الشبنم هو طائر كبير الحجم لا يطير و يرتبط إرتباطًا وثيقًا بطائر الإيمو إلا أنه أقل منه في الطول و يعتبر أثقل طائر في أستراليا و ثاني أثقل طائر في العالم بعد إبن عمومته النعامة و يتميز بأنه مغطى بريش أسود كثيف و ريشتين تبدو من بعيد كخصلة شعر و تتدلى من أجنحته الصغيرة ريشات طويلة و قوية و لا يستخدم الريش من أجل الطيران و لكن بغرض الحماية من الأشواك الحادة الموجودة في العديد من نباتات الغابات المطيرة و لضمان أن يكون جافًا و آمنًا و عادةً ما يكون لون طيور الشبنم أسودًا داكنًا عند البالغين لكن ألوان البشرة علي الوجه و الرقبة تختلف وفقًا للأنواع و المكان و تتميز إناثه بأنها أكبر حجمًا من الذكور و ذات ألوان زاهية أكثر و لعل أكثر ما يميز طائر الشبنم بجميع أنواعه الثلاثة هو وجود ما يشبه الخوذة أعلي رأسها و التي تبدأ في التطور عند عمر يتراوح ما بين سنة إلي سنتين و يتكون ذلك الغلاف من مادة تشبه الإسفنج و مغطاة بطبقة سميكة من الكيراتين و هي نفس المادة التي تتكون منها أظافرنا و على الرغم من أنها قوية جدًا إلا أنه يمكن الضغط عليها في المنتصف بسهولة إلى حد ما .
و لا أحد يعرف على وجه اليقين سبب إمتلاك طيور الشبنم لتلك الخوذة و لكنها تسهل علي العلماء معرفة أعمارها و مقدار هيمنتها و يرجح أنها تستخدم كممتصة للصدمات تحمي رأسها أثناء إندفاعها عبر شجيرات الغابات المطيرة كما يمكن أن تعمل أيضًا في مساعدته على إصدار الأصوات حيث من المعروف أن كلاً من طائر الشبنم الجنوبي و القزم يمكن أن يصدرا أصواتًا منخفضة التردد جدًا تسمى الطفرة و التي تساعدهما على التواصل عبر الغابات المطيرة الكثيفة لذلك ربما تساعد تلك الخوذة في ذلك و من الملاحظ أن الإناث تميل إلي أن تكون خوذتها أكبر من الذكور .
و تصدر طيور الشبنم هسهسة و صافرة للتواصل و تدمدم عند التهديد و علي الرغم من أنها تكون منخفضة إلا أنها ذات ترددات قوية للغاية لدرجة أن المتخصصين في رعاية الحياة البرية الذين يعملون مع تلك الطيور يقولون إنهم يشعرون بها في عظامهم و بجانب الخوذات تمتلك إثنان من أنواع طيور الشبنم الثلاثة ( طيور الشبنم الجنوبية و طيور الشبنم الشمالية ) لدلايات أو أكياس لحمية عارية من الجلد تتدلى من الرقبة و هي ذات ألوان زاهية باللون الأزرق أو الأحمر أو الذهبي أو الأرجواني أو الأبيض إعتمادًا على النوع و يرجح أن الغرض منها هو المساعدة في تحديد مزاج الطائر أو نقل الإشارات الإجتماعية الأخرى المعروفة فقط لطيور الشبنم .
و من الصعب للغاية مراقبة و دراسة طيور الشبنم لأنها سريعة التراجع في موطنها داخل الغابات المطيرة الكثيفة و لا يُعرف سوى القليل عن سلوكها و لكن يبدو أنها تكون أكثر نشاطًا عند الفجر و الغسق عندما تبحث عن الطعام ثم تستريح في مكان مشمس أثناء النهار و ربما يعتبر طائر الشبنم أخطر طائر في العالم حيث تحتوي كل قدم له علي 3 أصابع في كل واحدة منهم مخلب يشبه الخنجر يصل طوله إلي 10 سم يمكنه من أن يطعن به أي حيوان مفترس أو تهديد محتمل بركلة واحدة سريعة كما تساعد أقدامه القوية على الجري بسرعة تصل إلي 50 كيلومترًا في الساعة عبر شجيرات الغابة الكثيفة كما يستطيع القفز لإرتفاعات تصل إلي 2 متر في الهواء مباشرة و يسبح بمهارة لذا فيعتبر جيد جدًا في صد التهديدات أو الهروب من المخاطر كما تكون هذه المخالب الطويلة مفيدًة أيضًا عند البحث عن الفواكه المتساقطة .
