في بعض من الأحيان قد يسيطر علي العديد من الأفراد المحبين لممارسة الرياضة شعور بالملل تجاه الرياضات التقليدية مثل كرة القدم أو الإسكواش أو السباحة أو غيرهم و لذلك فيبحثون دائما عن الألعاب الغريبة حتي و إن كان بعضها يتسم بالخطورة لا لشئ سوي السعي وراء المغامرة أو الشعور بالتميز وسط أقرانهم و تعتبر رياضة الزوربينج واحدة من بين تلك الألعاب الفريدة التي ربما قد يكون البعض قد سمع بها إلا أن الغالبية لا يعرفون عنها أي شئ نظرا لأنها تنظم في عدد محدود من الدول رغم أن من مارسها قد قال عنها أنها لعبة شيقة حيث يدخل اللاعبين فيها إلي كرة مطاطية مصنوعة في الغالب من البلاستيك ثم يبدأون بالتدحرج بها و هم بداخلها من أعلي المنحدرات أو الأسطح المستوية حال أرادوا الحصول علي قدر أكبر من التحكم أثناء التدحرج .
و يرجع تاريخ لعبة ” الزوربينج ” إلي سبعينيات القرن الماضي حين تم تصنيع و بيع أول كرات الهامستر و هي كرات بلاستيكية صغيرة مصممة للحيوانات الأليفة للتمركز داخلها و التدحرج بها و لكن مع حلول أوائل الثمانينيات أتخذت مجموعة من رواد الرياضات الخطرة و الذين يطلقون علي أنفسهم ” نادي الرياضات الخطرة ” تلك الفكرة و قاموا بعدد من التعديلات من خلال بناء كرة عملاقة يبلغ قطرها 23 مترًا و بداخلها كرسيين للإستلقاء في الداخل ليجلس عليها شخصين ثم يبدأون في التدحرج بها و لكن بعد تنفيذ الفكرة لم تكتسب شعبية كبيرة لذلك تم التخلي عنها و التخلص من المواد المستخدمة في صنع تلك الكرة العملاقة و لحسن الحظ بحلول عام 1994 أعاد رجلان من ” نيوزلاندا ” إحيائها مجددا و هم ” أندرو أكيرس ” و ” داوني فان دير سلويس ” الذين توصلوا إلى فكرة بناء كرات بلاستيكية شفافة قابلة للنفخ يمكن أن تلائم الناس و بدأوا في تسويق إختراعهم و بدأت العديد من وسائل الإعلام في تسليط الضوء عليها و تبدء في الإنتشار داخل ” نيوزلاندا ” و العديد من دول العالم و قد قام بتجربتها عدد من المشاهير أبرزهم “جيسون ستاثام” و “كولين فاريل” حتى أنها جذبت إهتمام شركات تصنيع السيارات بعد أن قامت شركة ” نيسان ” بوضع سيارة حقيقية داخل إحدى كرات ” الزوربينج ” العملاقة و دحرجتها أسفل أحد التلال كنوع من أنواع الدعاية عن متانتها .
و بشكل عام تعتبر رياضة ” الزوربينج ” لعبة ترفيهية ممتعة و من أجل ممارستها يشترط وجود كرة شفافة ضخمة الحجم و تكون قابلة للنفخ و مصنوعة بشكل عام من البلاستيك و قد يختلف شكلها من تصميم لأخر ففي بعض الأنواع قد تحتوي بداخلها علي أحزمة لتثبيت الراكب في مكانه بينما أنواع أخري تخلو من تلك الأحزمة و ذلك للسماح لمن بداخلها السير بحرية و التقلب مع حركات الكرة و قد يكون في الداخل كرسي واحد أو إثنين و أحيانا ثلاثة و في بعض الأحيان يقوم عدد من الممارسين بسكب الماء في الداخل حتي ينزلقون أثناء تدحرجهم و تكون أكثر متعة و حينها يطلق عليها إسم ” الهيدروزوربينج ” كما توجد كرات منها تكون أصغر في الحجم قليلا عن الكرات الأصلية و يطلق عليها كرة الفقاعة و تستخدم في أنشطة رياضية مختلفة من بينها كرة قدم الزوربينج أو الجري الحر .
