الغوريلا حيوان ثديي و يعتبر من القردة العاشبه ظلمته هوليوود فى فيلمها الشهير كينج كونج بعد أن أظهرته بصورة وحش شرس يتسلق مبنى الإمبايرستيت فى الولايات المتحدة و يهاجم البشر و لكنه فى واقع الأمر كائن مسالم و اجتماعى للغاية و يسخر كامل مجهوده من أجل جماعته و يقضى أوقاته فى التغذى على النباتات و هو حيوان يعتبر الأكبر من بين جميع الرئيسيات التي تشمل القرود و الليمور و إنسان الغاب و الشمبانزي و حتى البشر و يعيش في الغابات الاستوائية بقارة أفريقيا و دائما يقوم الكثير من الناس بعقد مقارنات بين الغوريلا و الإنسان نظرا لتشابه الحمض النووى بيننا و بينهم الى حد كبير و مع ذلك الا انه يوجد العديد من الاختلافات , و تصنف حاليا الغوريلا من قبل الإتحاد الدولى للحفاظ على الطبيعة بأنها كائنات مهددة بالإنقراض لوجود بعض من المشكلات التى تمثل خطورة على بقائهم مثل الصيد الجائر و تدمير الموائل و انتشار الأمراض و غيرها و لحسن الحظ نجحت الجهود المبذولة فى الحفاظ عليها في بعض من المناطق التي تعيش فيها .
و تنقسم الغوريلا الى نوعين و هى الغوريلا الشرقية و الغربية و ينقسم كل نوع إلى مجموعتين تعرف باسم الأنواع الفرعية الأربعة و هم غوريلا الأراضي المنخفضة الشرقية و الغوريلا الجبلية الشرقية و غوريلا السهول الغربية و غوريلا النهر الغربي المتقاطع و تمتاز جميعها بأنها ممتلئة الجسم و ذات صدور و أكتاف عريضة و أيدي كبيرة شبيهة بالإنسان و عيون صغيرة موضوعة على وجوه خالية من الشعر و رغم قدرتها على الوقوف بشكل مستقيم إلا أنها تفضل المشي باستخدام يديها التى تعتبر أطول بكثير من أقدامها و هى مثل جميع القردة العليا (باستثناء البشر) تعيش فى الغابات المطيرة بأفريقيا الأستوائية لتوفر الغذاء و البيئة المناسبة حيث كل ما تأكله تقريبًا هى المواد النباتية لذا فإن الحياة في الغابة بالنسبة اليها تشبه العيش في مطعم ضخم حيث تحب دائما تناول الطعام الذى يعتبر نشاطها المفضل و يأكل الذكر البالغ منها ما يصل إلى 18 كجم كل يوم و تستطيع معدتها الكبيرة هضم كل تلك الكميات الضخمة التى تأكلها كما تساعد فكوكها القوية على مضغ السيقان الصعبة حيث يشمل طعامها الأوراق و السيقان و الفواكه و البذور و الجذور و النمل و النمل الأبيض و فى المقابل تستفيد الغابات من وجودها أيضا حيث يعمل براز الغوريلا الليفي كسماد غني و من خلاله تنبت الشتلات بسرعة مما يجعلها عامل تجديد مهم للغابات .
و تعيش الغوريلا فى مجموعات يطلق عليها “القوات”و تتراوح أعداد كل واحدة ما بين 5 إلى 30 فردا و تكون تحت قيادة ذكر قوي ذو خبرة يطلق عليه اسم ” الظهر الفضي ” و يكون مسؤول عن سلامة و رفاهية أفراد المجموعه و يتخذ هو جميع القرارات مثل المكان الذي ترتحل اليه جماعته للحصول على الطعام يوميا و متى يتوقفون عن تناول الطعام أو الراحة و أين يقضون الليل حيث من المعروف أن جماعات الغوريلا لا تبقى في نفس المكان لأكثر من يوم واحد لأنها لا تريد استنزاف مصدر طعامها و لذلك مع كل صباح يقود الزعيم مجموعته إلى منطقة جديدة حيث الغذاء الوفير و بعد قضاء صباحهم فى تناول الطعام تجمع كل غوريلا بالغة الأوراق و الأغصان و الفروع لتكوين عش نهاري للراحة بينما يلعب الصغار و بعد غفوتهم يأكلون مرة أخرى حتى وقت النوم و عندها تصنع البالغات عشًا آخر إما على الأرض أو في شجرة لينعمون بليلة نوم هانئة حيث لا تستخدم الغوريلا العش مرتين أبدًا و هى بشكل عام كائنات مسالمة لكن في بعض الأحيان قد يتحدى ذكر صغير السن و ينتمى الى جماعة أخرى ” الظهير الفضى ” لتلك الجماعه و الذى يقوم بإخافته و ابعاده من خلال الضرب على صدره بيديه ليصدر ضوضاء عالية و يصرخ و يكشف عن أسنانه ثم يتقدم للأمام نحوه و في بعض الأحيان يقطع الأغصان و يهزها على الدخيل لطرده من المكان .