و من بين طيور الشبنم الثلاثة يعد النوع الجنوبي هو الأكبر حجما و ربما الأكثر شهرة و يعيش في الغابات المطيرة في الأراضي المنخفضة في ” غينيا الجديدة ” و أقل شيوعًا في شمال كوينزلاند بأستراليا و يمكن تمييزه بدرع يشبه النصل و لونه بني و و تخلو رأسه و رقبته و حلقه من الريش لذا يمكن رؤية جلده الأزرق اللامع و قد جلبه التجار الهولنديين إلي أوروبا لأول مرة عام 1597 أما النوع الشمالي فهو أصغر قليلًا من الجنوبي و أحدث من إكتشفه العلماء عام 1860 و ربما يكون هو الأكثر تعرضًا للتهديد و يتواجد فقط على طول ضفاف الأنهار و الأراضي المنخفضة الساحلية في ” غينيا الجديدة ” و يتميز بأن درعه أكبر حجمًا و أكثر توهجًا من الجنوبي و جلد الحلق و اللغد إما أحمر أو ذهبي إعتمادًا علي مكان العثور عليه أما النوع الثالث و هو الشبنم القزم فهو أصغر الأنواع و أكثرها ألوانًا و الوحيد الذي لا يحتوي علي دلايات و بدلاً من ذلك يمتلك بقعة أرجوانية مستديرة حيث توجد الدلايات و بقع وردية زاهية على خديه و خوذته سوداء اللون و مثلثة الشكل و مسطحة من الخلف و لون رأسه و وجهه سواء اللون أما رقبته فزرقاء غامقة و الأكتاف حمراء أو بنفسجية و يعيش هذا الطائر في المرتفعات العليا لغينيا الجديدة تاركًا الغابات المطيرة المنخفضة للأنواع الأخري الأكبر حجمًا .
و بشكل عام تتواجد هذه الطيور الرائعة عبر شمال ” أستراليا ” و ” غينيا الجديدة ” و الجزر المحيطة و يعيشون في الغابات الإستوائية و الأراضي الرطبة و هم من الطيور آكلة الفواكه التي تتغذي على ثمار مئات من نباتات الغابات المطيرة و نظرًا لأن جهازهم الهضمي قصير نسبيًا فإن فضلاتهم تحتوي على بذور الفاكهة التي يتم هضمها جزئيًا فقط و في بعض الأحيان تكون هذه البذور كبيرة جدًا بحيث لا تستطيع أي حياة برية أخرى إبتلاعها و أظهرت أحد الإختبارات أن بذور شجرة الغابات المطيرة الأسترالية كانت أكثر عرضة للتبرعم بعد مرورها عبر الجهاز الهضمي لطائر الشبنم مقارنة بتلك التي سقطت على الأرض من تلقاء نفسها و في الواقع تتطلب العديد من النباتات المرور عبر الجهاز الهضمي لطائر الشبنم حتى تتمكن من الإنبات .
و تعيش طيور الشبنم في عزلة معظم أوقات العام و في نطاقات منزلية غير محددة و إذا التقى ذكران بالصدفة فإنهما يتمددان و ينفشان ريشهما و يقعقعان على بعضهما البعض حتى يقرر أحدهما المغادرة و لكن إذا إلتقي الذكر بأنثى فيمكنها عادة أن تجعله يقترب منها و التحديق فيها بهدوء و يتزامن موسم التكاثر مع الوقت الذي تكون فيه الفاكهة أكثر وفرة في الغابات المطيرة و خلال الفترة من يونيو إلى أكتوبر تصبح الأنثي المنعزلة جاهزة للذكور و مع إقتراب موسم التكاثر يتبختر الذكر في دائرة حول الأنثي و بعد التزواج يظل معها لبضعة أسابيع حتى تصبح جاهزة لوضع البيض ثم يصنعون موقعًا مناسبا للتعشيش من خلال كشط بسيط في الأرض و بضعة أوراق و بمجرد أن تضع الأنثى ثلاث إلي خمس بيضات خضراء اللون فإنها تنتقل و تترك الذكر ليحتضن البيض و يعتني بالفراخ و هي مثل أنثى الإيمو قد تجد ذكرًا آخر و تتكاثر معه و تضع مجموعة أخرى من البيض أما الأب الذكر فيجلس في عشه لإحتضان البيض لمدة تصل إلى 60 يومًا و بمجرد أن تفقس الكتاكيت المخططة ذات اللون البني و الأسمر يقوم بقيادتهم إلي أماكن التغذية المعتادة و يحميهم و يعلمهم طرق التعايش و يبقى الصغار مع والدهم لمدة تصل إلى 16 شهرًا و لكن عادةً ما بين 9 إلى 10 أشهر و بعدها يطردهم الأب ليعيشوا بمفردهم حتى يتمكن هو من الإستعداد للتكاثر مرة أخرى و بحلول هذا الوقت يكون حجمهم قد بلغ تقريبًا و يمكنهم بالتأكيد الاعتناء بأنفسهم .