و تتواجد رياضة ” الزوربينج ” فى العديد من المتنزهات بجميع أنحاء “الولايات المتحدة” و “المملكة المتحدة” و “أوروبا” و “اليابان” و “نيوزيلاند” و في معظم الحالات تمارس على منحدر لطيف للحصول على أقصى قدر من المتعة و السرعة التي من الممكن أن تصل إلي 52 كيلومتر في الساعة و هي أعلي سرعة تم تسجيلها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية و مع ذلك يمكن إجراؤها أيضًا على منطقة مستوية مما يسمح للراكب بمزيد من التحكم في كرته و في حالة عدم وجود منحدرات في الجوار يتم إستخدام منحدرات خشبية أو معدنية أو قابلة للنفخ للقيام بدور المنحدر و نظرا لإمكانية التعرض لعدد من المخاطر أثناء ممارستها فينصح أن تكون فى بيئة خاضعة للرقابة أو في مكان مصمم خصيصًا لها و بعيدا عن الأرض الصلبة يمكن ممارسة تلك اللعبة أيضا علي المياه و تسمي حينها المشي في الماء أو الأكوازوربينج و تشترط في تلك الحالة أن تكون الكرة محكمة الغلق .
و بالنسبة لتصميم كرة الزوربينج فهي تكون مزدوجة بوجود كرة واحدة داخل الأخرى مع توفر طبقة هوائية بينهما ترجع أهميتها في إمتصاص الصدمات للشخص الموجود بداخلها و هي كرة خفيفة الوزن و مصنوعة من البلاستيك المرن و يبلغ قطر الكرة الخارجية حوالي 3 أمتار أما الداخلية فتصل إلي حوالي مترين و تكون المسافة التي تحتوي علي الهواء ما بين 50 و 60 سم أما سمك البلاستيك المكونة منه الكرة فيبلغ حوالي 0.8 ملليمتر و ترتبط كلا الكرتين الداخلية و الخارجية بخيوط من النايلون و كلاهما لهما مدخل واحد أو مدخلان يشبهان النفق أما كرة المشي المائية أو الأكوازوربينج فهي تختلف في التصميم لأنها تكون كرة واحدة رقيقة الجدران .
أقرأ أيضا : الموتوبول .. لعبة تمتزج فيها كرة القدم مع سباقات الدراجات النارية
و على الرغم من أن تصميم كرة الزوربينج تمنع الإصابات الخطيرة إلا أن الإصابات الخفيفة مثل الكدمات و الجروح واردة الحدوث من خلال الإصطدام أو التعثر أثناء التدحرج و على الرغم من ندرة الإصابات الشديدة إلا أنه سجلت حالات لأطفال فقدوا الوعي داخلها بسبب نقص الهواء كما سجلت أيضا عدد من الوفيات أبرزها مقتل مدرس و أصابة تلميذه بجروح خطيرة عام 2009 في جمهورية التشيك أثناء ممارستهم لتلك الرياضة و في عام 2013 لقي رجل مصرعه بأحد المنتجعات في “روسيا” بعد أن كسرت رقبته و أصيب آخر بجروح بالغة عندما خرجت إحدي الكرات عن السيطرة أثناء إنحدارها من إحدي الجبال حيث اصطدمت بالحجارة ثم توقفت في النهاية على بعد كيلومتر واحد فوق بحيرة متجمدة و تم إلتقاط الحادثة بالكاميرا و تحميلها على شبكة الإنترنت و تصدرت الحادثة عناوين الصحف الدولية و دعت السلطات الروسية في أعقاب ذلك الحادث إلى تشديد قوانين السلامة في تلك اللعبة .