الطاووس هو أحد أنواع الطيور و عضو فى عائلة التدرجية و علي الرغم من أن معظم الناس يطلقون ذلك الإسم علي الجنسين منه إلا أنه فى واقع الأمر تشار إلى الذكر فقط تمامًا كما هو الحال في عالم الدجاج حين يُطلق على الذكر اسم الديك بينما تسمى الأنثى دجاجة و هو طائر يتميز عن باقي الطيور الأخري بإمتلاكه ريش لامع الذي يستخدمه في التباهي و مغازلة أنثاه بطريقة فريدة و يوجد على كوكب الأرض نوعان منه و هم الطاووس الأخضر و الطاووس الأزرق الذي يعرف بالهندي و يعد الأكثر شهرة بين الناس نظرا لتواجده في العديد من الحدائق و المتنزهات حيث يمتلك الذكر منه رأس و رقبة زرقاء لامعة لجذب إنتباه الأنثي التي بعكسه تمتلك لون بني باهت و ذلك بغرض التزاوج و بعد ذلك يجب عليها أن تكون قادرة على الاندماج مع الأدغال حتى لا تتمكن الحيوانات المفترسة من رؤيتها أثناء إحتضانها لبيضها أما بالنسبة للطاووس الأخضر فيمتلك الذكر و الأنثي نفس اللون و هو الأخضر و على الرغم من أنها ليست ألوان نابضة بالحياة مقارنة بالنوع الهندي إلا أن يتفوقون عنه بأن لديهم ذيول أطول بكثير منه .
و تاريخيا كان من المعروف أن الملوك و الأثرياء يجلبون طائر الطاووس إلى مقر إقامتهم ليتبختروا حول الأرض و يظهرون بمظهر جميل أمام الناس و بعد تكاثرهم ينتشرون في المناطق المحيطة مطلقين البهجة بأشكالهم و ألوانهم و مع ذلك فقد تسبب هذا في عدد من المشاكل داخل بعض الأماكن نتيجة إحداثهم ضوضاء كثيرة في الصباح الباكر لدرجة أنها أصبحت مصدر إزعاج حقيقي للقاطنين في تلك الأماكن و لعل ذلك يرجع لإمتلاك ذلك الطائر لأعين حادة مما يجعله هو أول من يري أي حيوان مفترس يتقدم من المكان فما يكون عليه سوي الصراخ و إطلاق الإنذار بصوت مرتفع لتنبيه كافة الحياة البرية الموجودة معه بضرورة الإنتباه لوجود خطر في المكان .
و لدي طائر الطاووس ظهر و بطن لهما ريش قزحي الألوان لكن الشيء الذي أشتهر به كلا النوعين هو إمتلاكه لما يطلق عليه قطارا طويلا من الريش شبيه بالذيل لكنه في واقع الأمر ليس بالذيل و لكنه غطاء لذيل الذكر أو ريش يغطي قاعدته و به عدد من النقاط المستديرة التي تشبه إلى حد كبير العيون الساطعة و قد يبدو أن إمتلاك مثل هذا القطار الطويل و الريش اللامع من شأنه أن يبطئ الطاووس و يجعله هدفًا سهلاً للحيوانات المفترسة مثل النمس و قطط الغابة و الكلاب الضالة و الفهود و النمور و هذا صحيح بالفعل و مع ذلك إذا أمسك حيوان مفترس بذلك القطار فإن بإمكان الطاووس التخلي عنه بسهولة و الطيران بعيدا عن مكان الخطر .
و ينمو القطار الأول لطائر الطاووس عندما يكون في عامه الثاني لكنه لا يحتوي على عيون أو يكون بنفس طول الذكر البالغ و مع مرور الوقت يصبح أطول و أكثر تفصيلاً و بعد خمس أو ست سنوات من العمر يصل إلى أقصى درجات الروعة حيث يعتبر الطاووس الأكثر صلابة أي أولئك الذين يمكنهم البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة هم من يمتلكون القطارات الأكثر إثارة للإعجاب و يتم تساقط ريش القطار ذو العيون الزرقاء مرة واحدة في السنة ثم يبدأ الريش الجديد في النمو فورًا و يكتمل بعد بضعة أشهر و من الواضح أن أنثي الطاووس تفضل الذكور الذين لديهم أطول القطارات و أكثرها لمعانا و عدد العيون الموجودة و تناسق نمطها.
و تقول بعض الأساطير أن الله قد أعطي طائر الطاووس صوتا مروعا لحكمة في أنه إذا أكتسب هيئة جميلة كما يظهر بالإضافة إلي صوت خلاب فأن ذلك سوف يشعره بالغرور لكن في واقع الأمر أن ذلك الطائر يمتلك 11 نغمة مختلفة عن الأخري و أن الذكور فقط هم من يمكنهم الصراخ كما تتميز بعض من أصواتهم بأنها من الممكن أن تحمل لمسافات طويلة و من المعروف أن تلك الطيور تتواصل فيما بينها في الصباح الباكر و في وقت متأخر من المساء و عمليًا طوال اليوم خلال موسم التكاثر .
