الصحراء الكبرى هى أكبر صحراء حارة فى العالم و تقع فى شمال أفريقيا و تتشارك فيها العديد من الدول حيث تغطى مساحات شاسعة تبلغ 9.2 مليون كيلومتر مربع تمتد من البحر الأحمر شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً و من البحر المتوسط شمالا و حتى منطقة الساحل جنوبا المكونة بحزام من السافانا الاستوائية و رغم قحالة الصحراء الكبرى الا أن بها بعض من المناطق الخصبة الموجودة على ساحل البحر الأبيض المتوسط و جبال أطلس في المغرب العربي و وادي النيل في مصر و السودان و بعض من الواحات الموزعة فى العديد من البلدان و هى منطقة تتميز بندرة هطول الامطار فيها و رغم صعوبة الطقس بها و جفافها الشديد الا أن العلماء يعتقدون انها كانت تتمتع بخصائص مختلفة منذ مئات الألاف من السنيين عما هى عليه حاليا و فى الوقت الراهن تشير الدراسات الى أنها نمت و توسعت بشكل كبير خلال القرن الماضى بسبب ظاهرة الاحتباس الحرارى التى أدت الى تأكل المزيد من الأراضى الموجودة بها و تصلح للزراعه و هو الأمر الذى دق ناقوس الخطر لدى الدول التى تحتوى حدودها على تلك الصحراء لمحاولة التوصل الى حلول للقضاء على تلك المشكله حيث تواترت مؤخرا بعض من الأخبار التى تتحدث عن تضافر جهود أكثر من 20 دولة أفريقية لمكافحة توسع الصحراء الكبرى و ذلك من خلال زرع جدار عملاق من الأشجار يمتد عبر القارة لمسافة تصل الى 8000 كيلومتر من الساحل إلى الساحل فهل تلك المعلومة صحيحة ؟
التقييم
الأدله
هناك بالفعل جهد طموح قيد العمل من قبل مجموعة من البلدان الأفريقية لمعالجة آثار تغير المناخ و التصحر منذ عام 2007 حيث تخطط مبادرة الجدار الأخضر العظيم (GGW) لتمتد تلك الأشجار مثل الحزام بطول 8000 كيلومتر عبر منطقة الساحل التي تقع في قاعدة الصحراء و ذلك لمنع توسعها , و وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر فيهدف المشروع إلى استعادة المناظر الطبيعية المتدهورة في إفريقيا و تحويل حياة ملايين الأشخاص الذين يعيشون في واحدة من أفقر مناطق العالم الى الأفضل و بمجرد اكتماله سيكون الجدار أكبر هيكل حي على هذا الكوكب كأعجوبة طبيعية بطول 8000 كيلومتر تمتد عبر كامل عرض القارة حيث يهدف المشروع إلى أن يمتد “الجدار” بحلول عام 2030 من “السنغال” في الغرب إلى “جيبوتي” في الشرق و يوضح الموقع الرسمى للمشروع سبب كل تلك الجهود و يقول :
العامل المحفز للجدار الأخضر العظيم هو التأثير اليومي للتصحر و تغير المناخ الذي يقوض مستقبل ملايين المجتمعات في جميع أنحاء منطقة الساحل بأفريقيا فمنذ السبعينيات تضررت المنطقة بشدة بفترات من الجفاف المتكررة و التى هددت سبل عيش و مستقبل مجموعات سكانية بأكملها في جميع أنحاء المكان حيث أدى قلة الأمطار إلى اختفاء المواشي و إتلاف محاصيل الحبوب و أثرت المجاعات الكبرى التي هزت منطقة جنوب الصحراء الكبرى في الثمانينيات على الملايين من الناس بالإضافة إلى أن زيادة معدل النمو السكاني أدى الى زيادة الطلب على الغذاء و الضغط للوصول إلى الموارد الطبيعية الأخرى التي تشكل أساس سبل العيش و بقاء سكان الريف و الذين سيواجهون مستقبلاً غير مؤكد بسبب الافتقار إلى الوظائف الريفية اللائقة و الخسارة المستمرة لسبل العيش بسبب تدهور الأراضي و انخفاض الغلات .
و لكن وفقًا لوكالة “أسوشيتيدبرس ” فمنذ بداية المشروع في عام 2007 ماتت الملايين من الأشجار المزروعة بسبب تناقص هطول الأمطار و ارتفاع درجات الحرارة و تم تحقيق 4٪ فقط من الهدف الأصلي للمشروع و أنه لا يزال هناك حاجة لحوالي 43 مليار دولار لإكماله و نظرًا للتحديات التي تواجههم فقد تحول تركيز المشروع أيضًا من زراعة جدار من الأشجار فقط إلى مشاريع زراعية أصغر و أكثر ديمومة و التي تركز على الحلول و تدعم الزراعة و تمنع التصحر حيث أعلن الموقع الرسمى للجدار تلك التغيرات و قال :
تطورت مبادرة الجدار الأخضر العظيم من تركيزها الأول على غرس الأشجار إلى مبادرة تنمية ريفية شاملة تهدف إلى تغيير حياة سكان الساحل من خلال إنشاء فسيفساء من المناظر الطبيعية الخضراء و المنتجة في 11 دولة و هم (السنغال و موريتانيا و مالي و بوركينا فاسو و النيجر و نيجيريا و تشاد و السودان و إثيوبيا و إريتريا و جيبوتي) حيث تم إحراز تقدم في العقد الثاني من المبادرة و استعادة ما يقرب من 18 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة و خلق 350 ألف فرصة عمل في جميع أنحاء دول الساحل و الجدار الأخضر العظيم .
و أبرزت المبادرة أيضًا التحديات التي واجهوها في عملية إنشاء الجدار و التي تضمنت التنسيق غير الكافي فى تبادل و تدفق المعلومات على المستويين الإقليمي والوطني و عدم مراعاة الأولويات البيئية الوطنية و أضافت أن بعض التغييرات أشتملت زراعة البساتين و الحدائق الدائرية حيث تحمي الأشجار الكبيرة بشكل استراتيجي الأشجار الصغيرة و قد ازدهر عدد منهم في الجزء السنغالي للجدار و وفقًا لموقعهم الرسمي كان هناك عدد من النجاحات حيث زرعت “السنغال” حوالي 12 مليون شجرة مقاومة للجفاف في أقل من عقد بينما تمت استعادة 5 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة في “نيجيريا” و 15 مليون هكتار في “إثيوبيا” .