و تكون أنثى الغوريلا مستعدة لإنجاب أطفال عندما تبلغ من العمر ثماني سنوات لكن أولاً يجب أن تترك جماعتها و تبحث عن جماعة أخرى أو زعيم وحيد لتعيش معه و بعد التزاوج تحمل الأم التى يزيد وزنها بشكل عام ليصل الى 91 كيلوجراما حيث يزن الجنين بها بضعة كيلوجرامات فقط لذا فإن الولادة تكون سريعة و سهلة و بعدها تحمل الام طفلها على صدرها في الأشهر العديدة الأولى حتى يتمكن من التمسك بظهرها مما يحرر يديها للمشي و حمل المواد الغذائية و ينمو المولود بسرعة و في عمر خمسة إلى ستة أشهر يتعلم المشي و بحلول عمر 18 شهرًا يمكنه متابعة أمه سيرًا على الأقدام لمسافات قصيرة و مع ذلك فإن أكثر الأماكن أمانًا للصغار هو ظهر والدتهم و هي تتحرك عبر الغطاء النباتي الكثيف في منزلهم في الغابة و يتعلم الصغار من خلال تقليد ما يفعله الآخرون في المجموعة و يلعبون مع بعضهم ألعاب قتالية و يتعامل زعيم المجموعة الصارم مع الصغار تحديدا بلطف أثناء ممارستهم لمهارات جديدة حيث يبقى الصغير بالقرب من أمه و يتقاسم معها العش الى أن يبلغ من العمر أربع إلى ست سنوات و من المعروف ان الرضاعه قد تستمر حتى عمر ثلاثة سنوات .
و ليس للغوريلا أعداء طبيعيين أو حيوانات مفترسة و مع ذلك فإن هذه الكائنات المسالمة معرضة لخطر شديد بسبب البشر حيث يصطادهم الناس بحثًا عن طعام يسمى لحوم الطرائد كما تقوم شركات قطع الأشجار و التعدين بتدمير موطنها و تسبب النزاع المسلح الأخير في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في تدفق اللاجئين إلى موطن الغوريلا السابق و أدت الأوبئة المرضية مثل فيروس الإيبولا مؤخرًا إلى هلاك مجموعات كبيرة منها و التي كانت تعتبر في السابق آمنة داخل بيئتها الطبيعية و كل ذلك ادى الى انخفاض اعدادها خاصة فى السنوات الخمس عشرة الماضية حيث يُشتبه انه تم القضاء على ما يقرب من نصف سكان الغوريلا الشرقية بالكامل و أصبح الصيد غير القانوني نشاطًا مربحًا في المنطقة و في حين أن الصيادين غالبًا ما يضعون أفخاخًا تستهدف ثدييات أخرى و لكن للأسف يموت العديد من الغوريلا أو يفقدون أطرافهم بعد أن يقعوا فى تلك الشراك اضافة الى ازدياد تجارة الحيوانات الأليفة غير المشروعة و كثرة استخدام الناس للهواتف المحمولة نظرا لإحتوائها على خام نادر يسمى “كولتان” و الذى تم العثور عليه في وسط أفريقيا و مع زيادة عمليات التعدين للحصول عليه أدى ذلك الى فقدان موائلها و زيادة ضغط الصيد عليها حيث غزا الآلاف من عمال المناجم غير القانونيين الحدائق المحمية لاستخراج ذلك الخام و قاموا باصطياد الغوريلا و الأفيال التى على وشك الانقراض هى الأخرى في هذه المناطق .
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب : الرئيسيات .
- العائلة : القردة العليا .
- النوع : نوعين الغوريلا الشرقية و الغوريلا الغربية و كل نوع ينقسم الى مجموعتين فرعيتين .
- العمر : اذا كان فى رعاية البشر يبلغ متوسط العمر اكثر من 50 عاما بينما فى البرية 35 عاما .
- فترة الحمل : ما بين 8 الى 9 شهور و عادة ما تلد طفل و نادرا اذا كانوا توأم .
- الوزن عند الولادة : ما بين 1.8 إلى 2.3 كجم .
- البلوغ : 8 سنوات للإناث و 13 سنة للذكور .
- الطول : الإناث حتى 1.5 متر و الذكور حتى 1.75 متر .
- الوزن : الإناث من 72 إلى 98 كجم بينما الذكور من 136 إلى 181 كجم .
معلومات سريعة عن حيوان الغوريلا
- لا يوجد أنوف متشابهة في الغوريلا لذلك يلتقط علماء الحفظ في إفريقيا صورًا عن قرب لوجه كل واحدة للمساعدة في التعرف على الأفراد .
- يُعد الإصبع الكبير لقدم الغوريلا الشبيه بالابهام لدى البشر قابلاً للعكس لمساعدتها على انتزاع الطعام أو تسلق الأشجار.
- كلمة “غوريلا” مأخوذة من كلمة يونانية تعني “قبيلة من النساء ذوات الشعر”.