و خلال القرنين السادس عشر و السابع عشر تم البحث عن طيور الشبنم لعرضها في حدائق الحيوانات الخاصة و حتى اليوم يستخدم بعض السكان الأصليين ريش الشبنم في أغطية الرأس الإحتفالية و غالبًا ما يتم الإحتفاظ بالطيور الصغيرة و بيعها من أجل اللحوم عندما تصبح كبيرة بدرجة كافية أو تستخدم كمهور للزواج و يوجد الآن عدد أقل من طيور الشبنم الجنوبية في ” أستراليا ” مقارنة بعدد حيوانات ” الباندا العملاقة ” في ” الصين ” و على الرغم من أن أيًا من أنواع طيور الشبنم الثلاثة لا يعتبر مهددًا عالميًا إلا أنها جميعها تعاني من فقدان الموائل حيث إزيلت أجزاء كبيرة من الغابات المطيرة الأسترالية حيث يوجد طائر الشبنم الجنوبي كما تواجه الطيور المتبقية تهديدات من الكلاب و الخنازير الوحشية و الصيادين و حركة المرور عند عبور الطرق و المجاعة و الأمراض و يؤثر الصيد و إزالة الغابات من أجل الأراضي الزراعية على طيور الشبنم التي تعيش في غينيا الجديدة و الجزر المحيطة بها و لمواجهة ذلك تعمل المنظمات غير الربحية في ” أستراليا ” على زراعة أشجار الغابات المطيرة في محاولة لإستعادة الموائل و مصادر الغذاء لطيور الشبنم .
بطاقة تعريف
- الفئة : طيور .
- الترتيب : النعاميات .
- العائلة : كاسيوريداي .
- الجنس : كاسواريوس .
- النوع : ” الشبنم الجنوبي أو الشبنم المزدوج ” و ” الشبنم الشمالي أو الشبنم وحيد الذقن ” و ” الشبنم القزم ” .
- العمر الإفتراضي : حوالي 50 إلى 60 عامًا في رعاية الخبراء و غير معروف في البرية .
- البيض و وزنه : من 3 إلى 5 بيضات و بوزن 580 جرامًا للبيضة .
- الحضانة : من 49 إلى 56 يومًا .
- سن النضج : من 2.5 إلى 3 سنوات .
- الطول و الوزن : الأكبر و هو طائر الشبنم الجنوبي و يبلغ طوله من 1.2 إلى 1.7 متر و يصل وزن الإناث إلي 76 كجم و وزن الذكور 55 كجم أما الأصغر فهو طائر الشبنم القزم و يبلغ طوله من من 1 إلى 1.1 متر و يصل وزنه إلي 29 كجم .
معلومات سريعة عن طائر الشبنم
- الصوت المزدهر الذي يصدره طائر الشبنم هو أدنى صوت معروف لأي طائر و هو على حافة السمع البشري .
- يبدو أن إسم طائر الشبنم Cassowary مشتق من لغة ” بابوا غينيا ” حيث كلمة “Kasu” تعني مقرن و كلمة “weri” تعني الرأس في إشارة إلي رأس الطائر ذو الخوذة أو القلنسوة.
- يعتقد بعض الناس في ” غينيا الجديدة ” أن طائر الشبنم هو تجسيد لأسلاف الإناث بينما يعتقد البعض الآخر أن طائر الشبنم كان الأم الأولي .