و يعيش الطاووس الهندي في نطاق يشمل “الهند” و “باكستان” و “سريلانكا” بينما يتم العثور على الطاووس الأخضر في جنوب شرق آسيا و يتبع كلا النوعين روتينًا معينًا كل يوم حيث يجلسون في المساء بمجموعات كبيرة في الأشجار الطويلة و بهذه الطريقة يكونون في مأمن من الحيوانات المفترسة أثناء الليل كما يمكن للذكور التنقل عبر الأغصان و في الصباح ينقسمون إلى مجموعات صغيرة و تهبط علي الأرض من أجل البحث عن غذاء و الذي يتراوح ما بين الحبوب و الحشرات و الزواحف الصغيرة و الثدييات و التوت و التين و الأوراق و البذور و أجزاء من الزهور و في منتصف النهار يشربون و ينظفون ريشهم و يستريحون في الظل و بمجرد أن تبرد أجسادهم يعودون إلي البحث عن الطعام مجددا قبل تناول مشروب أخير و العودة إلي مكان إقامتهم ليلا و هذا ما يحدث في الأوقات العادية بينما يختلف الأمر خلال موسم التكاثر حيث تكون تلك المجموعات مكونة من ذكر واحد و عدد من الإناث .
و خلال موسم التكاثر الذي يكون مع هطول الأمطار الموسمية يتجول الطاووس و يسير قطاره خلفه و عندما يلتقي بأنثي و يريد التباهي أمامها فإنه يسند القطار بريش ذيله الأقصر و الأكثر صلابة و يفتحه مثل مروحة في نصف دائرة بعرض يتراوح ما بين 1.8 إلى 2.1 متر و إذا بدأت الأنثي بالإهتمام فإنه يرتجف مما يجعل ريشه يتلألأ و يومض ليغريها أكثر و بعد التزاوج يقع علي الأنثي عاتق كبير يتمثل في تربية فراخها بنفسها حيث تضع ما بين ثلاثة إلى ثمانية بيضات خضراء فاتحة أو برونزية اللون و تجلس عليهم بشكل مستمر تقريبًا لمدة أربعة أسابيع و بعد الفقس يستطيع الصغار المشي و تناول الطعام من تلقاء نفسهم لكنهم يكونوا ضعفاء للغاية حيث يستغرق الأمر أسبوعين قبل أن يتمكنوا من القفز في شجرة من أجل الأمان لذلك يتجمعون على جانبي أمهم التي تغطيهم بجناحيها و في عمر شهرين تبدو تمامًا مثل أبائهم ذكورًا كانوا أو إناثًا و لكن في نصف أحجامهم فقط و عندما يصل الذكور إلى عامهم الثاني يكتسبون النضج الكامل و من بين كل ستة كتاكيت تفقس يبقى إثنان فقط على قيد الحياة للإنضمام إلى بقية المجموعة .
و يواجه طائر الطاووس عدد من المخاطر خاصة النوع الأخضر منها الذي تتناقص أعداده بشكل متسارع و ذلك نتيجة صيدها للحصول علي لحومها وريشها المذهل كما يأخذ بعض الناس بيض الطاووس و الصغار و حتي البالغين من مواطنهم الأصلية لبيعها كحيوانات أليفة إضافة إلي فقدان الموائل التي تعيش عليها بسبب الإمتداد العمراني و إستعمار تلك المناطق و إستغلالها زراعيا لذلك قامت بعض من الدول بسن تشريعات لحماية ذلك الطائر و إعتبار عدد من المناطق التي تعيش فيها محميات طبيعية كما حدث في الصين .
بطاقة تعريف
- الفئة : طيور .
- الترتيب : جليفورميس .
- العائلة : فازيانيداي .
- النوع : 2 و هم الطاووس الأزرق ( الهندي ) و الطاووس الأخضر .
- العمر : يتراوح عمرها عادة ما بين 15 إلي 20 سنة .
- عدد البيضات الموضوعة : 3 الى 8 .
- فترة الحضانة : ما بين 26 إلى 30 يومًا .
- الطول : بالنسبة إلي الإناث من 90 إلى 110 سم أما الذكور من 180 إلى 250 سم .
- طول القطار : من 140 إلى 160 سم .
- الوزن : بالنسبة إلي الإناث من 2.8 إلى 4 كيلوجرامات أما الذكور من 3.8 إلى 6 كيلوجرامات .
معلومات سريعة عن طائر الطاووس
- يطلق علي مجموعة من طيور الطاووس إسم التباهي أو الكبرياء و هي مناسبة جدًا لهذا الطائر المبهرج .
- هناك العديد من الطفرات الوراثية لطيور الطاووس الهندي بما في ذلك إحتواء بعضهم علي اللون الأبيض .
- الطاووس الهندي هو الطائر الوطني في “الهند” و هو محمي في ذلك البلد و هو بالنسبة للهندوس طائر مقدس حيث ترمز البقع الموجودة على قطار الطاووس إلى عيون الآلهة بحسب معتقداتهم .
- يذكر الكتاب المقدس الطاووس كواحد من أثمن الأشياء التي جلبتها سفن الملك سليمان من قارة آسيا .