامية ضد مواقع يعتقد انها تمركزات لقوات الفيتكونج فى القرى التى يقيم فيها مدنيين حيث كان يتم ترهيبهم لإخلاء مساكنهم و تدميرها لضمان عدم عودة تلك القوات مرة أخري و تجسد تلك الصورة لحظات هروب إحدي الأسر المذعورة من منزلها بعد تدمير القوات الأمريكية لبلدتهم و التى نالت جائزة الصحافه الدوليه عام 1965 و جائزة بوليتزر عام 1966 .
التاريخ : 6 سبتمبر عام 1965 .
المصور : الياباني ” كويتشى سوادا ” – وكالة يونايتد برس الأمريكية .
التفاصيل : ترجع خلفية الصورة إلي قيام القوات الأمريكية بإجبار الأهالي المدنيين و المقيمين ببلدة “كوي نون” الواقعة فى مقاطعة “ديناه بيناه ” الساحلية بوسط “فيتنام” على مغادرة منازلهم و إخلاء البلدة من جميع السكان نظرا لإستخدامها من قبل قوات الفيتكونج كمعسكر أساسي لإطلاق النار بشكل متكرر على جنود مشاة البحرية الأمريكية المتواجدين فى إحدى القواعد العسكرية القريبة منها حيث قامت القوات الأمريكية بقصفها و تدميرها كجزءًا من عملية تطهير تسمى ” العملية بيرانا ” و التى كان الغرض منها هو طرد أعضاء الفيتكونج المختبئين فى البلدات المحيطة بالقاعدة و لتنفيذ ذلك تم تسخير ألاف الجنود من أجل القيام بتلك المهمة حيث كان يتم إخلائها من النساء و الأطفال أولا قبل تدميرها و قصفها نظرا لأن الفيتكونج كانوا يستخدمونهم كستار لعملياتهم .
و أنتهت عمليات التطهير رسميا فى 10 سبتمبر و قتل فيها 178 فردا من قوات الفيتكونج و أعتقل 360 أخرون بينما كانت خسائر القوات الامريكية و حلفائها مقتل أثنين من مشاة البحرية و خمسة من قوات فيتنام الجنوبية و كانت المحصلة هى فشلها فى تحقيق أهدافها نظرا لإنسحاب وحدات كبيرة من الفيتكونج المتواجدة فى تلك المنطقه قبل 24 ساعه من بدأها .
و خلال عملية الإخلاء كان المصور يقوم بعمله فى تغطيتها و لاحظ وجود أسرة مكونة من أم و جدة مع ثلاثة أطفال وهم يسبحون في نهر عميق و مرعوبين بشكل واضح من القصف حولهم ليبادر على الفور بإلتقاط تلك الصورة التى فازت بالعديد من الجوائز العالمية مثل جائزة الصحافة الدولية عام 1965 و بوليتزر عام 1966 و بعد حصوله عليها قام بالعودة الى تلك البلدة و البحث عن أفراد تلك الأسرة و لحسن الحظ وجدهم جميعًا أحياء و أعطاهم نسخة من الصورة و جزءًا من أموال تلك الجائزة .
و تروى الأخت الوسطى فى الصورة “نجوين ثي كيم ليان” التى تبلغ من العمر حاليا 63 عامًا كواليسها حيث تقول أنها كانت تعد طعام الإفطار ثم بدأ القصف بالقرب من منزلها فقامت على الفور بالهروب هى و أسرتها و عندما قفزت في النهر مع عائلتها و جيرانها ساعدها المصور الذى كان يلتقط لهم الصور حيث كان يصوب وقتها بعض من أفراد القوات الامريكية في المنطقة أسلحتهم نحوها و لكنهم لم يطلقوا النار و بعد ذلك قام المصور ” كويتشى سوادا ” في زيارة القرية عدة مرات و يقوم بتوزيع الكعك على الأطفال و قد حزنت كثيرا عندما سمعت نبأ وفاته و أضافت انه أعطى الأسرة 60 ألف ين من أصل 360 ألف ين من جائزة بولتزر و معها نسخة من صورة “الهروب إلى بر الأمان” .