أثناء توليه مقاليد السلطة تعرض الزعيم النازي أدولف هتلر للعديد من عمليات الإغتيال و التي تراوحت ما بين دس السم فى الطعام و إطلاق النيران و تفجير مكان وجوده أثناء إجتماعه مع كبار مساعديه و نظرا لفشل كل تلك المحاولات قام البعض و ربما بدافع من اليأس إلي البحث عن أساليب أخري من أجل التخلص منه حتي و إن كانت غير تقليدية و ذلك بعد أن قام مجموعة من الشباب في أوائل الأربعينيات بالتوجه إلي أحد الأكواخ بغابة ماريلاند في الولايات المتحدة و مصطحبين معهم عدد من الدمي و أزياء نازية و بضعة فؤوس و علبة من الدبابيس و الكثير من شراب الروم لإستخدامهم في إحياء بعض من طقوس السحر الأسود المعروفة بإسم الفودو بغرض التخلص من حاكم ألمانيا الأوحد و إلي الأبد من أجل إيقاف الحرب العالمية الثانية .
ربما قد ينظر إلي ذلك الأمر فى الوقت الحالي إلي أنه كان مجرد مزحة و لكن علي العكس كان حينها يتم التعامل معه بجدية شديدة من قبل القائمين عليه لدرجة أنهم قاموا بإستدعاء أحد مصوري مجلة ” لايف ” الشهيرة في ذلك الوقت من أجل توثيق الحدث الذي أشرف عليه ” ويليام سيبروك ” و هو كاتب شهير له العديد من المؤلفات كما أنه عالم في التنجيم و عضوًا في جماعة الجيل الضائع و لكن علي الرغم كل تلك المؤهلات إلا أنه تم نسيانها بعد أن أكل لحمًا بشريًا فقبل عقدين من إقامة تلك الحفلة الغريبة سافر ” سيبروك ” إلى غرب إفريقيا و إلتقى هناك بقبيلة من آكلي لحوم البشر و توسل إليهم بأن يسمحوا له بتجربة طعم اللحم البشري و عندما رفضوا قام أحد أصدقائه بسرقة لحم بشري له من إحدي المستشفيات و هو من ناحيته قام بقليه و أكله و كتب عن تلك التجربة في كتابه ” طرق الغابة ” حيث وصفه بأنه مثل لحم العجل الجيد و الكامل النضج مضيفا أنه لا يمكن لأي شخص أن يميزه عن لحم العجل و بمجرد نشر الكتاب تعرض للكثير من الإنتقادات .
و رغم غرابة أطوار ” ويليام سيبروك ” و هجوم الكثيرين عليه إلا أن ذلك لم يمنع من وجود عدد من المعجبين الشباب به و بأفكاره خاصة بعد قرائتهم كتابه الذي حمل عنوان ” السحر : القوة في العالم اليوم ” و الذي شرح فيه كل ما تعلمه عن أساليب السحر الأسود و الشعوذة الهايتية حيث أصبح ذلك الكتاب مصدر إلهام لهم من أجل إقامة فعالية بغرض التخلص من الزعيم النازي بإستخدام الأساليب الموجودة فيه لذلك قامت تلك المجموعة بالتواصل مع الكاتب و دعوته من أجل الحصول علي خبراته في تلك الفعالية و الذي بدوره وافق علي الفور كما وافقت مجلة ” لايف ” هي الأخري علي إيفاد أحد مصوريها لتوثيق الحدث بدعوي أن تعويذات الفودو تنجح فقط عندما يعلم الضحية المقصودة أنها حدثت و بطبيعة الحال مع نشر الخبر في صفحات تلك المجلة الشهيرة فسيعرف ” هتلر ” بما تم إضافة إلي محاولة تشجيع و تعليم القراء علي ممارسة تلك الطقوس أيضا في المنزل بغرض التخلص منه .
و فى يوم 22 يناير عام 1941 توجه ذلك الجمع إلي إحدي أكواخ غابات ماريلاند و معهم أدواتهم و أرتدى “ويليام سيبروك” و مجموعته ملابس شبيهة بزي “هتلر” ثم قام أحد الحضور و يدعي ” تيد كالدويل ” بإرتداء زي ساحر و هز خشخيشة فوق رأسه و هو يهتف في الدمية “أنتي هتلر! هتلر هو أنتي! ” ثم قام الحضور بإدخال الدبابيس في صور “هتلر” الموجودة معهم و كان كل واحد منهم يهتف “نحن ندفع الدبابيس و الإبر إلى قلب أدولف هتلر!” ثم قاموا بعد ذلك بدفع أظافرهم و دبابيسهم في دمى صغيرة للديكتاتور النازي و بدأوا في مناداة إله وثني بإسمه يطلبون منه المساعدة فى إرسال 99 قطة لإخراج قلبه و 99 كلبًا ليأكلوه عندما يموت .
و بمجرد إنتهاء تلك الطقوس السحرية قام “ويليام سيبروك” و أصدقاؤه بدفن دمية “هتلر” في أعماق الأرض و أعلنوا أن الديدان ستأكل الدمية و بالتالي سيسقط الرجل الحقيقي و طلب ” سيبروك ” من المصور تضمين أكبر قدر ممكن من التفاصيل حتى يتمكن الناس من جميع أنحاء العالم من القيام بتلك الطقوس حيث أشارت مجلة ” لايف ” إلي أن الأشخاص الذين يريدون إحياء مثل ذلك الأمر في المنزل ليس بالضرورة حصولهم علي صورة لهتلر بالحجم الطبيعي كما أنه يمكن بسهولة عمل دمية صغيرة له أو حتى شرائها بمبلغ لا يتعدي الخمسة سنتات .
و أنتهت حفلة السحر الأسود و لكن كان من الواضح أن نتائجها مخيبة للأمال و فاشلة مثل المحاولات السابقة حيث لم يمت “هتلر” كما كان مخططا له عام 1941 و لكن عاش بعد ذلك لمدة ثلاث سنوات أخرى قبل أن يقتل نفسه داخل مخبأ تحت الأرض ببرلين في 30 أبريل عام 1945 مع إقتراب دخول الحلفاء إلي المدينة أما بالنسبة لـ ” ويليام سيبروك ” فلم يختلف مصيره كثيرا عن ” هتلر ” حيث أنتحر هو الأخر بعد تناوله لحبوب دوائية في نيويورك و أصبحت تلك الفعالية جزء من التاريخ يتندر عليه البعض فى الوقت الحالي .